+A
A-

الاحتراق الوظيفي تدمير للذات وسبب رئيس للإرهاق

يوجد العديد من الدراسات التي تظهر أنّ الاحتراق الوظيفيّ يتزايد في جميع أنحاء العالم وبمختلف مجالات العمل، وهذا الأمر يعود جزئياً إلى بيئة العمل التنافسية. فضلاً عن المبالغة في تقدير الوظائف والاعتقاد بأنها فرصة لتحقيق الذات.

في السابق، كان بالإمكان الانفصال عن العمل بعد الانتهاء من الدوام، ولكن اليوم مع التكنولوجيا الحديثة، أصبح الموظفون دائما على اتصال، ومتوافرين، ما يجعلهم يجدون صعوبة بالتوقف وعدم التحقق من رسائل البريد الإلكتروني، ما يعني أن الأفكار تدور حول العمل طوال الوقت.
وتظهر البحوث أن الأسباب الستة الرئيسة للإرهاق والاحتراق الوظيفي هي أعباء العمل المفرطة، وعدم كفاية الاستقلالية، وعدم كفاية المكافآت، وانهيار المجتمع، وعدم تطابق القيم، والظلم.
ولا شك أن الاحتراق الوظيفي أخطر من الإرهاق، وقد يشعر بعض الأشخاص بالعجز التام، وغالبًا ما تتوقف أجسادهم وتتراجع صحتهم، وقد يتعين عليهم تغيير مهنتهم، حيث يستغرق الأمر سنوات للتعافي.
وتشير بعض الدراسات إلى أن عدم التقدير يمكن أن يضاعف خطر التعرض للاحتراق الوظيفي، وهناك بعض الاستراتيجيات التي يمكن أن تساعد الأشخاص على التعامل مع المشاعر، والتي تتمركز في فهم الأولويات وأخذ القرار بالوقت الذي يريد الموظف قضاءه في العمل، كما يحتاج الموظف أيضا إلى فهم عوامل الضغط الأساسية، وتحديد أي منها يمكن السيطرة عليه.
وهناك أيضًا مبادئ العلاج بالقبول والالتزام، وتركز على فكرة أنه من الطبيعي أن تكون لدى الموظف أفكار ومشاعر «سلبية» مثل الخوف والغضب والحزن، إلا أنه يجب عدم محاربتها دائمًا.
وللتخلص من الاحتراق الوظيفي الذي أصبح يرهق العديد من الموظفين، يجب على الموظف تخصيص وقت محدد للعمل والتوقف عنه والنظر حوله، مع ممارسة الهوايات حتى وإن كانت غير مفيدة وخالية من الروح التنافسية أو الدافع نحو تعزيز الإنتاجية، إذ إن ذلك يخلص الموظف من فكرة التخلص من الضغط لتحقيق الإنجاز.
ومن أهم الخطوات هي التوقف عن وضع توقعات عالية، فهي تخلق الكثير من الخجل والشعور بالذنب والمشاعر السلبية.