+A
A-

د. مازن حازم كامل: أدوية وقف “الإسهال” قد تزيد من فترة العلاج... فاحذروها

أكد استشاري أمراض الجهاز الهضمي في المستشفى الملكي التخصصي د. مازن حازم كامل، أن هناك أسبابا مختلفة قد تكون وراء إصابة الإنسان بالإسهال، مشيرا إلى أن هناك نوعين من الإسهال، الأول هو الإسهال الحاد الذي يستمر لأقل من 3 أسابيع، والإسهال المزمن الذي يستغرق أكثر من 3 أسابيع، وهناك أسباب كثيرة، فالنوع الأول يكون  الإسهال المعدي، وهو أكثر الأنواع شيوعا، ويكون بسبب العدوى الميكروبية، وقد يكون بسبب فيروس أو بكتيريا أو حتى طفيليات مرضية، نتيجة تناول أطعمة وسوائل ملوثة، ويكثر انتشاره في فترة الصيف بشكل كبير بسبب حرارة الجو المرتفعة.

وأضاف: من أعراض هذا النوع حدوث ألم بطن، إسهال واستفراغ، وقد يكون مصحوبا بارتفاع درجة الحرارة، ويكون أكثر انتشارًا بين الأطفال الصغار وكبار السن وضعيفي المناعة، الذين يعانون من بعض الأمراض كأمراض الكلى المزمنة، ومرضى السكري وغيره. 
وتابع: قد يصاب المريض في بعض الحالات بمضاعفات تتمثل في الجفاف، ما قد يؤثر على وظائف الكلى والدورة الدموية، لذا من المهم تعويض فقدان السوائل، سواء من خلال تعويضها بمحاليل الإرواء الفموي، أو ما يطلق عليه بأكياس الأملاح، وفي حال تعذر شربها يمكن تعويضها بشرب عصير البرتقال أو عصير جوز الهند، وفي حال تعذر ذلك من الضروري مراجعة الطبيب لتعويضها بالسوائل الوريدية.
وحذر من شرب بعض الأدوية التي تهدف إلى وقف الإسهال مثل «الباسكوبان» و «اليموديوم»، مؤكداً أن تناول مثل هذا النوع من الأدوية يبطئ من حركة الأمعاء، ما قد يزيد من فترة المرض. لذا ينصح بعدم تناولها ومراجعة الطبيب من أجل أخذ العلاجات المناسبة، حتى تكون فترة العلاج أقل، مع ضرورة عدم تناول الأطعمة المكشوفة أو الأطعمة الجاهزة فقد تكون محضرة منذ فترة طويلة، ما يعرض الإنسان للإصابة بالإسهال.
وتابع: هناك أنواع أخرى من الإسهال تكون نتيجة الإصابة بأمراض الجهاز الهضمي التقرحية، مثل التهاب القولون التقرحي ومرض كرونز، فقد يصاب المريض بألم في البطن وإسهال مزمن مصحوب بدم، مع نقصان في الوزن واضطراب في تغذية الجسم، وفي هذه الحالة يحتاج المريض لتشخيص دقيق يشمل الفحوص المختبرية، وقد يتبعها إجراء الفحوصات الإشعاعية مع إجراء منظار الجهاز الهضمي، وذلك لتشخيص المرض ووضع خطة علاجية.
وتابع: قد يكون الإسهال أحيانا بسبب متلازمة القولون العصبي، وهو أحد أنواع الإسهال المزمن الذي يصيب الجهاز الهضمي، والناتج عن اضطراب وظيفي وليس عضوي في عمل الجهاز الهضمي، فقد يشتكي المريض من انتفاخات وإسهال، وبعض الأحيان تكون الأعراض مصحوبة بالإمساك، ومن أسبابه حدوث اضطراب في الحالة النفسية للمريض نتيجة للضغوط النفسية والقلق والتوتر، وقد تسبب بعض الأطعمة هذه الاضطرابات.
وأشار إلى أن هناك نوعا آخر ناجم عن الحساسية الغذائية، ومنها حساسية القمح أو ما يسمى بمرض «سيلياك»،  وهو عبارة عن مرض مزمن يصيب الجهاز الهضمي، حيث تتحسس أغشية الأمعاء لمادة الجلوتين الموجودة في القمح وبعض الحبوب الأخرى، ما ينتج عنه إسهال مزمن وهزال ونقص في البروتينات والمعادن والفيتامينات في الجسم، ناتج عن سوء الامتصاص لهذه المواد والمكونات الغذائية.
وأضاف: هناك أيضا أمراض أخرى قد تودي إلى سوء الامتصاص في الجهاز الهضمي كأمراض البنكرياس، لذا يتم التشخيص عن طريق المنظار والتحاليل المخبرية والإشعاعية، ومن العلاجات المتوافرة تناول أطعمة خالية من الجلوتين، وهي موجودة في الأسواق. 
وفي السياق ذاته، أكد أن هناك بعض الأدوية قد تسبب الإسهال، ومنها التي تستعمل لعلاج الإمساك إذا تم تناولها بصورة غير صحيحة، كما أن تناول المضادات الحيوية بصورة عشوائية قد يسبب إسهالا، ما يؤدي إلى مضاعفات خطيرة خصوصا على القولون، وكذلك أدوية تخفيف الوزن التي انتشرت حديثا، قد تسبب أيضا الإسهال، مبينا أنه يجب مراجعة الطبيب في هذه الحالة.
وقال د. مازن: من أخطر مسببات الإصابة بالإسهال أورام الجهاز الهضمي، فقد تكون أعراض هذه الأورام على شكل إسهال، وقد يكون ممزوجا بدم، خصوصا سرطان الجهة اليمنى من القولون أو الأورام القولون اللمفاوية، وقد يصاحبها ارتفاع في درجة الحرارة، ونقصان بالوزن وهزال، ومن الأسباب الأخرى للإسهال المزمن أمراض الغدد الصماء، التي قد تكون أعراضها على شكل إسهال، مثل زيادة نشاط الغدة الدرقية أو قصور الغدة الكظرية «مرض اديسين»، وفي بعض حالات السكري المزمنة.
وشدد على أهمية التشخيص وفحص المريض سريريا ومختبريا وإشعاعيا، لمعالجة الحالة المرضية حسب ما يقتضي الأمر، مع ضرورة الاعتناء بالصحة وتناول الأغذية الصحية والاعتناء بنظافة الطعام، وذلك للوقاية من أمراض الجهاز الهضمي.