+A
A-

مغامرات بسمة

أصبحنا‭ ‬وأصبحَ‭ ‬المُلكُ‭ ‬لله‭..‬

استيقظتْ‭ ‬بسمةُ‭ ‬بهمتِّها‭ ‬المعتادةِ،‭ ‬وغسلتْ‭ ‬وجهَها‭ ‬بماءِ‭ ‬التسامحِ،‭ ‬وتناولت‭ ‬فطورَها‭ ‬المكوَّنَ‭ ‬من‭ ‬وجبةِ‭ ‬التفاؤلِ‭ ‬مع‭ ‬رغيفٍ‭ ‬من‭ ‬الأملِ،‭ ‬وارتدتْ‭ ‬ثيابَ‭ ‬المحبّةِ،‭ ‬وانطلقتْ‭ ‬إلى‭ ‬وظيفتِها‭ ‬دونَ‭ ‬تأخير‭.‬

 

كان‭ ‬على‭ ‬بسمةَ‭ ‬أن‭ ‬تنتقلَ‭ ‬في‭ ‬العالمِ‭ ‬لتطّلعَ‭ ‬على‭ ‬أحوالِ‭ ‬الناسِ،‭ ‬وتقدّمَ‭ ‬العونَ‭ ‬لمن‭ ‬يحتاجُه،‭ ‬دونَ‭ ‬تمييزٍ‭ ‬بين‭ ‬حالةٍ‭ ‬عرقيّةٍ‭ ‬أو‭ ‬عمريّةٍ‭ ‬أو‭ ‬ماديّة‭.‬

 

فبدأت‭ ‬رحلتَها‭ ‬من‭ ‬المنازلِ،‭ ‬لتنثرَ‭ ‬على‭ ‬وجهِ‭ ‬منِ‭ ‬استيقظَ‭ ‬بذورًا‭ ‬تنبتُ‭ ‬سريعًا‭ ‬لتعطيَ‭ ‬بسمةً‭ ‬صغيرةً‭ ‬يبدأُ‭ ‬بها‭ ‬اليومُ‭ ‬بتفاؤلٍ‭ ‬ونشاطٍ،‭ ‬ثم‭ ‬انطلقتْ‭ ‬بسمةُ‭ ‬إلى‭ ‬المدارسِ‭ ‬وجالتْ‭ ‬على‭ ‬الأطفالِ‭ ‬واحدًا‭ ‬واحدًا،‭ ‬ولم‭ ‬تنسَ‭ ‬المعلمين‭ ‬أيضًا،‭ ‬الذين‭ ‬يحتاجون‭ ‬لبسمةٍ‭ ‬واعيةٍ‭ ‬ترعى‭ ‬بسماتِ‭ ‬الطلابِ‭ ‬الصغيرة‭.‬

 

تابعتْ‭ ‬بسمةُ‭ ‬جولتَها‭ ‬عندَ‭ ‬أصحابِ‭ ‬الوظائفِ‭ ‬والأعمال،‭ ‬وجهزتْهم‭ ‬بما‭ ‬يقوّي‭ ‬عزائمَهم‭ ‬ويعينُهم‭ ‬على‭ ‬ضغوطاتِ‭ ‬العمل،‭ ‬والتعاملِ‭ ‬مع‭ ‬مختلفِ‭ ‬الناسِ‭ ‬سواءٌ‭ ‬كانوا‭ ‬من‭ ‬أنصارِ‭ ‬بسمةَ،‭ ‬أم‭ ‬من‭ ‬محاربيها‭.‬

 

استوقفَ‭ ‬بسمةَ‭ ‬مشهدٌ‭ ‬مؤلمٌ‭ ‬في‭ ‬طريقِها،‭ ‬فثمّةَ‭ ‬أطفالٌ‭ ‬فقراءُ‭ ‬لا‭ ‬يملكون‭ ‬المأوى‭ ‬يحاولون‭ ‬التقوّيَ‭ ‬بصدقاتِ‭ ‬المحسنين‭ ‬أو‭ ‬بالقليلِ‭ ‬مما‭ ‬يبيعونَه‭ ‬على‭ ‬الطرقات،‭ ‬لكنَّ‭ ‬هذا‭ ‬لم‭ ‬يحبطْ‭ ‬عزيمةَ‭ ‬بسمةَ‭ ‬وأصرّتْ‭ ‬أن‭ ‬تجعلَ‭ ‬أقصى‭ ‬جهودِها‭ ‬عند‭ ‬هؤلاء‭ ‬الناس،‭ ‬فزرعتْ‭ ‬غرسَها‭ ‬بأفضلِ‭ ‬شكلٍ‭ ‬ممكنٍ،‭ ‬حتى‭ ‬نبتتَ‭ ‬بسمةٌ‭ ‬عظيمةٌ‭ ‬لا‭ ‬تفارقُ‭ ‬ملامحَهم‭ ‬رغمَ‭ ‬ضيقِ‭ ‬حالِهم‭.‬

 

عادَتْ‭ ‬بسمةُ‭ ‬في‭ ‬آخرِ‭ ‬النهارِ‭ ‬مسرورةً‭ ‬بما‭ ‬قدمَتْه،‭ ‬ولكنّها‭ ‬مازالتْ‭ ‬تأسفُ‭ ‬على‭ ‬بعضِ‭ ‬الناسِ‭ ‬الذين‭ ‬يمتلكون‭ ‬الكثيرَ‭ ‬من‭ ‬نعمِ‭ ‬الله‭ ‬ويرفضون‭ ‬بسمةَ‭ ‬ويطردونَها‭ ‬حيث‭ ‬رأوها‭.‬