د. هاني الساعاتي: الذكاء الاصطناعي أداة مساعدة ولا يلغي دور الطبيب الجراح.. و “المناظير” في تطور سريع أكثر مما نتخيله
أكد استشاري الجراحة العامة وجراحة المناظير وجراحة الأورام في مستشفى الملك حمد الإرسالية الأمريكية د. هاني الساعاتي، أن جراحة المناظير في تطور سريع أكثر مما نتخيله، ويواكب هذا التطور التكنولوجي تطور في الخامات والأدوات ودقتها، وكذلك الأجهزة، والدباسات الذكية ذات التقنية العالية، التي تحدد سمك الأنسجة وعمق الدباسات التي يفترض أن تدخل هذه الأنسجة وتقطع بدقة، حيث تقوم بالاستئصال أو الخياطة في نفس الوقت، وكذلك هناك تطورات لها علاقة بأجهزة التشريح باستخدام الطاقات مثل الكهربائية والحرارية للقطع ووقف النزيف باستخدام الارتدادات الصوتية العالية، عبر جهاز ذات ارتدادات صوتية عالية تساعد على توليد حرارة والقطع والخثر فتمنع عمل النزيف، فهذه كلها في تطور، وتعكس التطورات التي تحدث في علم الفيزياء والكيمياء والعلوم الأخرى، وكذلك التطور في المواد الكيميائية اللي تساعد على وقف نزيف الأنسجة، وهذه أيضا ساهمت بشكل كبير في نجاح جراحات المناظير المتطورة أيضا. وأشار إلى أن وجود أجهزة المناظير ذات الأشعة فوق الصوتية، وهو جهاز يدخل البطن بأشعة فوق صوتية ذات ارتدادات تستطيع تحديد مكان الأورام وعمقها وصفاتها وكيفية ترويتها للدم، وأيضا أجهزة عن طريق المناظير تقوم بكي الأورام أو تجميدها، وهذا عن طريق استخدام الأشعة بالمنظار فوق الصوتي Laparoscopic Ultrasound واستخدام أسياخ المايكروويف لكي الأورام في الكبد أو استخدام أسياخ الترددات الراديوية radio frequency، والأسياخ التي تساعد على كي الأورام، وأيضا استخدام أدوات أخرى لتجميد الأورام وأسياخ تجمد الأورام وبذلك تقضي عليها. ولفت إلى وجود أجهزة متطورة فيها كاميرات دقيقة توصل الصورة الواضحة لتجويف البطن والمناطق المراد الوصول لها، وتعرضها بصورة مكبرة على شاشات حديثة.
ولفت إلى وجود أدوات متقدمة جدا، مثل الأدوات الحرارية، وأدوات بها ليزر، وأخرى خاصة لعمل الخياطة، وخيوط خاصة لعمل الخياطة من الداخل، مبينا أن الشركات تتنافس عالميا لتواكب أفضل التطورات التكنولوجية في العالم، ولإعطاء أفضل النتائج المرجوة من هذه العمليات.
وأكد أن هذه التحولات التكنولوجية انعكست بشكل مباشر على تجربة المريض ونتائج العمليات، إذ أصبح بإمكان المريض المشي في اليوم نفسه بعد الجراحة، وتناول السوائل بسرعة، مع تقليل الحاجة إلى المسكنات. كما أن الصدمة المصاحبة للجراحة أصبحت بسيطة مقارنة بالجراحة التقليدية، ما يسهم في تسريع الشفاء وتقليل مدة الإقامة في المستشفى. فجراحة المناظير المتقدمة تتقدم بمراحل عن الجراحة التقليدية.
وأوضح أن المقصود بالجراحات المتقدمة هي الجراحات ذات التدخل المحدود، سواء جراحات المنظار الجراحي أو الروبوت، التي يمكن أجراؤها عن بعد وبنتائج ممتازة وحتى بين الدول والقارات.
وأشار إلى أن الذكاء الاصطناعي أصبح له دور مهم في شتى المجالات ودخل مجال الطب من أوسع أبوابه، لاسيما جراحة المناظير المتقدمة؛ لأنه يساعد على التشخيص الدقيق عبر الاعتماد على بيانات عالمية ضخمة، فيمكن له أن يقارن الصورة التي يلتقطها المنظار بقاعدة بياناته الموجودة، ويحدد بدقة احتمال هذه الكتلة أو النتوء وكونه ورما أو ورما متحولا أو ورما حميدا أو ورما خبيثا، والورم المتحول هو ورم حميد وأجزاء منه بدأت تتحول إلى ورم خبيث. وتابع أنه يمكن للذكاء الاصطناعي أن يخدم الجراح أثناء عملية جراحات المناظير، فيستطيع التفريق بين صورة السائل، ويحدد ما إذا كانت هذه الصورة عصارة أو نزيفا، وبذلك يتخذ الجراح الإجراء اللازم وفق التشخيص، فإذا كان نزيفا يوقفه، وإذا كان تسريبا يسلكه ويرممه، فهو يساعد الجراح ويخدمه؛ لأنه أثناء إجراء العملية يركز في منطقة الجراحة؛ ولكن المنظار يشاهد الشاشة كلها ويشاهد التجويف في البطن كاملا، فينبه الجراح فيه، وفي العمليات التشخيصية أيضا يعتمد المنظار على الذكاء الاصطناعي في تحديد الكتل التي يجب استئصالها.
وقال “الذكاء الاصطناعي له دور كبير في عمليات المناظير التشخيصية؛ ولكن في عملية الجراحات مازال في طور التطوير والبحث”.
وأشار إلى أن ثورة الذكاء الاصطناعي هي أداة مساعدة؛ ولكن لم تصل لمرحلة استبدال الطبيب الجراح بذكاء اصطناعي يجري العملية؛ فدور الإنسان مهم؛ والذكاء الاصطناعي هو عامل مهم وحافز يساعد الجراح لتطوير عملياته.
وأشار إلى أن هناك تحديات في دقة التشخيص والاستخدام للذكاء الاصطناعي، لذلك هم لا يعتمدون عليه بنسبة 100 %؛ لأنه مازال تحت الدراسة، وكذاك في دقة تشخيصه لمكان النزيف أو الورم، فقد يصيب وقد يخيب، وهذه التحديات جار فهمها مع ممارسة واستخدام وتوظيف الذكاء الاصطناعي في العمليات.
واختتم حديثه بالقول “استنادا لما ذكر، أشير إلى أن مستشفى الملك حمد الإرسالية الأمريكية يعد مستشفى متطورا، ويضم أحدث التقنيات الطبية بجودة عالية، كما تتميز غرف العمليات فيه بتطورها، إلى جانب تقدم تقنيات المعلومات المستخدمة. كل ذلك يسهم في تمكين المستشفى من إجراء هذه العمليات المعقدة، لخدمة مواطنينا الكرام”.