+A
A-

لأولياء الأمور... حق أطفالكم عليكم.. أن تحكوا لهم الحكايات

جانب‭ ‬في‭ ‬غاية‭ ‬الأهمية‭ ‬تلفت‭ ‬إليه‭ ‬أستاذة‭ ‬النقد‭ ‬بالجامعة‭ ‬العربية‭ ‬المفتوحة‭ ‬زهرة‭ ‬حرم،‭ ‬بحيث‭ ‬يضعه‭ ‬أولياء‭ ‬الأمور‭ ‬من‭ ‬آباء‭ ‬وأمهات‭ ‬في‭ ‬الاعتبار،‭ ‬فالطفل‭ ‬المبدع‭ ‬في‭ ‬الكتابة‭ ‬بمثابة‭ ‬طاقة‭ ‬هائلة‭ ‬خلاقة‭ ‬لابد‭ ‬من‭ ‬اعتبارها‭ ‬كالغرسة‭ ‬الطيبة‭ ‬التي‭ ‬تحتاج‭ ‬إلى‭ ‬الري‭ ‬العذب‭ ‬والهواء‭ ‬والبيئة‭ ‬المناسبة،‭ ‬وهي‭ ‬تشدد‭ ‬على‭ ‬أن‭ ‬أولياء‭ ‬الأمور‭ ‬الذين‭ ‬لا‭ ‬يحكون‭ ‬الحكايات‭ ‬لأطفالهم‭ ‬الصغار‭ ‬فإنهم‭ ‬بذلك‭ ‬يجحفون‭ ‬حقهم‭.‬

من‭ ‬هذا‭ ‬المنطلق،‭ ‬نود‭ ‬الإشارة‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬الملكات‭ ‬الفكرية‭ ‬والعاطفية‭ ‬والاجتماعية،‭ ‬كما‭ ‬يؤكد‭ ‬علماء‭ ‬التربية‭ ‬والاجتماع‭ ‬والمتخصصون‭ ‬في‭ ‬مجالات‭ ‬تنمية‭ ‬المواهب‭ ‬ورعايتها،‭ ‬يساندها‭ ‬نمو‭ ‬الخيال‭ ‬الذي‭ ‬له‭ ‬الأثر‭ ‬الكبير‭ ‬في‭ ‬تعزيز‭ ‬مهارات‭ ‬التعلم‭ ‬الكامنة‭ ‬لدى‭ ‬أطفالنا،‭ ‬وهي‭ ‬أيضًا‭ ‬المسار‭ ‬الممهد‭ ‬لرحلة‭ ‬الاستكشاف‭ ‬والإبداع‭ ‬والتميز،‭ ‬وهناك‭ ‬مقولة‭ ‬مشهورة‭ ‬لألبرت‭ ‬آينشتاين‭ ‬يشير‭ ‬فيها‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬الخيال‭ ‬هو‭ ‬علامة‭ ‬الذكاء،‭ ‬وتضيف‭ ‬ضيفتنا‭ ‬حرم‭ ‬لمعلوماتنا‭ ‬كآباء‭ ‬وأمهات‭ ‬ومعلمين‭ ‬ومربين‭ ‬أن‭ ‬تشجيع‭ ‬الطفل‭ ‬على‭ ‬القراءة‭ ‬لابد‭ ‬وأن‭ ‬يبدأ‭ ‬في‭ ‬سن‭ ‬مبكرة،‭ ‬ولهذا‭ ‬فإن‭ ‬أهمية‭ ‬القص‭ ‬وقراءة‭ ‬الحكايات‭ ‬الجميلة‭ ‬مع‭ ‬أطفالنا‭ ‬في‭ ‬مرحلة‭ ‬مبكرة‭ ‬أنها‭ ‬تنمي‭ ‬لديهم‭ ‬ملكة‭ ‬الخيال،‭ ‬وهذه‭ ‬الملكة‭ ‬مهمة‭ ‬لأنها‭ ‬توسع‭ ‬مدارك‭ ‬الطفل‭ ‬في‭ ‬مختلف‭ ‬مراحل‭ ‬نموه‭.‬

