+A
A-

قفزة الحصان

كان‭ ‬منظر‭ ‬الفارس‭ ‬وهو‭ ‬يركض‭ ‬بحصانه‭ ‬القوي‭ ‬ويقفز‭ ‬على‭ ‬الحواجز‭ ‬رائعًا‭ ‬وسلمان‭ ‬يشاهده‭ ‬باستمتاع‭.‬

 

كم‭ ‬أتمنى‭ ‬أن‭ ‬أتعلم‭ ‬ركوب‭ ‬الخيل‭ ‬وأصبح‭ ‬مثل‭ ‬هذا‭ ‬الفارس‭.. ‬أنا‭ ‬أحب‭ ‬الخيل‭ ‬كثيرًا‭.. ‬سأطلب‭ ‬من‭ ‬والدي‭ ‬أن‭ ‬يسجلني‭ ‬في‭ ‬مدرسة‭ ‬للفروسية‭ ‬لكي‭ ‬أتعلم‭.‬‭. ‬إنها‭ ‬فكرة‭ ‬رائعة‭ ‬حقًا‭.‬

 

وافق‭ ‬والده‭ ‬على‭ ‬الفكرة،‭ ‬وبعد‭ ‬أيام،‭ ‬سجله‭ ‬في‭ ‬مدرسة‭ ‬للفروسية‭ ‬وبدأ‭ ‬سلمان‭ ‬مع‭ ‬مدربه‭ ‬سامي‭ ‬يتعلم‭ ‬ركوب‭ ‬الخيل‭ ‬ومسك‭ ‬العنان‭ ‬وقيادة‭ ‬الحصان‭.‬

 

كن‭ ‬صديق‭ ‬الحصان‭ ‬يا‭ ‬سلمان‭.. ‬الحصان‭ ‬يشعر‭ ‬بالحب‭ ‬وكلما‭ ‬شعر‭ ‬بحبك‭ ‬له‭ ‬سيحبك‭.. ‬لا‭ ‬تخف‭ ‬من‭ ‬الحصان‭ ‬أبدًا‭ ‬وعامله‭ ‬دائمًا‭ ‬بلطف‭ ‬وامسح‭ ‬على‭ ‬رقبته‭ ‬وخصلات‭ ‬شعره‭.. ‬

 

قال‭ ‬المدرب‭ ‬سامي‭ ‬وهو‭ ‬يعلّم‭ ‬سلمان‭ ‬كل‭ ‬يوم‭ ‬درسًا‭ ‬جديدًا‭...‬

 

وفي‭ ‬أول‭ ‬درس‭ ‬للقفز‭.. ‬خاف‭ ‬سلمان‭ ‬من‭ ‬التجربة‭ ‬على‭ ‬الرغم‭ ‬من‭ ‬أن‭ ‬الحاجز‭ ‬كان‭ ‬صغيرًا‭..‬

 

أعاد‭ ‬المحاولة‭ ‬مرة‭ ‬ومرتين‭ ‬وثلاث‭.. ‬وفي‭ ‬كل‭ ‬مرة‭ ‬يفشل‭ ‬في‭ ‬القفز‭.‬

 

عاد‭ ‬إلى‭ ‬منزله‭ ‬حزينًا‭ ‬وأخبر‭ ‬والديه‭ ‬بأنه‭ ‬لن‭ ‬يواصل‭.. ‬قال‭ ‬بهدوء‭: "‬أبي‭.. ‬أمي‭.. ‬لقد‭ ‬فشلت‭ ‬في‭ ‬القفز‭ ‬بالحصان‭ ‬على‭ ‬الحاجز‭ ‬الصغير‭.. ‬لا‭ ‬أستطيع‭.. ‬إنه‭ ‬أمر‭ ‬صعب‭.. ‬خلاص‭.. ‬لن‭ ‬أذهب‭ ‬إلى‭ ‬مدرسة‭ ‬الفروسية‭".‬

 

احتضنته‭ ‬والدته‭ ‬بعطف‭ ‬وقال‭ ‬والده‭: "‬لك‭ ‬ذلك‭ ‬يا‭ ‬سلمان‭.. ‬لكن‭ ‬تأكد‭ ‬أنك‭ ‬لو‭ ‬حاولت‭ ‬مرارًا‭ ‬وتكرارًا‭ ‬بصبر‭ ‬وعزيمة‭.. ‬فإنك‭ ‬ستنجح‭.. ‬لا‭ ‬تستسلم‭ ‬لليأس‭ ‬والفشل‭ ‬يا‭ ‬ولدي‭"‬،‭ ‬أما‭ ‬والدته‭ ‬فقالت‭: "‬لن‭ ‬تفشل‭ ‬يا‭ ‬ولدي‭ ‬لأنني‭ ‬أعرف‭ ‬طموحك‭ ‬وإصرارك‭ ‬على‭ ‬النجاح‭.. ‬واصل‭ ‬يا‭ ‬سلمان‭ ‬وستنجح‭".‬

