الدكتور حسن الملا
رئيس جامعة البحرين للتكنولوجيا
هوية الجامعة الجديدة انطلاقة واعدة... ومجلس الإدارة الداعم الأول
في أواخر العام 2020، كانت جامعة البحرين للتكنولوجيا على موعد مهم في مسيرتها. ذلك الموعد هو محطة تحديث شامل بدأ بتغيير هوية الجامعة وفق خطة استراتيجية متكاملة للانتقال بالجامعة إلى مراتب أعلى، من منطلق رؤية استندت على "التكنولوجيا" التي باتت مرتبطة بجميع مناحي الحياة اليوم وأصبحت جزءا لا يتجزأ في كل المجالات: إدارة الأعمال والمصارف والصناعة والاتصالات فضلا عن التعليم والطب والخدمات على اختلافها. ويؤكد رئيس جامعة البحرين للتكنولوجيا د. حسن علي الملا أن أبرز ما تميزت به تلك الرؤية الطموحة بالتأكيد هو أن الطلبة حين يدرسون اليوم في أي جامعة من جامعات العالم وفي أي تخصص كان سواء هندسة تكنولوجيا المعلومات أو إدارة الأعمال أو المصارف والمحاسبة ومجمل تخصصات العلوم، فهناك ارتباط وثيق بينها وبين استخدامات التكنولوجيا وثورة المعلومات المذهلة، إلى الدرجة التي لم يعد فيها الكثير من الناس يستخدمون النقود لوجود أنظمة الدفع الإلكتروني، بل تم استحداث تخصصات جديدة كتحليل المعلومات الضخمة والذكاء الاصطناعي والأمن السيبراني طبقا لحاجة التغيير في حياة الناس اليومية، لذلك فكلما تضاعف استخدام الجماهير للمنتجات التقنية، كلما كبرت الحاجة للأمن السيبراني، وبالتالي فقد أصبح مجال التكنولوجيا من المجالات الحيوية المهمة جدا، وهنا لا بد أن تتوافر الكوادر المؤهلة والمدربة لمواكبة التطور التكنولوجي في جميع المجالات لكوننا أمام ثورة تقنية سريعة، وهذه الثورة جعلتنا نتجه نحو تغيير هوية الجامعة وأن نفكر مليا وبجد في احتياجات المستقبل وفي التوسع بتطبيق التكنولوجيا في كل أعمال الجامعة.
مجلس الإدارة منحنا دعمًا كبيرًا
مع اعتماد المجلس للهوية الجديدة وخطتها.. كيف يسير التنفيذ؟
الخطة تزامنت وارتبطت بتغيير الهوية، أي أن العمل جاء كمنظومة واحدة، لهذا لم نفكر في تغيير اسم الجامعة ثم وضع الخطة، بل كانت كل المراحل واضحة ومدعومة من مجلس إدارة الجامعة الموقر برئاسة سعادة المهندس هشام الريس الرئيس التنفيذي لمجموعة جي إف إتش المالية، حيث منحنا المجلس دعمًا مطلقًا لتدشين الهوية الجديدة وتمكيننا من اعتماد وتنفيذ الاستراتيجية التي ارتكزت على محاور عدة على رأسها تطوير الحوكمة والإدارة العليا وقياداتها، علاوة على استحداث وتطوير منشآت الجامعة واستحداث برامج جديدة وتحسين جودة البرامج القائمة والبنية التحتية من نظم معلومات ومختبرات وفصول دراسية، وكذلك المرافق المتعلقة بأنشطة الطلبة، وهذه كلها من ضمن هذه الاستراتيجية، وقطعنا بالفعل شوطًا تجاه تحقيق ذلك وتوفقنا ولله الحمد في الحصول على اعتمادات مؤسسية وأكاديمية من أكثر من جهة دولية، وأولينا اهتمامًا خاصا بتنفيذ توصيات هيئة ضمان جودة التعليم ومجلس التعليم العالي، ووضعنا خطة متكاملة لتنفيذ المشروعات في كل الجوانب، والعملية مستمرة. واليوم ونحن نستعرض نتاج عمل الشهور التسعة الماضية نرى بأننا قد أنجزنا الكثير لتطوير الجامعة، وسيرى أولياء الأمور والطلبة هذا التطور على أرض الواقع وسنعمل بكل طموح وجدية لتكون جامعتنا داعما وركنًا محوريًا لمستقبل خريجينا المؤهلين والمدربين تدريبًا عاليًا.
