+A
A-

د. خالد عفيفي

البلاد - فاطمة عبدالله

أكد طبيب العائلة في مركز الهلال متعدد التخصصات الطبية د. خالد خليل عفيفي، أن سوء استخدام المضادات الحيوية أصبح مشكلة تهدد العالم، إذ أصبح هناك إقبال على استخدامها على الرغم من عدم الحاجة لها، ما يخلق جيلا من البكتيريا المقاومة للعديد من المضادات الحيوية. 

وأوضح أن المضاد الحيوي هو أحد أنواع مضادات الميكروبات، التي منها مضادات الفيروسات، والفطريات، والديدان الطفيلية، أو مضاد البكتيريا، والأخير يعرف بأنه المضاد الحيوي، وتم اكتشافه قبل سنوات عديدة، مشيرا إلى أن المضادات الحيوية في عصرنا غالبًا عبارة عن شبه مصنعة؛ إذ يتم تغيير تكوينها لزيادة الفعالية ضد البكتيريا. ولفت إلى أنه يتم استخدام المضاد الحيوي عندما يكون هناك شك عالي الدرجة، وبعد إجراء تشخيص إكلينيكي واضح، مع القيام ببعض الفحوصات عن طريق المختبر، والتأكد من البكتيريا، يتم صرف المضاد الذي يعمل على قتل البكتيريا أو إيقاف تكاثرها.
وذكر أن البكتيريا تتميز بأنها كائنات ذات خلية واحدة لها أعضاء، وكل عضو يقوم بوظيفة، في حين أن الفيروسات عبارة عن كائن مبرمج لا يستطيع العيش أو التكاثر دون الاستحواذ على كائنات حية أخرى لاستخدامها في التكاثر، فالبكتيريا لا تحتاج إلى خلايا للتكاثر، أما الفيروسات فيجب أن تستحوذ على الخلايا، إلا أن هناك بعض البكتيريا التي يجب أن تعيش داخل خلايا حتى تنمو، ولكن هذه الأنواع ليست منتشرة بكثرة. وقال: إن هناك فكرة خاطئة كوّنها المجتمع عند المرض، إذ أصبح العلاج في نظره هو استخدام المضاد الحيوي لمكافحة المرض، وهذا منتشر من سنوات، وهو من أسوأ العادات التي اعتاد عليها المجتمع.
وأضاف: هناك قوانين أصدرتها هيئة تنظيم المهن الصحية تنص على عدم صرف المضادات الحيوية من الصيدليات من دون وصفة طبية، إذ إن الاستعمال الخاطئ قد يسبب أعراضا جانبية أو يؤثر مستقبلًا.
وعن أهم المضاعفات التي قد يتعرض لها المريض قال: الأعراض الجانبية موجودة في كل شيء حتى في الأطعمة، إلا أن عدم استعمال المضاد الحيوي بطريقة صحيحة أو سوء الاستعمال أو استخدامه من دون الحاجة إليه، يمكن أن يسبب حدوث هذه المضاعفات، التي تقسم بين البسيطة أو الشديدة والخطرة على الحياة، والأخيرة تكون أقل حدوثًا، إلا أن من المضاعفات الجانبية التي نلاحظها بكثرة هي أعراض جانبية متعلقة بالمعدة كالغثيان أو الاستفراغ أو الإسهال، إضافة إلى الإصابة بمضاعفات جلدية منها بسيطة ومنها شديدة على حسب حدتها ومدى انتشارها، مثل الطفح الجلدي والحكة والتهيجات الجلدية، التي تصل أحيانًا لدرجة رد فعل حاد.
وعن أهم المضاعفات التي يمكن أن تحدث أضاف: من أهم هذه المضاعفات هي أن البكتيريا تكوّن مناعة ضد المضادات المستعملة، بحيث لا تسمح للأطباء باستخدام بعض المضادات الحيوية في المستقبل، إذ إن البكتيريا لها جهاز مناعي، ما يؤدي إلى أنها لا تتجاوب مع فعالية المضاد الحيوي أو قد تنزاح فعاليته. وتابع: من خلال مزرعة البكتيريا نشاهد حاليًا زيادة في عدم القدرة على استخدام العديد من المضادات الحيوية؛ لأن البكتيريا كونت مناعة ضدها، كما أن سوء الاستخدام والتوقف عن إكمال جرعات الدواء يؤدي إلى خلق جيل من البكتيريا له مناعة ضد هذا المضاد، لذا فإن هذه الحالة قد تستدعي إدخال المريض إلى المستشفى عند إصابته بالبكتيريا بسبب سوء الاستخدام.
ودعا د. خالد خليل إلى استشارة الطبيب لمعرفة ما إذا كانت العدوى بكتيرية أو فيروسية، مع ضرورة الالتزام بالمدة المحددة للاستخدام، إذ حتى لو تعافى المريض قبل إكمال الجرعات المحددة عليه إكمال الباقي. كما أكد ضرورة ابتعاد الأطباء عن صرف المضادات الحيوية من دون داع، فهناك انتشار لصرفها خصوصًا مع دخول فصل الشتاء، في حين أن معظم الحالات المعدية هي نتيجة الفيروسات.