+A
A-

دُمية جدتي

لدى‭ ‬أمل‭ ‬دمية‭ ‬جميلة‭ ‬أهدتها‭ ‬إياها‭ ‬جدتها‭. ‬تحب‭ ‬أمل‭ ‬دميتها‭ ‬القطنية‭ ‬كثيرًا؛‭ ‬لأنها‭ ‬تُذكرها‭ ‬بأيام‭ ‬جدتها‭ ‬قبل‭ ‬أن‭ ‬تتوفى‭.‬

 

في‭ ‬يومٍ‭ ‬من‭ ‬الأيام‭ ‬طلبَ‭ ‬إخوة‭ ‬أمل‭ ‬الصغار‭ ‬الدمية‭ ‬منها‭ ‬ليلعبوا‭ ‬بها‭. ‬رفضت‭ ‬أمل‭ ‬في‭ ‬البداية،‭ ‬لكن‭ ‬بعد‭ ‬إصرارهم‭ ‬الشديد‭ ‬وافقت‭.‬

‭ ‬

أخذَ‭ ‬الأخوان‭ ‬التوأمان‭ ‬الدمية‭ ‬وراحا‭ ‬يلعبان‭ ‬بها‭ ‬في‭ ‬حديقة‭ ‬المنزل،‭ ‬بينما‭ ‬أمل‭ ‬ذهبت‭ ‬لمشاهدة‭ ‬التلفاز‭. ‬

مر‭ ‬الوقت‭ ‬وتعب‭ ‬التوأمان‭ ‬من‭ ‬اللعب‭ ‬في‭ ‬الحديقة‭ ‬فدخلا‭ ‬داخل‭ ‬المنزل‭ ‬تاركين‭ ‬الدمية‭ ‬خارجًا،‭ ‬عالقةً‭ ‬بينَ‭ ‬الحشائش‭ ‬الطويلة،‭ ‬فحديقة‭ ‬المنزل‭ ‬خضراء‭ ‬مليئة‭ ‬بالحشائش‭ ‬والأشجار‭.‬

 

ذهب‭ ‬التوأمان‭ ‬لمشاهدة‭ ‬التلفاز‭ ‬مع‭ ‬أختهما‭ ‬أمل،‭ ‬شاهد‭ ‬الأخوة‭ ‬مسلسلًا‭ ‬كرتونيًا‭ ‬يتحدث‭ ‬عن‭ ‬الطبيعة‭.‬

في‭ ‬هذه‭ ‬الأثناء‭ ‬كان‭ ‬الكلبُ‭ "‬دودو‭" ‬يلعبُ‭ ‬خارجًا‭ ‬في‭ ‬الحديقة‭. ‬شاهدَ‭ ‬الكلب‭ "‬دودو‭" ‬الدمية‭ ‬القطنية‭ ‬على‭ ‬الأرض‭ ‬بين‭ ‬الحشائش‭ ‬الطويلة،‭ "‬دودو‭" ‬مرتبٌ‭ ‬جدًا‭ ‬يُساعدُ‭ ‬الأطفال‭ ‬الصغار‭ ‬دائمًا‭ ‬في‭ ‬ترتيب‭ ‬ألعابهم‭. ‬أمسكَ‭ "‬دودو‭" ‬الدمية‭ ‬بفمه،‭ ‬فأحدثت‭ ‬أسنانه‭ ‬ثُقبًا‭ ‬في‭ ‬الدمية‭ ‬وتناثر‭ ‬القطن‭ ‬على‭ ‬الأرضِ‭.‬

 

دخل‭ ‬الكلب‭ "‬دودو‭" ‬للمنزل‭ ‬ومرّ‭ ‬في‭ ‬الصالةِ‭ ‬دون‭ ‬أن‭ ‬ينتبه‭ ‬له‭ ‬أحد؛‭ ‬لأن‭ ‬الجميع‭ ‬مندمجٌ‭ ‬في‭ ‬مشاهدة‭ ‬التلفاز‭. ‬وضعَ‭ ‬الدمية‭ ‬في‭ ‬داخل‭ ‬صندوق‭ ‬الألعاب‭ ‬وخرج‭.‬

 

عندما‭ ‬انتهى‭ ‬المسلسل‭ ‬الكرتوني‭ ‬سألت‭ ‬أمل‭ ‬أخوتها‭: ‬أين‭ ‬دُميتي؟

 

نظر‭ ‬التوأمان‭ ‬لبعضمها‭ ‬نظرة‭ ‬دهشة‭ ‬وقالوا‭ ‬بصوتٍ‭ ‬واحد‭: ‬أين‭ ‬الدمية؟‭! ‬

 

