+A
A-

المؤلف عباس خميس

يقدم‭ ‬لنا‭ ‬معلم‭ ‬اللغة‭ ‬العربية‭ ‬والمؤلف‭ ‬والمهتم‭ ‬بأدب‭ ‬الأطفال‭ ‬عباس‭ ‬خميس‭ ‬لمحة‭ ‬سريعة‭ ‬لنفهم‭ ‬منها‭ ‬أو‭ ‬لنلتقط‭ ‬فكرة‭ ‬اكتشاف‭ ‬موهبة‭ ‬طفل‭ ‬في‭ ‬الكتابة‭ ‬أو‭ ‬الخطابة‭. ‬ففي‭ ‬أحد‭ ‬الأيام،‭ ‬دخل‭ ‬الفصل‭ ‬الدراسي‭ ‬ليفاجئه‭ ‬أحد‭ ‬طلبته‭ ‬بالقول‭: "‬أبحر‭ ‬بنا‭ ‬في‭ ‬سفينة‭ ‬العلم‭". ‬ولأن‭ ‬اكتشاف‭ ‬المواهب‭ ‬لابد‭ ‬وأن‭ ‬يبدأ‭ ‬في‭ ‬سن‭ ‬مبكرة‭ ‬منذ‭ ‬بداية‭ ‬تكوين‭ ‬بوادر‭ ‬النبوغ‭ ‬والإبداع،‭ ‬يمكن‭ ‬الوصول‭ ‬إلى‭ ‬ذلك‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬تكوين‭ ‬العبارات‭ ‬والجمل‭ ‬التي‭ ‬تتميز‭ ‬بالبلاغة‭ ‬والفكرة‭ ‬ومعانيها‭.‬

بذور‭ ‬النبوغ‭ ‬في‭ ‬الكتابة

إن عبارة "أبحر بنا في سفينة العلم" تبدو للوهلة الأولى أنها صدرت بصورة مبتكرة من عقل الطفل ليضيف عليها أيضًا شكرًا لك يا معلمنا لأنك أبحرت بنا وأخذت بيدنا، إذن، يلزم على المعلمين والمعلمات وأولياء الأمور بعد اكتشاف الموهبة، العمل على تنميتها، ودعني أقول إن هناك طلاب وطالبات دون الصف السادس، لديهم بذور النبوغ في الكتابة.

سألناه: "ماذا عن إدراك أولياء الأمور كيف نقيس ذلك؟"، فأجاب: بعض أولياء الأمور لديه من الوعي الكافي، حيث يتابع ويرصد تطور مهارات طفله بشكل جيد، ومن تجربتي معلما ومؤلفا، وجدت شريحة من الآباء والأمهات لديهم الاهتمام، وبالمقابل يوجد العكس، أي هم الفئة من أولياء الأمور التي لا تهتم بهذا الجانب، ونحن لا نقف عند هذا الحد، بل نتواصل معهم ونرشدهم ونشجعهم على بذل جهد أكبر لكي تكبر الموهبة لدى أطفالهم.

مجموعة‭ ‬الأنشطة‭ ‬القرائية

خلال السنوات القليلة الماضية، أصدرت مجموعتي الأولى من الأنشطة القرائية، وكانت موجهة إلى الطلبة من الصف الرابع حتى السادس، وهدفت منها إلى أن تواكب وتدعم فهم المضمون، حيث وجدت الكثير من الطلبة يعانون من ضعف في فهم المضمون. أي أنهم يقرأون ولكن لا يفهمون ما قرأوه، وبمعنى آخر يقرأ بلسانه لكن المعلومة لا تصل إلى عقله، وأصدرت هذه المجموعة بناءً على هذه التجربة والخبرة واستفاد منها الكثير ولله الحمد، وأنا الآن في صدد طباعة هذا الكتاب ونشره. أما التجربة الثانية فهي إصدار مجموعة قصصية تعالج بعض المشكلات الطلابية ومن ضمنها المشكلات النفسية والسلوكية وكذلك المشكلات الأخلاقية بالإضافة إلى القضايا الوطنية كالحفاظ على المملتكات العامة خصوصا في مهارات القرن الواحد والعشرين ضمن المواطنة المحلية والمواطنة العالمية، فنضرب عصفورين بحجر في هذه القصص، حيث ننمي المواطنة المحلية والعالمية للمحافظة على بيئة البحرين ومن خلال هذه البيئة نطور فهم الطالب لكي يحافظ على البيئة العالمية عموما.

 

مسايرة‭ ‬التكنولوجيا‭ ‬مسألة‭ ‬حتمية

وعن مدى إمكان توظيف التطبيقات الرقمية، يشير خميس إلى أن مسايرة الزمن والتطور التكنولوجي مسألة حتمية لا نستطيع مواجهتها لنقف في وجهها، بل نستطيع الابتكار والتطوير بحيث نواكب متطلبات العصر في هذه الوريقات أو مجموعة الأوراق ونجلب الطلاب والأطفال والفتية والشباب إلى العهد الورقي بصورة حديثة توظف التكنولوجيا. كما اطلعت من خلال قراءاتي على أن مؤسس "ميكروسوف" بيل غيتس قال ذات مرة إنه يفضل القراءة من الورقة على القراءة من الشاشات، فالرجوع إلى عهد الورق هو حماية إلى العين بشكل أو بآخر وصحي أكثر بالإضافة إلى متعة القراءة من الورق، لكن لابد من مواكبة عالم التكنولوجيا بما نصنعه في أفكار حديثة مبتكرة.

 

وهنا يأتي دور التوجيه سواء للطلبة أو لأولياء الأمور أو لأي إنسان، فقد أطلعني أحد أقربائي على تجربته في كتابة الشعر، ولأنه يعلم بأنني أكتب شعرًا، لست بشاعر ولكن لي محاولات وشذرات، فقرأت قصيدته ومنحته دفعة معنوية وعبارات تشجيعية لكي يتقدم في الكتابة ويعرض ما يكتب على المختصين سواء شعرية أو نثرية ويعمل بنصائحهم لكي يطور نفسه، إذ ينبغي توجيه أي شخص لممارسة الكتابة وتسليط الضوء على تجربته والنقد دون تجريح ورفع معنوياته، فالمعنويات لها دور في تنمية المهارة الكتابية.