+A
A-

القطاع المصرفي البحريني

هل‭ ‬حقق‭ ‬القطاع‭ ‬المصرفي‭ ‬في‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين‭ ‬نقاط‭ ‬تفوق‭ ‬تجعله‭ ‬محتفظًا‭ ‬بمكانته‭ ‬التي‭ ‬جعلت‭ ‬من‭ ‬بلادنا‭ ‬مركزًا‭ ‬ماليًا‭ ‬مميزًا؟‭ ‬وكيف‭ ‬يمكن‭ ‬قراءة‭ ‬مستقبل‭ ‬هذا‭ ‬القطاع‭ ‬الذي‭ ‬يعتبر‭ ‬ركنًا‭ ‬رئيسًا‭ ‬في‭ ‬الاقتصاد‭ ‬الوطني‭ ‬ضمن‭ ‬توجهات‭ ‬البحرين‭ ‬المبكرة‭ ‬في‭ ‬إيجاد‭ ‬مصادر‭ ‬دخل‭ ‬متنوعة؟‭ ‬كما‭ ‬نعلم‭ ‬أن‭ ‬حكومة‭ ‬البحرين‭ ‬نهضت‭ ‬بشكل‭ ‬سريع‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬استثمار‭ ‬العوائد‭ ‬النفطية‭ ‬لتوفير‭ ‬بنية‭ ‬تحتية‭ ‬متينة‭ ‬لجذب‭ ‬الاستثمارات‭ ‬للقطاع‭ ‬المالي،‭ ‬ووفق‭ ‬ذلك‭ ‬عملت‭ ‬على‭ ‬تطوير‭ ‬لوائح‭ ‬متقدمة‭ ‬لاسيما‭ ‬في‭ ‬شأن‭ ‬الاعتماد‭ ‬على‭ ‬الودائع‭ ‬والاستثمار‭ ‬والملكية‭ ‬الأجنبية،‭ ‬فتم‭ ‬وضع‭ ‬مصرف‭ ‬البحرين‭ ‬المركزي‭ ‬تحت‭ ‬المجهر‭ ‬وأصدر‭ ‬ليصدر‭ ‬لوائح‭ ‬مدروسة‭ ‬لتنظيم‭ ‬القطاع‭ ‬المصرفي‭.‬

في‭ ‬ملحق‭ ‬أضواء‭ "‬مصارف‭"‬،‭ ‬سنحاول‭ ‬قدر‭ ‬الإمكان‭ ‬الدخول‭ ‬إلى‭ ‬دائرة‭ ‬العمل‭ ‬المصرفي،‭ ‬واقعه‭ ‬ومستقبله،‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬التقارير‭ ‬واللقاءات‭ ‬والحوارات‭ ‬مع‭ ‬الخبراء،‭ ‬ولعلنا‭ ‬نشير‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬محاور‭ ‬مهمة‭ ‬استفدنا‭ ‬منها‭ ‬عبر‭ ‬لقاء‭ ‬محافظ‭ ‬مصرف‭ ‬البحرين‭ ‬المركزي‭ ‬رشيد‭ ‬المعراج،‭ ‬الذي‭ ‬يطلعنا‭ ‬على‭ ‬ما‭ ‬شهده‭ ‬القطاع‭ ‬المصرفي‭ ‬البحريني‭ ‬خلال‭ ‬المئة‭ ‬عام‭ ‬من‭ ‬تطورات‭ ‬عديدة،‭ ‬لكن‭ ‬أبرزها‭ ‬تتمثل‭ ‬في‭ ‬العقود‭ ‬الخمسة‭ ‬الأخيرة‭ ‬التي‭ ‬شملت‭ ‬التركيز‭ ‬على‭ ‬جميع‭ ‬الأنشطة‭ ‬المالية‭ ‬تحت‭ ‬رقابة‭ ‬موحدة‭ (‬single regulator‭) ‬وتطوير‭ ‬الصيرفة‭ ‬الإسلامية،‭ ‬علاوة‭ ‬على‭ ‬تطوير‭ ‬أنظمة‭ ‬المدفوعات‭ ‬الرقمية،‭ ‬والرقابة‭ ‬والتنظيم‭ ‬لقطاع‭ ‬التكنولوجيا‭ ‬المالية‭.‬

