+A
A-

لا يفلح الغشاش

كان‭ ‬هناك‭ ‬صياد‭ ‬فقير‭ ‬يذهب‭ ‬كل‭ ‬يوم‭ ‬لصيد‭ ‬الحيوانات‭ ‬ويقطع‭ ‬الأخشاب‭ ‬ويبيعها‭ ‬في‭ ‬السوق،‭ ‬وذات‭ ‬يوم‭ ‬ذهب‭ ‬كعادته‭ ‬إلى‭ ‬الغابة‭ ‬وصادف‭ ‬في‭ ‬طريقه‭ ‬ثعلبًا‭ ‬وكان‭ ‬يريد‭ ‬قتله،‭ ‬فنصب‭ ‬الصياد‭ ‬للثعلب‭ ‬فخًا‭ ‬فوقع‭ ‬فيه،‭ ‬وأخذ‭ ‬الثعلب‭ ‬يترجى‭ ‬الصياد‭ ‬قائلا‭: ‬يا‭ ‬أيها‭ ‬الصياد‭ ‬أرجوك‭ ‬أطلق‭ ‬سراحي‭ ‬وسوف‭ ‬أدلك‭ ‬على‭ ‬مكان‭ ‬تجد‭ ‬فيه‭ ‬كل‭ ‬ما‭ ‬تتمناه،‭ ‬فأطلق‭ ‬الصياد‭ ‬سراحه‭ ‬شريطة‭ ‬ألا‭ ‬يحاول‭ ‬الهرب‭. ‬بعد‭ ‬المشي‭ ‬لمدة‭ ‬طويلة‭ ‬من‭ ‬الزمان‭ ‬قطعا‭ ‬خلالها‭ ‬مسافة‭ ‬بعيدة‭ ‬قال‭ ‬الثعلب‭: ‬علينا‭ ‬أن‭ ‬نرتاح‭ ‬قليلا،‭ ‬فالطريق‭ ‬مازال‭ ‬طويلًا‭ ‬أمامنا‭ ‬فوافقه‭ ‬الصياد‭ ‬في‭ ‬ذلك‭ ‬قائلا‭: ‬إنها‭ ‬لفكرة‭ ‬جميلة،‭ ‬إني‭ ‬عطشان‭ ‬جدًا‭. ‬فوجدا‭ ‬بئر‭ ‬ماء‭ ‬وتوجها‭ ‬إليه‭ ‬ليشربا‭ ‬الماء،‭ ‬وفجأة‭ ‬ظهر‭ ‬ضوء‭ ‬شديد‭ ‬أمام‭ ‬عيني‭ ‬الصياد‭ ‬فاختفى‭ ‬الثعلب،‭ ‬وظن‭ ‬الصياد‭ ‬أن‭ ‬الثعلب‭ ‬قد‭ ‬خدعه،‭ ‬فعاد‭ ‬إلى‭ ‬البيت‭ ‬حزينا،‭ ‬جاء‭ ‬الليل‭ ‬ونام‭ ‬الصياد‭ ‬وبعد‭ ‬استيقاظه‭ ‬ظل‭ ‬يفكر‭ ‬في‭ ‬ذلك‭ ‬الضوء‭ ‬وطريقة‭ ‬ظهوره‭ ‬المحيرة،‭ ‬فقرر‭ ‬الصياد‭ ‬أن‭ ‬يذهب‭ ‬إلى‭ ‬الغابة‭ ‬مجددا،‭ ‬فوجد‭ ‬الضوء‭ ‬نفسه‭ ‬فلحق‭ ‬به،‭ ‬رأى‭ ‬الصياد‭ ‬الثعلب،‭ ‬وكان‭ ‬الصياد‭ ‬في‭ ‬حالة‭ ‬غضب‭ ‬شديدة

فأوشك‭ ‬على‭ ‬قتله،‭ ‬ولكن‭ ‬الثعلب‭ ‬هرب،‭ ‬والصياد‭ ‬لم‭ ‬يتوقف‭ ‬عن‭ ‬ملاحقته‭ ‬وبعد‭ ‬ذلك،‭ ‬تعثر‭ ‬الصياد،‭ ‬وأضاع‭ ‬أثر‭ ‬الثعلب،‭ ‬رأى‭ ‬الصياد‭ ‬شخصا‭ ‬آخر‭ ‬فذهب‭ ‬إليه‭ ‬وسأله‭: ‬من‭ ‬أنت؟‭ ‬فرد‭ ‬عليه‭ ‬ذلك‭ ‬الشخص‭: ‬أنا‭ ‬اسمي‭ ‬جوني‭.‬