إنجاز مملكة البحرين مذهل
دعنا ندخل معكم إلى ملامح العام الدراسي الجديد.. كيف هي؟
عامنا الدراسي الجديد مع نظام التعليم عن بعد بدأ ولله الحمد بداية موفقة، ودعني أشير إلى أن أجواء ما قبل جائحة كورونا في لقائنا مع الطلبة والصورة الطبيعية للحركة والنشاط في الجامعة، حيث نفتقد هذه الأجواء بلا شك. وهنا أود الإشارة إلى أنه منذ بداية الجائحة في فبراير 2020 فإن العملية التعليمية لم تتوقف لدينا كما هو حال كل المؤسسات التعليمية بمختلف مراحلها، وأنت تعلم كيف أن العالم ينظر باحترام لما حققته مملكة البحرين من إنجازات لافتة لم تتوافر في بعض الدول فقطاعات التعليم انتقلت بصورة سلسلة إلى التعليم الإلكتروني دون معاناة؛ نظرًا لوجود البنية التحتية القوية، والشكر لقيادتنا الرشيدة على حرصها على الارتقاء بمختلف القطاعات وكل نواحي الحياة في مملكتنا الحبيبة، أضف إلى ذلك أن الجامعات البحرينية كان لديها إجمالًا بنية قوية في مجالات المعلوماتية ما أسهم في مساندة التعليم عن بعد. واليوم نرى عملية التعليم المدمج تترسخ وتقوى، فهناك في المنزل من يدرس عن بعد وهناك حضور في الفصول الدراسية، وتطلب ذلك تهيئة الأساتذة للتعليم والتفاعل والتعامل مع الفئتين، وهذا جانب مهم، إذ إن جامعة البحرين للتكنولوجيا تستثمر في جودة التعليم المتقدم.
نبني شراكة تعاون مع ”التعليم العالي” و”جودة التعليم” وكذلك مع الجامعات البحرينية
تصميم وطرح برامج جديدة
هل من الممكن الحصول على فكرة عن البرامج التكنولوجية الجديدة التي طرحتها الجامعة؟
بناء على دراسة متطلبات السوق، صممنا برامج جديدة تشمل: برنامج تقنية المعلومات وشبكات الأمن السيبراني، برنامج الذكاء الاصناعي، البرمجيات والتطبيقات، الهندسة البيئية، المحاسبة والتكنولوجيا المالية، وبرامجنا هذه تواكب متطلبات العصر كما قلنا. وبالمناسبة ستكون لنا مشاركة في معرض "جيتكس 2021" في مركز التجارة العالمي في دبي خلال الفترة من 17 إلى 21 أكتوبر تحت شعار "أكثر جرأة"، ومن المقرر أن تستثمر الجامعة "معا نخلق مستقبل رقمي" مشاركتها في هذا الحدث التقني العالمي في التعريف ببرامجها وأنشطتها كواحدة من أولى الجامعات الخاصة في مملكة البحرين، كما ستقدم الجامعة استراتيجيتها والتحسينات المدروسة والتعريف ببرامجها الأكاديمية والمقررات الدراسية والجوانب المتعلقة بالقيادة والحوكمة والأهداف والتوجهات التي حددها مجلس الإدارة للجامعة والتي تؤكد أن العلوم والتكنولوجيا هما أساس النجاح في عالمنا الرقمي المتطور بخطى سريعة، والذي يشهد منافسة عالية.
دعم مشكور من "المجلس" و"الهيئة"
ماذا عن آلية التواصل مع الطلبة وأولياء الأمور؟
في الحقيقة، تواصلنا مع أولياء الأمور والطلبة قائم بوسائل عدة، رغم الظروف والتحديات، لكننا تمكنا من بناء وتعزيز ذلك التواصل، كما نضع أهمية لآراء طلبتنا وأولياء الأمور، ونقوم بمراجعة مستمرة. وقد أخضعنا الكثير من التوصيات المرتبطة بالمنشآت والمرافق والبرامج الأكاديمية للبحث والتقييم ورصد التنفيذ. لنا تواصل أيضا مع هيئة ضمان جودة التعليم ومجلس التعليم العالي ونشكرهما على دعمهما ومساندتهما لنا وللجهود المبذولة للارتقاء بالتعليم الجامعي في بلادنا الغالية، ومن بداية تعييني وجدت كل الدعم من الهيئة والمجلس وتواصلنا مثمر للغاية، ومن ناحية أخرى علاقاتنا مع الجامعات الأخرى في المملكة علاقات طيبة، فهناك لقاءات تحت مظلة مجلس التعليم العالي من جهة، إضافة الى لقاءاتنا رؤساء ومسؤولين في الجامعات من جهة أخرى، وطموحي هو أن يتضاعف هذا التلاقي لما نحمله من أهداف وهموم مشتركة، وبتعاوننا مع بعضنا البعض سوف نحقق ثمارا وتقدما أكبر بعون الله.
