+A
A-

د. فاطمة الزهرة جمني: الذكور أكثر عرضة للإصابة بـ “الكبد الدهنية”.. وإهمال العلاج يؤدي للتلف والفشل

د. فاطمة الزهرة جمنيأكدت استشارية أمراض الجهاز الهضمي في مركز كيمزهيلث الطبي د. فاطمة الزهرة جمني، أن انتشار مرض الكبد الدهني يكون بين الذكور أكثر من النساء بحسب التقديرات والمعطيات، مشيرة إلى أن إهمال العلاج قد يؤدي إلى مضاعفات يمكن أن تسبب تلفا في الكبد، وبالتالي احتمال الإصابة بفشل في الكبد. ولفتت إلى أن سرطان الكبد المرتبط بمرض الكبد الدهنية عادة ما يكون عدوانيًا ويصعب معالجته، خصوصا في المراحل المتقدمة. 

وقالت: إن مرض الكبد الدهنية أو ما يطلق عليه (FLD) هو حالة تتميز بتراكم الدهون في خلايا الكبد، وعادة ما ينقسم إلى نوعين: مرض الكبد الدهنية الكحولي، الذي يحدث بسبب استهلاك الكحول بكميات مفرطة، ومرض الكبد الدهنية غير الكحولي، الذي يرتبط بوجود أحد هذه العوامل كالسمنة، مرض السكري من النوع الثاني، الكولسترول العالي، وارتفاع ضغط الدم.
وأضافت أن هذا المرض حاليا موجود في جميع أنحاء العالم، في حين أن التقديرات تشير إلى انتشاره بنسبة 30 %، ويكون أكثر انتشارا في الذكور من الإناث.
وأكدت أن هذا المرض يتميز عادةً بعدم وجود أعراض، فقد يعاني بعض المرضى من التعب والضعف، وشعور غير محدد بألم في المنطقة العلوية اليمنى من البطن مع تضخم في الكبد.
وأوضحت أن هناك حالات صحية عدة تجعل الأفراد عرضة للإصابة بمرض الكبد الدهنية، من أهمها السمنة، ومرض السكري من النوع 2، وارتفاع ضغط الدم، وارتفاع مستويات الكولسترول. وإضافة إلى ذلك، العادات غير الصحية مثل قلة النشاط البدني، مع استهلاك الكحول بكميات مفرطة، واتباع نظام غذائي عالٍ بالكربوهيدرات المكررة والدهون المشبعة، ما يمكن أن يساهم في تطور المرض.
وقالت: نواجه إهمال العديد من المرضى لهذا المرض، لاعتقادهم أنه لا توجد مضاعفات أو أنه مرض عادي قد يرتبط بالسمنة فقط كما يعتقد البعض، وفي الواقع أن مرض الكبد الدهنية هو حالة خطيرة لا ينبغي تجاهلها، وإذا لم يتم علاجها، فقد يمكن أن يتطور المرض إلى التهاب الكبد وتلف خلايا الكبد، ما يزيد من خطر تطور حالة الكبد الدهنية.
وأضافت: يمكن أن يتطور المرض إلى تليف الكبد، حيث يحدث تشوه شديد في هيكل الكبد، ما يؤدي إلى ضعف وظيفته، وعلى المريض معرفة أن تليف الكبد لا يمكن عكسه أو السيطرة عليه إذ تفاقم الأمر، فقد يؤدي إلى فشل في الكبد.
وتابعت: إن مشكلة الكبد الدهنية قد تزيد من نسبة الإصابة بالالتهاب المزمن وتلف الكبد الأمر، الذي يزيد من احتمال الإصابة  بخطر تطور الأمر، ليصل لسرطان الكبد. وعادة ما يكون سرطان الكبد المرتبط بمرض الكبد الدهنية عدوانيًا ويصعب معالجته، خصوصا في المراحل المتقدمة. وأكدت أن مرض الكبد الدهنية من الممكن أن يتراجع بنسبة تفوق 70 %، وقد يشفى منه المريض تمامًا إذا اتبع نظاما غذائيا صحيا إلى جانب ممارسة الرياضة.
وعما إذا كان بالإمكان الوقاية من الكبد الدهنية، أكدت أن ذلك ممكن عبر اتباع بعض الخطوات الوقائية، التي تعتمد بشكل كبير على اتباع نمط حياة صحي، ويشمل ذلك الحفاظ على نظام غذائي متوازن يحتوي على الفواكه والخضروات والحبوب الكاملة والبروتينات النباتية النقية، مع تقليل تناول الأطعمة الغنية بالسكر والوجبات الخفيفة المصنعة والأطعمة العالية بالدهون.
وأشارت إلى أن ممارسة التمارين الرياضية بانتظام تعد أمرا بالغ الأهمية، للحفاظ على وزن صحي وتعزيز صحة الكبد بشكل عام.
وعلاوة على ذلك، لفتت إلى أن التوقف عن استهلاك الكحول وتجنب تناول المشروبات الغازية المحلاة بشكل كبير قد يقلل من خطر الإصابة بمرض الكبد الدهني، خصوصا أن الكحول يعد من العوامل الرئيسة المسببة للمرض.
وأكدت أن هذه الخطوات تساعد الأفراد على وقاية الكبد وتجنب إصابتهم بمرض الكبد الدهنية، ما يعزز من صحة الكبد على المدى الطويل.
وفي الختام شددت على ضرورة إجراء الفحوصات الطبية المنتظمة لمراقبة صحة الكبد، ومعالجة أي حالات أساسية قد تساهم في تطور هذا المرض، مع أهمية إجراء التغييرات في نمط الحياة واللجوء إلى الإرشاد الطبي عند رصد الكبد الدهني.
ومن المشار إليه أن مرض الكبد الدهنية غير الكحولي أكثر شيوعًا في جميع أنحاء العالم، خصوصا في دول الشرق الأوسط والدول الغربية، حيث تتزايد أعداد الأشخاص المصابين بالسمنة. ويمثل الشكل الأكثر شيوعًا لأمراض الكبد المزمنة، كما أنه لا يوجد حاليا أي دواء محدد، ولكن من الممكن تعديل خيارات نمط الحياة الصحية، على أن يوصى بالعلاج والظروف المرتبطة به كارتفاع ضغط الدم والسكري والكولسترول، للحد من المضاعفات التي قد يسببها المرض إلى المريض.