وقال‭ ‬له‭ ‬الصياد‭: ‬أنا‭ ‬اسمي‭ ‬رابي‭ ‬وسآخذك‭ ‬إلى‭ ‬منزلي‭.‬

وهما‭ ‬ذاهبان‭ ‬إلى‭ ‬منزل‭ ‬الصياد،‭ ‬سمعا‭ ‬صوت‭ ‬صراخ‭ ‬عالٍ

فتتبعا‭ ‬ذلك‭ ‬الصراخ‭ ‬فرأيا‭ ‬أحدهم‭ ‬يريد‭ ‬أن‭ ‬يقتل‭ ‬فتاة‭ ‬جميلة‭ ‬تبدو‭ ‬عليها‭ ‬سيماء‭ ‬الأميرات‭.‬

حمل‭ ‬رابي‭ ‬الفأس‭ ‬الذي‭ ‬كان‭ ‬في‭ ‬يده‭ ‬وأخذ‭ ‬يدافع‭ ‬عن‭ ‬تلك‭ ‬الفتاة‭.‬

وأخذ‭ ‬جوني‭ ‬غصن‭ ‬شجرة‭ ‬وذهب‭ ‬هو‭ ‬بدوره‭ ‬للدفاع‭ ‬عنها‭ ‬أيضا‭.‬

جُرح‭ ‬جوني‭ ‬ورابي‭ ‬ولكن‭ ‬تمكنا‭ ‬من‭ ‬إنقاذ‭ ‬الأميرة‭..‬

واضطرا‭ ‬إلى‭ ‬دخول‭ ‬المستشفى،‭ ‬فقد‭ ‬كانت‭ ‬الجراحات‭ ‬التي‭ ‬أصيبا‭ ‬بها‭ ‬كثيرة‭ ‬ومرت‭ ‬الدقائق‭ ‬والساعات‭ ‬والأيام‭ ‬وتمكنا‭ ‬من‭ ‬الخروج‭ ‬من‭ ‬المستشفى‭ ‬بعد‭ ‬شفائهما‭.‬

وتبين‭ ‬فيما‭ ‬بعد‭ ‬أن‭ ‬تلك‭ ‬الفتاة‭ ‬أميرة‭.‬

وقد‭ ‬سمع‭ ‬والدها‭ ‬الملك‭ ‬بشجاعتهما‭ ‬وإنقاذهما‭ ‬لحياة‭ ‬الأميرة‭ ‬فخاطبهما‭ ‬الملك‭: ‬بما‭ ‬أنكما‭ ‬أنقذتما‭ ‬حياة‭ ‬ابنتي‭ ‬سأعد‭ ‬لكما‭ ‬مسابقة‭ ‬والذي‭ ‬يفوز‭ ‬منكما‭ ‬فيها‭ ‬سيتزوج‭ ‬ابنتي‭. ‬كانت‭ ‬المسابقة‭ ‬عبارة‭ ‬عن‭ ‬تسلق‭ ‬جبل‭ ‬ارتفاعه‭ ‬عشرين‭ ‬كيلومترًا،‭ ‬وبعد‭ ‬أن‭ ‬قرب‭ ‬رابي‭ ‬الوصول‭ ‬إلى‭ ‬قمة‭ ‬الجبل‭ ‬قرر‭ ‬جوني‭ ‬الغش،‭ ‬فسحب‭ ‬رابي‭ ‬من‭ ‬قدمه‭ ‬وأسقطه‭ ‬بعد‭ ‬أن‭ ‬شارف‭ ‬على‭ ‬الوصول‭ ‬للقمة،‭ ‬وكان‭ ‬الملك‭ ‬يراقب‭ ‬ذلك‭ ‬عبر‭ ‬كاميرات‭ ‬المراقبة‭ ‬فزوج‭ ‬الملك‭ ‬ابنته‭ ‬لرابي،‭ ‬وأودع‭ ‬جوني‭ ‬الغشاش‭ ‬السجن‭ ‬وكُتب‭ ‬على‭ ‬زنزانته‭: (‬من‭ ‬غشنا‭ ‬فليس‭ ‬منا‭)‬،‭ ‬وعاش‭ ‬رابي‭ ‬والأميرة‭ ‬في‭ ‬سعادة‭ ‬وهناء‭.‬