+A
A-

د. غازي المحروس يدعو إلى ثورة مجتمعية لمواجهة السكري النوع الثاني

قال استشاري الغدد الصماء د. غازي المحروس، أن البحرين تعد من أعلى المعدلات العالمية في الإصابة بالمرض السكري، إذ تصل النسبة لأكثر من 20 % من السكان و90 % هي من مرض السكري من النوع الثاني. وبهذا الخصوص، دعا المحروس إلى ثورة اجتماعية لمواجهة مرض السكري النوع الثاني؛ كونه مرضا اجتماعيا يرتبط بالمجتمع وعاداته وسلوكياتها وبالسمنة. فمواجهته تلزم تغييرا جذريا في نمط الحياة والعادات الاجتماعية والسلوكية، مشيرة لضرورة ضبط الأكل ونشر التوعية بالغذاء الصحي والمتزن واختيار نوع الأكل المناسب، فالأكل في السابق كان محدودا، والناس الآن تأكل أكثر طوال الـ 24 ساعة؛ بسبب وفرة الغذاء، وشدد على ضرورة زيادة النشاط البدني بممارسة الرياضة وتضافر الجهود لمكافحة السمنة. فالمعروف أن النوادي الرياضية غالية، فلابد على الدولة من توفير أماكن مخصصة للرياضة وحدائق. ودعم الغذاء الصحي ليكون متوافرا، وزيادة المطاعم الصحية، مع السعي في أن يكون الغذاء الصحي بسعر مناسب، فالمطاعم غالبيتها تستعمل أردى أنواع الدهون، ما سيضر مرتاديها، والجهات المختصة لا تستطيع منع أحد من هذه المطاعم، ولكن يمكن تفعيل الدور التوعوي، فلابد من أن تتوحد الجهود بين المسؤولين والجهاز الطبي.

وألمح إلى أن السكر من النوع الثاني أحيانا يكون أخطر من النوع الأول، فهو يسبب نفس مشكلات النوع الأول، والفرق أنه يصاب به المريض وهو لا يعلم، بينما الأول يأتي فجأة، لذلك فأطباء النوع الثاني يبدأون بالكشف على المريض مباشرة، بينما النوع الأول يمكن أن ينتظروا 5 سنوات. فالنوع الأول هو السبب الرئيس هو موت خلايا البنكرياس؛ بسبب هجوم الجهاز المناعي والثاني نتيجة مقاومة الانسولين والسمنة.
وأوضح أن النوع الثاني يمكن التغلب منه إذا وعا الناس إليه، ومن الممكن التخلص منه، وأما الأول فمازال يحتاج لتجارب؛ لأن المشكلة خلايا الانسولين المتضررة من الجهاز المناعي، وهناك حلول مقبلة مثل زراعة البنكرياس أو تحويل الخلايا الجذعية من دهون البطن لخلايا تنتج الانسولين وتحقن.
وأضاف أن النوع الثاني كان منحصرا على الكبار؛ ولكن حديثا انتقل للصغار؛ نتيجة السمنة والأكل الخاطئ.
ولفت إلى أن هناك مفهوما خاطئا، بأن مرضى السكر النوع الثاني محميون من المضاعفات، في حين أن مشكلات البتر والعين في النوع الثاني أكثر بينما مشكلات الكلى في الأول أكثر.
وعن الأنسولين، أشار إلى أنه مهم جدا في النوع الأول، وأما الثاني فمن المفترض تجنب الانسولين قدر الإمكان؛ لأنه هرمون نمو ويؤثر على الشرايين والعين.
وأضاف: قبل أن يؤخذ الانسولين يمكنه تقليل الأشياء التي تزيد الأنسولين والرغبة في الانسولين مثل الكربوهيدرات.
ولفت إلى أن الحل الوحيد تقليل الكربوهيدرات، إذ تقل حاجاتك للأنسولين مع إضافة الأغدية المحتوية على الألياف كالخضروات، ما يقلل من امتصاص السكر، ويشجع على الصوم المتقطع وتأخير وجبة الفطور.
ودعا إلى تطوير الخطة العلاجية وتوحيد النظرة الطبية المرتبطة بالاتفاق العالمي، فمعظم الأطباء غير متحدين بالنظرة، فكل طبيب يعالج وفق رؤيته. ومن المهم كذلك متابعة الخطة العلاجية، ولا يكون ذلك إلا عبر تفعيل اجتماعات بعد العيادة مباشرة بين الأطباء، حيث يعرض كل طبيب حالة المريض وما عمله مع الأطباء الزملاء، فيساهمون في بعض الأمور غير الواضحة، وأشار إلى أن هناك ثورة علمية، والعلم يتطور، فلابد على الأطباء من الاطلاع على المستجدات. 
وقال إنه لابد من تقليل فترات مواعيد السكري؛ فالمريض يحتاج لمتابعة دورية، مبينا أن متابعة الستة أشهر غير كافية وخطر بحد ذاته، فإذا شخص بمشكلات في العين والكلى سيتضرر حتى يأتي موعده.
ودعا إلى معالجة المشكلة الإدارية، فالرسائل التي تأتي من المركز تذهب لقسم المواعيد وموظف المواعيد هو شخص غير مختص ولا علاقة له في الطب، فيحدد الموعد وفق المتوافر، فلابد أن تذهب للطبيب المختص، وهو يحدد الموعد على حسب الحاجة، كما هو المعمول في الدول المتقدمة، لا أن تضع موظفا ليس له علاقة بالطب في مواجهة قرارات طبية.
وأشار إلى أنه ليس لدينا إحصاءات تعطينا تصورات ورؤية عن نجاح خطتنا في العلاج، وخطورة المرض وانتشاره، فمثلا لو كان عندنا 20 % من المرضى يصابون بالعمى بعد سنتين، نضع هدفا وخطة لتقليل النسبة.
وشدد على ضرورة التنسيق بين طبيب السكري وباقي الأقسام الطبية، مثل طبيب الكلى، فالمريض يصاب بفشل كلوي بسرعة؛ لعدم ضبط علاجه مع السكري، لذلك تجد أقسام الكلى ممتلئة.