 

قبل‭ ‬أن‭ ‬يخلد‭ ‬إلى‭ ‬النوم،‭ ‬فكر‭ ‬سلمان‭ ‬في‭ ‬كلام‭ ‬والديه‭.. ‬تشجع‭ ‬واستعاد‭ ‬ثقته‭ ‬في‭ ‬نفسه‭ ‬وهو‭ ‬يقول‭: "‬سأنجح‭.. ‬لا‭ ‬شك‭ ‬في‭ ‬أنني‭ ‬سأنجح‭.. ‬لن‭ ‬أستسلم‭ ‬للفشل‭".‬

 

وفي‭ ‬اليوم‭ ‬التالي،‭ ‬وبينما‭ ‬كان‭ ‬سلمان‭ ‬يستعد‭ ‬لدرس‭ ‬القفز‭ ‬من‭ ‬جديد،‭ ‬قال‭ ‬له‭ ‬المدرب‭ ‬سامي‭: "‬يا‭ ‬سلمان‭.. ‬لا‭ ‬تحزن‭ ‬إن‭ ‬لم‭ ‬تتمكن‭ ‬من‭ ‬القفز‭.. ‬أنا‭ ‬كنت‭ ‬مثلك‭ ‬تمامًا‭.. ‬فشلت‭ ‬مرة‭ ‬تلو‭ ‬الأخرى‭ ‬لكنني‭ ‬واصلت‭ ‬طريقي‭ ‬حتى‭ ‬نجحت‭.. ‬انطلق‭ ‬وستنجح‭".‬

 

مسح‭ ‬سلمان‭ ‬على‭ ‬خصلات‭ ‬شعر‭ ‬الحصان‭ ‬وهو‭ ‬يهمس‭ ‬له‭: "‬بإذن‭ ‬الله‭ ‬سننجح‭ ‬يا‭ ‬صديقي‭.. ‬أنا‭ ‬متأكد‭ ‬من‭ ‬أنك‭ ‬حصان‭ ‬قوي‭ ‬وشجاع‭ ‬وستساعدني‭.. ‬أليس‭ ‬كذلك‭".‬

 

في‭ ‬ميدان‭ ‬المدرسة،‭ ‬انطلق‭ ‬سلمان‭ ‬بحصانه‭ ‬لكنه‭ ‬فشل‭ ‬من‭ ‬جديد‭ ‬في‭ ‬قفز‭ ‬الحاجز‭ ‬الأول‭.. ‬عاد‭ ‬مرة‭ ‬أخرى‭ ‬وفشل‭.. ‬وقبل‭ ‬الحاجز‭ ‬الثالث‭ ‬قال‭ ‬سلمان‭: "‬سأنجح‭ ‬هذه‭ ‬المرة‭.. ‬سأنجح‭.. ‬سأنجح‭".. ‬وكز‭ ‬حصانه‭ ‬فانطلق‭ ‬ليقفز‭ ‬الحاجز‭ ‬الثالث‭ ‬الذي‭ ‬كان‭ ‬أرفع‭ ‬قليلًا‭ ‬من‭ ‬الحواجز‭ ‬السابقة‭.. ‬وكانت‭ ‬فرحته‭ ‬عارمة‭ ‬وهو‭ ‬يستمع‭ ‬للتصفيق‭ ‬والتشجيع‭ ‬من‭ ‬المدرب‭ ‬سامي‭ ‬وتلاميذ‭ ‬المدرسة‭..‬

 

في‭ ‬الدورة‭ ‬الرابعة‭.. ‬قفز‭ ‬سلمان‭ ‬كل‭ ‬الحواجز‭ ‬وعاد‭ ‬إلى‭ ‬نقطة‭ ‬الانطلاق‭ ‬الأولى‭ ‬ومدربه‭ ‬يقول‭: "‬لقد‭ ‬نجحت‭.. ‬أحسنت‭ ‬يا‭ ‬سلمان‭ ‬أحسنت‭".‬

 

في‭ ‬المساء،‭ ‬كان‭ ‬سلمان‭ ‬وأخوه‭ ‬عمار‭ ‬ووالداهما‭ ‬يشاهدان‭ ‬بسرور‭ ‬مقطع‭ ‬فيديو‭ ‬التقطه‭ ‬المدرب‭ ‬سامي‭ ‬لسلمان‭ ‬وهو‭ ‬يقفز‭ ‬الحواجز‭ ‬بنجاح‭ ‬وثقة‭ ‬وبطولة‭.‬