بحث‭ ‬الجميع‭ ‬عن‭ ‬الدمية،‭ ‬وطلبت‭ ‬أمل‭ ‬المساعدة‭ ‬من‭ ‬أمها‭ ‬التي‭ ‬كانت‭ ‬في‭ ‬المطبخِ‭ ‬تعد‭ ‬طعام‭ ‬الغداء‭. ‬لم‭ ‬ينجح‭ ‬أحد‭ ‬في‭ ‬العثور‭ ‬على‭ ‬الدمية‭. ‬يأست‭ ‬أمل‭ ‬وصارت‭ ‬تبكي‭ ‬وتحتضن‭ ‬أمها‭. ‬

 

قالت‭ ‬أمل‭: ‬دميتي‭ ‬أثمن‭ ‬من‭ ‬أن‭ ‬تكون‭ ‬لعبة،‭ ‬لأنها‭ ‬ذكرى‭ ‬من‭ ‬جدتي‭. ‬

 

تأثر‭ ‬التوأمان‭ ‬لبكائها‭ ‬وراحا‭ ‬يبحثان‭ ‬من‭ ‬جديد،‭ ‬راحا‭ ‬يبحثان‭ ‬عن‭ ‬القطة‭ "‬لوسي‭" ‬فهي‭ ‬تحبُ‭ ‬الأشياء‭ ‬الناعمة‭ ‬والقطنية‭. ‬

 

عندما‭ ‬عثرا‭ ‬عليها‭ ‬كانت‭ ‬القطة‭ ‬نائمةً‭ ‬في‭ ‬سلتها‭ ‬المغطاة‭ ‬بقطعة‭ ‬قماشية‭ ‬ناعمة،‭ ‬كانَ‭ ‬شكلها‭ ‬جميلا‭ ‬وهي‭ ‬تحتضن‭ ‬خيوط‭ ‬الصوف‭ ‬الزهرية‭. ‬تركها‭ ‬التوأمان‭ ‬وأخذا‭ ‬يبحثان‭ ‬في‭ ‬مكانٍ‭ ‬آخر‭. ‬

 

مسحت‭ ‬أمل‭ ‬دموعها،‭ ‬وقررت‭ ‬ألا‭ ‬تستسلم،‭ ‬لابد‭ ‬أن‭ ‬تجد‭ ‬الدمية،‭ ‬فهي‭ ‬موجودةٌ‭ ‬في‭ ‬البيت‭ ‬ولن‭ ‬تطير‭!‬

 

خرجت‭ ‬أمل‭ ‬للحديقة،‭ ‬كان‭ ‬الكلبُ‭ "‬دودو‭" ‬يلعبُ‭ ‬بكرةٍ‭ ‬صغيرة،‭ ‬حين‭ ‬رآها‭ ‬صار‭ ‬يقفزُ‭ ‬فرحًا‭ ‬ويدورُ‭ ‬حولها‭. ‬لاحظت‭ ‬أمل‭ ‬بعض‭ ‬القطن‭ ‬على‭ ‬أقدام‭ "‬دودو‭"‬،‭ ‬ثم‭ ‬نظرت‭ ‬في‭ ‬المكان‭ ‬وشاهدت‭ ‬القطن‭ ‬على‭ ‬الأرض،‭ ‬صارت‭ ‬تمشي‭ ‬وتجمع‭ ‬القطن،‭ ‬تمشي‭ ‬وتمشي‭ ‬وتمشي‭ ‬حتى‭ ‬وصلت‭ ‬إلى‭ ‬صندوق‭ ‬الألعاب‭. ‬حين‭ ‬فتحت‭ ‬الصندوق‭ ‬بكت،‭ ‬كان‭ ‬بطن‭ ‬الدمية‭ ‬القطنية‭ ‬خاليًا‭ ‬من‭ ‬القطن‭!‬

لم‭ ‬تستسلم‭ ‬أمل،‭ ‬ذهبت‭ ‬لأمها‭ ‬تطلب‭ ‬منها‭ ‬المساعدة‭. ‬أم‭ ‬أمل‭ ‬خياطة‭ ‬ماهرة،‭ ‬أخذت‭ ‬القطن‭ ‬الذي‭ ‬جمعته‭ ‬أمل‭ ‬وأعادته‭ ‬لبطن‭ ‬الدمية‭ ‬وخاطت‭ ‬قماش‭ ‬الدمية‭ ‬بالخيط‭ ‬والإبرة‭ ‬فعادت‭ ‬الدمية‭ ‬جميلة‭ ‬كما‭ ‬كانت،‭ ‬وعادت‭ ‬معها‭ ‬ابتسامة‭ ‬أمل‭. ‬

 

اعتذر‭ ‬التوأمان‭ ‬من‭ ‬أختهما‭ ‬أمل‭ ‬لأنهما‭ ‬لم‭ ‬يحافظا‭ ‬على‭ ‬الأمانة،‭ ‬قبلت‭ ‬أمل‭ ‬اعتذارهما،‭ ‬فالمهم‭ ‬أن‭ ‬ذكرى‭ ‬جدتها‭ ‬لم‭ ‬تضِع‭. ‬