+A
A-

عصفورة وقطة

اعتاد‭ ‬مصطفى‭ ‬أن‭ ‬يشارك‭ ‬شقيقه‭ ‬الأصغر‭ "‬مهدي‭" ‬وهو‭ ‬يطعم‭ ‬عصفوره‭ ‬الصغير‭ ‬صباح‭ ‬كل‭ ‬يوم‭ ‬بيده‭ ‬قبل‭ ‬أن‭ ‬يذهبا‭ ‬إلى‭ ‬المدرسة‭. ‬

 

ولكن‭.. ‬ذات‭ ‬يوم‭ ‬استيقظ‭ ‬مهدي‭ ‬صباحًا‭ ‬ولم‭ ‬يجد‭ ‬العصفور‭: ‬أين‭ ‬عصفوري‭.. ‬أمي‭.. ‬أبي‭... ‬عصفوري‭ ‬ليس‭ ‬في‭ ‬القفص‭.. ‬مصطفى‭.. ‬تعال‭ ‬وانظر‭.. ‬لا‭ ‬أدري‭ ‬أين‭ ‬ذهب‭ ‬عصفوري‭.. ‬

 

بحث‭ ‬مصطفى‭ ‬ومهدي‭ ‬في‭ ‬أرجاء‭ ‬المنزل‭ ‬مع‭ ‬والديهما‭.. ‬لكنهم‭ ‬لم‭ ‬يجدوا‭ ‬العصفور‭! ‬فقال‭ ‬والده‭: "‬يا‭ ‬مهدي‭ ‬لا‭ ‬تحزن‭.. ‬ربما‭ ‬طار‭ ‬العصفور‭ ‬لأنك‭ ‬نسيت‭ ‬باب‭ ‬القفص‭ ‬مفتوحًا‭.. ‬لا‭ ‬بأس‭.. ‬سأشتري‭ ‬لك‭ ‬عصفورًا‭ ‬جميلًا‭ ‬غيره‭".‬

 

ومع‭ ‬ذلك،‭ ‬بكى‭ ‬مهدي‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬وصل‭ ‬مع‭ ‬أخيه‭ ‬مصطفى‭ ‬إلى‭ ‬المدرسة‭.. ‬لكن‭ ‬يا‭ ‬ترى،‭ ‬ما‭ ‬الذي‭ ‬يدور‭ ‬في‭ ‬رأسه؟

 

بعد‭ ‬أن‭ ‬أنهى‭ ‬مهدي‭ ‬واجباته‭ ‬المدرسية‭ ‬عصرًا‭.. ‬واصل‭ ‬البحث‭ ‬عن‭ ‬عصفوره‭ ‬في‭ ‬المنزل‭ ‬وفي‭ ‬الحديقة‭ ‬لكنه‭ ‬بدا‭ ‬غضبانًا‭ ‬هذه‭ ‬المرة‭: "‬لابد‭ ‬أن‭ ‬تكون‭ ‬تلك‭ ‬القطة‭ ‬الشريرة‭ ‬هي‭ ‬التي‭ ‬أكلت‭ ‬عصفوري‭.. ‬سألقنها‭ ‬درسًا‭ ‬لن‭ ‬تنساه‭".. ‬ثم‭ ‬حمل‭ ‬في‭ ‬يده‭ ‬عصًا‭ ‬وشاهد‭ ‬القطة‭ ‬تجلس‭ ‬على‭ ‬سور‭ ‬المنزل‭ ‬فلاحقها‭ ‬وهو‭ ‬يلوح‭ ‬بالعصا‭: "‬تعالي‭ ‬إلى‭ ‬هنا‭.. ‬سأضربك‭ ‬ضربًا‭ ‬مبرحًا‭.. ‬لماذا‭ ‬أكلت‭ ‬عصفوري؟‭".. ‬

 

توقف‭ ‬يا‭ ‬مهدي‭.. ‬لا‭ ‬تضرب‭ ‬القطة‭.. ‬هذا‭ ‬حرام‭.. ‬ما‭ ‬أدراك‭ ‬بأنها‭ ‬أكلت‭ ‬العصفور‭.. ‬قال‭ ‬مصطفى‭.‬

لكن‭ ‬مهدي‭ ‬لم‭ ‬يتوقف‭ ‬وكان‭ ‬يركض‭ ‬ويبكي‭ ‬ويتوعد‭ ‬بضرب‭ ‬القطة‭ ‬بالعصا‭.. ‬

