+A
A-

د. صبحي عاقلة: أعراض “الشريان التاجي” قد لا تلاحظ.. والكشف المبكر يحد من المضاعفات

أكد استشاري أمراض القلب في مستشفى الإرسالية الأمريكية د. صبحي عاقلة، أن أعراض مرض الشريان التاجي قد لا تُلاحظ في البداية، أو قد لا تظهر إلا عند تسارع ضربات القلب بقوة، مثلما يحدث أثناء ممارسة التمارين الرياضية، مشددا على أهمية الكشف المبكر خصوصًا عند وجود عوامل الخطورة. وأوضح في لقاء معه، أنه بالتطور الحديث المتسارع في نوعية العلاجات والأجهزة، أصبحت التدخلات الطبية والجراحية لعلاج هذه الأمراض آمنة بدرجة كبيرة، ونسبة حدوث المضاعفات تكاد لا تذكر. وفيما يلي نص اللقاء:

ما هو مرض الشريان التاجي؟
مرض الشريان التاجي هو مرض قلبي شائع، وفيه تواجه الأوعية الدموية الرئيسة المغذية للقلب (الشرايين التاجية) صعوبة في إمداد عضلة القلب بالدم والأكسجين والعناصر المغذية الكافية. ويرجع سبب مرض الشريان التاجي عادة إلى تجمع الدهون والكوليسترول ومواد أخرى على الجدران الداخلية لشرايين القلب. ويُسمى هذا المرض بتصلب الشرايين. ومن أهم عوامل الخطورة المؤدية لأمراض الشريان التاجي: ارتفاع نسبة الكوليسترول في الدم، داء السكري، ارتفاع ضغط الدم، عدم ممارسة تمارين بالقدر الكافي (نمط حياة خامل)، والتدخين بكل أنواعه.
وتحدث مؤشرات وأعراض مرض الشريان التاجي عندما لا يحصل القلب على كمية كافية من الدم الغني بالأكسجين. فيمكن لانخفاض الدم المتدفق إلى القلب أن يتسبب في ألم الصدر (ذبحة صدرية) وضيق النفس، ويمكن أن يسبب الانسداد الكامل لتدفق الدم الإصابة بنوبة قلبية. ويستغرق مرض الشريان التاجي غالبًا عقودا عدة حتى يشعر به المريض. ويمكن أن تمر الأعراض دون ملاحظة، حتى يتسبب الانسداد الكامل في حدوث احتشاء في عضلة القلب. 

ما أعراض مرض الشريان التاجي؟
قد لا تُلاحظ الأعراض في البداية، أو قد لا تظهر إلا عند تسارُع ضربات القلب بقوة، مثلما يحدث أثناء ممارسة التمارين الرياضية. ومع استمرار تضيُّق الشرايين التاجية، تقل كمية الدم الواصلة إلى القلب تدريجيًا وتزداد شدة الأعراض ويكثر تكرار حدوثها. تشمل مؤشرات مرض الشرايين التاجية وأعراضه ألم الصدر (الذبحة الصدرية)، إذ قد يشعر المريض بالضغط أو الثقل في الصدر. ومن الممكن أن يحفز النشاط أو العواطف القوية ألم الصدر. وعادةً ما يزول الألم في غضون دقائق بعد توقُّف الحدث المحفز للحالة. وقد يكون الشعور بالألم لدى بعض الأشخاص، خصوصًا النساء، وجيزًا أو حادًّا في الرقبة أو الذراع أو الظهر.
كما قد يشعر المريض أنه لا يستطيع التقاط أنفاسه عند بذل مجهود بسيط، إضافة إلى الشعور بالإرهاق والتعب لأقل مجهود.

كيف يتم الكشف عن هذه الأمراض؟
تعد الخطوة الأولى والأهم في الكشف عن أمراض القلب التاجية هي أخذ التاريخ المَرضي الدقيق، وأي أعراض ذات صلة، ومن ثم الفحص السريري. ثم تُجرى تحاليل دم لفحص الحالة الصحية العامة وفحوصات مساعِدة مخصصة لتشخيص مرض الشريان التاجي، ومنها تخطيط كهرباء القلب، تخطيط صدى القلب، اختبار الجهد القلبي البدني أو الدوائي، التصوير المقطعي المحوسب للقلب وفي حال تشخيص مرض القلب التاجي يتم المباشرة بعمل قسطرة القلب التشخيصية والعلاجية.

ما طرق العلاج، وما المضاعفات التي يمكن حدوثها؟
يتضمن علاج مرض الشريان التاجي عادةً تغييرات في نمط الحياة، مثل الإقلاع عن التدخين، واتباع نظام غذائي صحي وممارسة التمارين الرياضية، بمعدل أكبر. ويعد التحكم في ضغط الدم ومستويات السكر والكوليسترول في الدم من أهم الخطوات للتحكم في مؤشرات الخطورة المسببة لمرض الشريان التاجي. وفي حال تأكد التشخيص للحالة يتم إعطاء الأدوية اللازمة والخضوع للتدخل التاجي عن طريق القسطرة لفتح الشريان المتضيق أو المسدود باستخدام أنبوب شبكي (دعامة) لإبقاء الشريان مفتوحًا. وفي بعض الأحيان يصعب إعادة التروية عن طريق القسطرة، ويتم اللجوء لجراحة طعم مجازة الشريان التاجي، ومع التطور الحديث المتسارع في نوعية العلاجات والأجهزة أصبحت هذه التدخلات والجراحات آمنة بدرجة كبيرة، ونسبة حدوث المضاعفات تكاد لا تذكر.

ما أهمية الفحص للكشف عن هذه الأمراض؟
من الضروري استشارة الطبيب فورا عند وجود أعراض أمراض الشريان التاجي لسرعة التشخيص والبدء في العلاج لتفادي مضاعفات المرض. ومما لا شك فيه أن الفحص المبكر للكشف عن أمراض الشريان التاجي تعتبر أساسية، خصوصا عند وجود عوامل تجعل المريض أكثر عرضة للإصابة بمرض الشريان التاجي، ومنها التدخين، أو ارتفاع ضغط الدم، أو ارتفاع الكوليسترول، أو مرض السكري أو السمنة، أو وجود تاريخ عائلي قوي للإصابة بأمراض القلب.