+A
A-

د. محمد عرفة: جراحة المناظير ثورة في عالم الجراحة

د. محمد عرفة

 

 

 

أكد استشاري أول جراحة عامة وجراحة المناظير في مستشفى الملك حمد الإرسالية الأمريكية د. محمد عرفة، أن ثورة الجراحة بالمناظير وفرت للطبيب المعالج القدرة على مشاهدة جميع التفاصيل التشريحية لمختلف أعضاء الجسم، عبر شاشة كبيرة، لذلك فإن كل جزء يكون مُكبرا بنسبة تصل إلى 8 مرات حجمه الأصلي، وتلك التفاصيل ساعدت الأطباء على اكتشاف طرق بديلة أسهل وأسرع لإجراء العمليات الجراحية، بدلاً من اتباع الطرق التقليدية المستخدمة في العمليات التقليدية. وذكر أن من هذه العمليات الجراحية باستخدام المنظار والتي تجرى بشكل دوري، هي جراحة استئصال المرارة، جراحات أورام القولون والمستقيم، وجراحات الجهاز الهضمي، والجراحات الباطنية الطارئة باستخدام المنظار. 

وأشار د. محمد عرفة - الحاصل على شهادة البورد العربي ٢٠١٠، وزميل الكلية الملكية للجراحين بايرلندا منذ ٢٠١٢، والحاصل على الزمالة في الجراحة العامة والمناظير المتقدمة من مستشفى ساوثهامبتون في المملكة المتحدة من ٢٠١٣ إلى ٢٠١٥ - إلى أن عمليات الجراحة بدأت باستخدام المنظار منذ نحو 4 عقود، وبدأ استخدام المنظار في فحص القنوات والتجاويف الداخلية لجسم الإنسان، ثم بعد ذلك بدأ تطوير أساليب وطرق استخدام المنظار الطبي؛ حتى وصل إلى العمليات الجراحية، والآن يتم استخدامه في غالبية العمليات الجراحية.
وأضاف أن هناك العديد من مميزات جراحة المناظير، وهناك العديد من الأسباب التي جعلت الجراحة باستخدام المناظير تتفوق على الجراحات التقليدية، التي تعتمد على فتح مكان مناسب في جسم الإنسان لإجراء العملية الجراحية.
وتابع: تتطلب الجراحات التقليدية وجود فتحات كبيرة في الجسم؛ من أجل سهولة إتمام العملية، كما أنها تحتوي على نسبة مخاطر أكبر من طريقة المناظير، إضافة إلى ضرورة حصول المريض على راحة لمدة كبيرة على الفراش؛ من أجل أن يشفى الجرح.
وأشار إلى أن الجراحات التقليدية تسبب ندبا كبيرة وظاهرة في جسم الإنسان، ما يجعلها تحتاج إلى عمليات تجميل فيما بعد، موضحا أن هناك الكثير من المميزات التي تتميز بها جراحة المناظير بخلاف العمليات التقليدية.
وقال: من أهم المميزات هي صغر حجم الجروح، التي تكون عبارة عن فتحات صغيرة ،ما يجعل الألم الناتج عن العملية أقل بنسبة كبيرة جدا عن العمليات الجراحية التقليدية، التي يصاحبها ألم كبير نتيجة الفتحات الكبيرة في جسم الإنسان، كما أنه يمكن للمريض ممارسة حياته الطبيعية بعد العملية بوقت قليل جدًا قد يصل إلى بعد العملية مباشرة في بعض الحالات، مقارنة بالعمليات التقليدية التي تتطلب وقتا كبيرا من الراحة والتزام الفراش. وأضاف: كما يحصل الطبيب على صورة مكبرة وواضحة لجميع أعضاء الجسم، ما يمكنه من سهولة الوصول إلى مكان الجراحة بدقة وإجرائها بصورة سليمة، ما يزيد من فرص نجاح العملية والشفاء، إلى جانب أنه تعمل عمليات الجراحة بالمناظير على تقليل نسب التهاب الجروح والالتصاقات التي قد تحدث؛ بسبب نظافة تلك العمليات وصغر الجروح، مقارنة بالعمليات التقليدية، التي تزيد بها احتمالية حدوث التهاب الجروح.
وذكر أن أهم مميزات العمليات الجراحية بالمناظير هي عدم فقد الدم الكثير أثناء العملية، ما يسهل العملية كثيرًا على الطبيب، ويحافظ على حياة واستقرار المريض أثناء العملية، إضافة إلى عدم الحاجة إلى استخدام مخدر بشكل مفرط أثناء وبعد العملية؛ لسهولة إجراء العملية وضعف الألم المصاحب للعملية، إلى جانب السرعة في إجراء العملية مقارنة بالوقت الذي تستغرقه عمليات الفتح التقليدي.
وقال: تعد الجراحة بالمنظار إجراءً آمنًا، ولا تشمل العديد من عوامل الخطر التي لا يمكن السيطرة عليها أو إدارتها، إلا أن هناك بعض مخاطر الجراحة بالمنظار، من أهمها العدوى، خطر تلف الأعضاء الداخلية، جلطات الدم، تلف الأعصاب، حدوث رد فعل للتخدير والتهاب البطن.