+A
A-

إصابة الأشقاء تزيد من احتمال إصابة باقي الأفراد بنسبة 25 %

 

 

 

البلاد – فاطمة عبدالله

أكد استشاري طب الأطفال، في مركز الهلال الطبي - فرع سترة د. أبوزر سركا، والذي له خبرة واسعة في حساسية الأطفال والأمراض الناتجة عن سوء التغذية، أن الحساسية عند الأطفال قد تكون نتيجة أسباب عدة، من أهمها الوراثة سواء من الأب أو الأم، إضافة إلى أن وجود أخ أو أخت مصابين بالحساسية في العائلة يزيد نسبة الإصابة عند باقي الأشقاء بنسبة 25 %.

وأوضح أن الحساسية تحدث بسبب ضعف الجهاز المناعي عند الطفل، أو أن استجابة الجهاز المناعي تكون عالية جدًا إلى المواد الغريبة، إذ يفرز الجهاز المناعي مادة تعرف باسم الأجسام المضادة. وعند الإصابة بحالات حساسية، يصنع الجهاز المناعي أجسامًا مضادة تُعرِّف المواد المثيرة للحساسية كأجسام ضارة، حتى إن لم تكن كذلك. فعند الاحتكاك بالمواد المثيرة للحساسية، يمكن لرد فعل الجهاز المناعي أن يسبب التهابًا في الجلد أو في الجيوب الأنفية أو المسالك الهوائية أو الجهاز الهضمي. وأشار إلى أن الحساسية هي رد فعل جهاز المناعة لمواد غير مألوفة له، مثل: حبيبات اللقاح، والسم من جراء لسعة النحل أو وبر الحيوانات. وذكر أن هناك أنواعا مختلفة من الحساسية تصيب الأطفال، من أهمها التهاب الأنف التحسسي، الحساسية الناتجة عن استخدام المنتجات المنزلية، وذمة وعائية (تورم)، الربو، الحساسية الناتجة من التعامل مع الحيوانات، أمراض الصدر، الأكزيما وحساسية الجلد، الحساسية الناتجة عن الطعام، حساسية الجهاز الهضمي والحساسية الناتجة عن لدغات الحشرات وغيرها.
وأوضح أن الطفل المصاب بالحساسية قد يتعرض إلى بعض الأعراض، مشيرًا إلى أن المادة المسببة للحساسية هي العامل المحرك للإصابة، وظهور الأعراض المختلفة، بداية من الحكة الخفيفة إلى الأعراض الأكثر خطورة، التي قد تهدد حياة الفرد، وتعرف باسم “الحساسية المفرطة”. وتتضمن هذه العوامل العديد من الأشياء التي يتعرض لها الطفل بشكل يومي، مثل الغبار ومنتجات الألبان وشعر وألياف الحيوانات وقش القمح.
وعن الحساسية المفرطة، أشار إلى أنها خطيرة ويجب التدخل فورًا لإنقاذ الطفل، إذ تعد الحساسية المفرطة رد فعل تحسسي قوي يؤثر على عدد من أعضاء الجسم، مثل الشعب الهوائية، والقلب والدورة الدموية، والأمعاء، والجلد. وعادةً ما تظهر الأعراض بشكل سريع جدًا في غضون ثوان من التعرض لمسببات الحساسية، كما أنها تزداد سوءًا بشكل سريع إذا لم يتم التعامل معها بالشكل المناسب، مبينًا أن من أخطر الحالات التي يمكن أن تصيب الأطفال هي “الصدمة التحسسية”، حيث يصاب الطفل بانخفاض كبير في ضغط الدم، وفي هذه المرحلة قد يفقد الطفل الوعي، وحينها تكون المساعدة الطبية مطلوبة بشكل عاجل، إذ قد يتعرض إلى الوفاة.
وشدد على أهمية معرفة أن رد فعل الحساسية في معظم الحالات يشكل مصدر إزعاج وضيق عند المصابين بأعراض حساسية طفيفة، أما رد الفعل في حالة الحساسية الحادّة فقد يكون أكثر خطورة، لأنه قد يؤثر على أعضاء وأجهزة عديدة في الجسم.
وقال إن أكثر الأطفال المعرضين إلى خطر الحساسية المفرطة بدرجة أكبر هم الذين يعانون من أعراض ربو لم يتم التعامل معها بالشكل الصحيح، أو لديهم عدوى أو أصيبوا بعدوى مؤخرًا، أو يمارسون التمرينات الرياضية مباشرة قبل أو بعد التعرض لمسببات الحساسية، إضافة إلى الأطفال الذين يعانون من حساسية تجاه بعض الأطعمة كالمكسرات مثلًا.
وعن العلاج قال إن الحساسية ترتبط بالجهاز المناعي، لذا يجب تقديم مجموعة متنوعة من العلاجات الخاصة بأنواع الحساسية المختلفة، وتشمل علاجات الحساسية العلاج المناعي للحساسية لتعديل رد الفعل تجاه مسببات الحساسية، تناول العقاقير، استخدام الكريمات، استخدام تدفق الهواء الصفائحي المُسيطر على درجة حرارته، للمساعدة في تشتيت المواد المثيرة للحساسية داخل غرفة نوم الطفل أثناء الليل. ولفت إلى أهمية إجراء اختبار الحساسية الكامل (باستخدام اختبارات وخز الجلد واختبارات الدم)، إضافة إلى اختبار الأطعمة، إذ يعد اختبار الأطعمة من أفضل وأدق الطرق لمعرفة احتمالية إصابة الطفل بأي نوع من أنواع الحساسية تجاه طعام أو دواء معين، فقد يعاني الأطفال من الحساسية في أي مرحلة من مراحل الطفولة خصوصًا تجاه الحليب أو البيض، فهما الأكثر شيوعًا بين الأطعمة المثيرة للحساسية.
وفي الختام، شدد على ضرورة مراقبة الأطفال المولدين في عائلة لديها تاريخ مرضي ومصابين بالحساسية، خصوصًا عند الأب، الأم، والإخوان؛ لتجنب حدوث حساسية مفرطة عند الطفل، مع ضرورة الابتعاد عن مثيرات الحساسية المنقولة بالهواء مثل حبوب اللقاح ووبر الحيوانات الأليفة وسوس الغبار والعفن، والابتعاد عن بعض الأطعمة، خصوصا الفول السوداني والجوزيات والقمح والصويا والأسماك والمحار والبيض والحليب وغيرها.