رغبة‭ ‬الاكتشاف‭ ‬المستمرة

بالإضافة إلى ذلك، فإن في القصص مساحة كبيرة من المتعة والتحليق وفيها ومنها يشعر الطفل برغبة في الاكتشاف.. اكتشاف نفسه واكتشاف ما حوله، بل ويبحث أكثر، وكلما زادت لديه هذه الرغبة كلما حلق نحو القراءة والكتابة، وهكذا تصبح رغبة الاكتشاف مستمرة، وأريد أن أكرر مرارًا، وهذا الكلام أطرحه لطلبتي في الجامعة: الأبوان اللذان لا يحكيان الحكايات لأطفالهما فهما بالفعل جنيا في حقهم! نعم، يتحول الطفل إلى إنسان مبدع في المستقبل بهذا الغرس والكثير من الإنجازات والإبداعات الكبرى التي وصل بعضها لنيل جوائز نوبل حققتها شخصيات، لو رجعنا إلى طفولتها وقرأنا عنهم، لوجدنا أنهم تمتعوا بحس خيالي عال منذ نعومة أظفارهم، ولا تنمو ملكة الخيال لدى الأطفال إن لم يهتم الأهل بقراءة القصص لهم وتحبيبهم في القراءة.

تقمص‭ ‬وتمثيل

تذهب بنا حرم إلى منطقة في وجدان الأطفال، فهم بطبيعتهم لديهم حب فطري للاستماع إلى القصص والحكايات، وفي هذه الأجواء لابد أن ندرك أن الطفل لا يستمع فقط، بل يعيش لحظات القصة وأحداثها وربما أعجبته شخصية محببة فتقمصها أو عاش دورها. ومن التجارب التي يقوم بها بعض الآباء والأمهات بالفعل أنهم يشجعون الطفل الذي يمتلك موهبة الكتابة على كتابة قصته الخاصة وأكثر من ذلك، يشجعونهم على قراءة قصصهم لأفراد الأسرة أو لأصدقائهم، ومن الصور المحببة أيضًا، أن بعض أولياء الأمور ينتقلون مع أطفالهم في عالم الخيال حينما يتقمصون الشخصيات ويمثلونها مع بعضهم البعض.

 

 

خطوات‭ ‬مهمة‭ ‬لاكتشاف‭ ‬موهبة‭ ‬الكتابة

اكتشف موهبة طفلك عن طريق مراقبة تصرفاته وحركاته بتمعن وتركيز، إذ تساعد هذه النقطة على معرفة الميول الذي يستهوي الطفل، ما سيسهل على الأهل تقديم الأنشطة التي تدعم ميوله، فإذا كان طفلك ذا خيال واسع ولديه القدرة على سرد القصص بطريقة إبداعية ويحول الحقائق التي يراها إلى خيالات، فقد يصبح طفلك كاتبًا مبدعًا في المستقبل، وعليك دعمه بالاستماع له وتخصيص وقت لسرد القصص والحكايات له.

  الحوار مع الأطفال من أنجح أساليب التربية التي تدعم العديد من الجوانب في شخصية الطفل، ويكشف لنا أشياء جديدة متعلقة به، فمن خلال الحوار مع طفلك ستتمكن من معرفة الأشياء التي يفضلها، والأشياء التي تروق له أو لا تروق له، هذا وقد يساعدك الحوار في التقاط إشارة عما يكمن داخله من مواهب، لتعمل بعدها على تنمية هذه الموهبة أو الاهتمام بها.

التواصل مع المتخصصين، لاسيما المعلمين والمعلمات والتحدث معهم عن موهبة طفلك، فهذا يساعد حتى المعلم في اكتشاف الميول وتنمية الموهبة.

كن أنت الداعم الأول لطفلك، ولا تقصر في مدحه كلما كتب نصًا جميلًا، بل امدحه أمام الآخرين أيضًا.