 

وبالفعل‭.. ‬حاولت‭ ‬القطة‭ ‬الاختباء‭ ‬تحت‭ ‬سيارة‭ ‬والده‭ ‬وهنا‭ ‬ضربها‭ ‬بالعصا‭ ‬فصرخت‭.. ‬مياااااااو‭.‬

 

ما‭ ‬زال‭ ‬مهدي‭ ‬حزينًا،‭ ‬فقد‭ ‬كان‭ ‬يحب‭ ‬عصفوره‭ ‬كثيرًا‭.. ‬جلس‭ ‬مصطفى‭ ‬بقربه‭ ‬وقال‭ ‬له‭: "‬يا‭ ‬مهدي‭.. ‬لقد‭ ‬وعدك‭ ‬والدي‭ ‬بأن‭ ‬يشتري‭ ‬لك‭ ‬عصفورًا‭ ‬جميلًا‭..‬

 

ربما‭ ‬طار‭ ‬العصفور‭ ‬وربما‭ ‬هو‭ ‬الآن‭ ‬يتنقل‭ ‬بين‭ ‬الأشجار‭ ‬مع‭ ‬العصافير‭.. ‬لكن‭ ‬دع‭ ‬القطة‭ ‬المسكينة‭ ‬ولا‭ ‬تضربها‭"..‬

 

وفي‭ ‬هذه‭ ‬الأثناء،‭ ‬دق‭ ‬جرس‭ ‬باب‭ ‬المنزل‭.. ‬فذهب‭ ‬مصطفى‭ ‬ومهدي‭ ‬ليفتحا‭ ‬الباب‭ ‬وكانت‭ ‬مفاجأة‭ ‬جميلة‭ ‬بالنسبة‭ ‬لهما‭.. ‬كان‭ ‬الطارق‭ ‬هو‭ ‬جارهم‭ ‬الحاج‭ ‬صالح‭ ‬وفي‭ ‬يده‭ ‬قفص‭ ‬صغير‭ ‬وفيه‭ ‬عصفور‭ ‬مهدي‭.. ‬قال‭ ‬الحاج‭ ‬صالح‭: "‬لقد‭ ‬علمت‭ ‬من‭ ‬والدكما‭ ‬أن‭ ‬عصفوركما‭ ‬الصغير‭ ‬قد‭ ‬هرب‭ ‬من‭ ‬القفص‭.. ‬لقد‭ ‬وجدته‭ ‬في‭ ‬منزلي‭.. ‬أطعمته‭ ‬وسقيته‭ ‬وها‭ ‬هو‭ ‬يعود‭ ‬لكما‭".‬

 

طار‭ ‬مهدي‭ ‬من‭ ‬الفرح‭ ‬وشكر‭ ‬الحاج‭ ‬صالح‭ ‬وعانق‭ ‬شقيقه‭ ‬مصطفى‭ ‬وهو‭ ‬يقول‭: "‬لقد‭ ‬عاد‭ ‬عصفوري‭.. ‬كم‭ ‬أنا‭ ‬مسرور‭.. ‬أمي‭.. ‬أبي‭.. ‬لقد‭ ‬وجدت‭ ‬عصفوري‭".‬

 

شعر‭ ‬مهدي‭ ‬بالراحة‭ ‬وهو‭ ‬يضع‭ ‬عصفوره‭ ‬في‭ ‬قفصه‭.. ‬وبعد‭ ‬لحظات‭.. ‬أحضر‭ ‬آنية‭ ‬صغيرة‭ ‬وملأها‭ ‬بالحليب‭ ‬ووضعها‭ ‬بالقرب‭ ‬من‭ ‬سور‭ ‬المنزل‭ ‬لكي‭ ‬تشربه‭ ‬القطة‭ ‬المسكينة‭ ‬التي‭ ‬ضربها‭ ‬بالعصا‭ ‬وهي‭ ‬تنظر‭ ‬إليه‭ ‬من‭ ‬على‭ ‬سور‭ ‬المنزل‭ ‬وقال‭: "‬آسف‭ ‬يا‭ ‬قطتي‭ ‬الصغيرة‭ ‬لأنني‭ ‬ضربتك‭.. ‬لن‭ ‬أفعلها‭ ‬مرة‭ ‬أخرى‭".‬