من‭ ‬جهة‭ ‬أخرى،‭ ‬يحدثنا‭ ‬الخبراء‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬القطاع‭ ‬عن‭ ‬أن‭ ‬تنامي‭ ‬القطاع‭ ‬المالي‭ ‬وتطوره‭ ‬تكنولوجيًا‭ ‬أسهم‭ ‬كذلك‭ ‬في‭ ‬تنامي‭ ‬موقع‭ ‬البحرين‭ ‬كمركز‭ ‬إقليمي‭ ‬له‭ ‬ريادته‭ ‬في‭ ‬صناعة‭ ‬التكنولوجيا‭ ‬المالية،‭ ‬وبناء‭ ‬منظومة‭ ‬مالية‭ ‬مصرفية‭ ‬متفردة‭. ‬وإضافة‭ ‬إلى‭ ‬ذلك‭ ‬بناء‭ ‬القوى‭ ‬البشرية‭ ‬من‭ ‬الكوادر‭ ‬الوطنية‭ ‬المؤهلة‭ ‬التي‭ ‬لها‭ ‬دورها‭ ‬الحيوي‭ ‬المهم‭ ‬في‭ ‬إحداث‭ ‬نقلة‭ ‬ترفد‭ ‬الاقتصاد‭ ‬الوطني‭ ‬وبالتالي،‭ ‬تحقيق‭ ‬مؤشرات‭ ‬أعلى‭ ‬في‭ ‬خطط‭ ‬التنمية‭ ‬الشاملة‭.‬

إذن،‭ ‬يمكن‭ ‬القول‭ ‬بكل‭ ‬ثقة‭ ‬إن‭ ‬الصناعة‭ ‬المصرفية‭ ‬في‭ ‬المملكة‭ ‬باتت‭ ‬تمثل‭ ‬دعامة‭ ‬أساسية‭ ‬للاقتصاد‭ ‬الوطني‭ ‬وشاهدا‭ ‬حيا‭ ‬على‭ ‬صلابته‭ ‬ومتانته‭ ‬وقدرته‭ ‬على‭ ‬التكيف‭ ‬مع‭ ‬مختلف‭ ‬الأزمات‭ ‬التي‭ ‬مر‭ ‬ويمر‭ ‬بها‭ ‬العالم‭ ‬كما‭ ‬يحدثنا‭ ‬رئيس‭ ‬مجلس‭ ‬إدارة‭ ‬جمعية‭ ‬مصارف‭ ‬البحرين‭ ‬عدنان‭ ‬أحمد‭ ‬في‭ ‬حوارنا‭ ‬معه،‭ ‬إذ‭ ‬ساهمت‭ ‬الصناعة‭ ‬المصرفية‭ ‬في‭ ‬حماية‭ ‬الاقتصاد‭ ‬من‭ ‬تداعيات‭ ‬هذه‭ ‬الأزمات‭ ‬وآخرها‭ ‬ما‭ ‬نمر‭ ‬به‭ ‬اليوم‭ ‬من‭ ‬جائحة‭ ‬كورونا؛‭ ‬وذلك‭ ‬بفضل‭ ‬الوضع‭ ‬المالي‭ ‬التي‭ ‬تتمتع‭ ‬به‭ ‬البنوك‭ ‬في‭ ‬البحرين‭ ‬والبيئة‭ ‬التشريعية‭ ‬والرقابية‭ ‬الحصيفة‭ ‬التي‭ ‬يقودها‭ ‬باقتدار‭ ‬مصرف‭ ‬البحرين‭ ‬المركزي،‭ ‬وجملة‭ ‬الإجراءات‭ ‬الواسعة‭ ‬التي‭ ‬اتخذتها‭ ‬الحكومة‭ ‬لحماية‭ ‬الاقتصاد‭ ‬من‭ ‬هذه‭ ‬الجائحة‭.‬