+A
A-

د. عبدالكريم الساعي

أكد‭ ‬استشاري‭ ‬أمراض‭ ‬وجراحة‭ ‬الأذن‭ ‬والأنف‭ ‬والحنجرة‭ ‬في‭ ‬مدينة‭ ‬البحرين‭ ‬الطبية‭ ‬د‭. ‬عبدالكريم‭ ‬الساعي‭ ‬أن‭ ‬الاعتلال‭ ‬السمعي‭ ‬يمكن‭ ‬علاجه،‭ ‬إلا‭ ‬أن‭ ‬من‭ ‬الضروري‭ ‬الكشف‭ ‬مبكرًا‭ ‬عنه،‭ ‬مشددًا‭ ‬على‭ ‬ضرورة‭ ‬إجراء‭ ‬الفحوصات‭ ‬التشخيصية‭ ‬للكشف‭ ‬عن‭ ‬الاعتلال‭ ‬السمعي‭ ‬سواء‭ ‬كان‭ ‬للأطفال‭ ‬المولودين‭ ‬أو‭ ‬الكبار‭ ‬خصوصًا‭ ‬من‭ ‬لديهم‭ ‬تاريخ‭ ‬عائلي‭ ‬في‭ ‬مشكلات‭ ‬السمع‭.‬

وذكر‭ ‬الساعي‭ ‬أن‭ ‬الإنسان‭ ‬ومع‭ ‬تقدمه‭ ‬في‭ ‬العمر‭ ‬يتراجع‭ ‬السمع‭ ‬لديه‭ ‬تدريجيًا،‭ ‬إذ‭ ‬عند‭ ‬بلوغه‭ ‬سن‭ ‬السبعين‭ ‬يفقد‭ ‬سنويًا‭ ‬1‭ ‬ديسيبل‭ ‬من‭ ‬السمع،‭ ‬موضحًا‭ ‬أن‭ ‬هذا‭ ‬الفقدان‭ ‬قد‭ ‬يحدث‭ ‬قبل‭ ‬سن‭ ‬السبعين‭ ‬أو‭ ‬بعده‭.‬

‮«‬صحتنا‭ ‬في‭ ‬البلاد‮»‬‭ ‬التقت‭ ‬د‭. ‬عبدالكريم‭ ‬الساعي‭ ‬الذي‭ ‬تخرج‭ ‬من‭ ‬جامعة‭ ‬المستنصرية‭ ‬في‭ ‬بغداد‭ ‬العام‭ ‬1991،‭ ‬ليبدأ‭ ‬بعد‭ ‬ذلك‭ ‬دورته‭ ‬التدريبية‭ ‬في‭ ‬مجمع‭ ‬السلمانية‭ ‬الطبي‭ ‬في‭ ‬نفس‭ ‬العام،‭ ‬ليلتحق‭ ‬في‭ ‬العام‭ ‬1993‭ ‬بتخصص‭ ‬الأنف‭ ‬والأذن‭ ‬والحنجرة‭ ‬ويدخل‭ ‬بعدها‭ ‬في‭ ‬البرنامج‭ ‬التدريبي‭ ‬الذي‭ ‬استغرق‭ ‬5‭ ‬أعوام‭ ‬ليحصل‭ ‬على‭ ‬الزمالة‭ ‬من‭ ‬الكلية‭ ‬الملكية‭ ‬للجراحين‭ ‬في‭ ‬إدنبرا‭.‬

انطلق‭ ‬بعد‭ ‬ذلك‭ ‬إلى‭ ‬المملكة‭ ‬المتحدة‭ ‬للتدريب‭ ‬على‭ ‬التخصصات‭ ‬العليا،‭ ‬وبعد‭ ‬انتهاء‭ ‬التدريب‭ ‬حصل‭ ‬على‭ ‬دورة‭ ‬ثانية‭ ‬في‭ ‬مستشفى‭ ‬الملك‭ ‬فيصل‭ ‬التخصصي‭ ‬في‭ ‬الرياض،‭ ‬ليتولد‭ ‬لديه‭ ‬شغف‭ ‬جراحة‭ ‬الرأس‭ ‬والعنق،‭ ‬ليستمر‭ ‬في‭ ‬العمل‭ ‬بمستشفى‭ ‬الملك‭ ‬فيصل‭ ‬التخصصي‭ ‬في‭ ‬الرياض‭ ‬ويطلع‭ ‬على‭ ‬تخصصات‭ ‬عدة‭ ‬منها‭ ‬العمل‭ ‬مع‭ ‬فريق‭ ‬زراعة‭ ‬القوقعة‭ ‬والاعتلال‭ ‬السمعي‭ ‬والمسح‭ ‬السمعي‭ ‬للأطفال‭ ‬وغيرها‭ ‬من‭ ‬مجالات‭ ‬الجراحة‭ ‬في‭ ‬الأنف‭ ‬والأذن‭ ‬والحنجرة‭ ‬والرأس‭ ‬والعنق،‭ ‬بعدها‭ ‬توجه‭ ‬للعمل‭ ‬في‭ ‬مستشفى‭ ‬السلمانية‭ ‬الطبي‭ ‬ليكمل‭ ‬المسيرة‭ ‬هناك،‭ ‬حيث‭ ‬التحق‭ ‬مباشرة‭ ‬بفريق‭ ‬زراعة‭ ‬القوقعة‭ ‬وجراحة‭ ‬الرأس‭ ‬والعنق‭ ‬بنفس‭ ‬الوقت،‭ ‬وأصبح‭ ‬رئيسًا‭ ‬للفريق‭ ‬بعد‭ ‬ذلك،‭ ‬وقد‭ ‬عمل‭ ‬على‭ ‬تدريب‭ ‬زملائه‭ ‬الأطباء‭ ‬المتدربين‭ ‬على‭ ‬المهارات‭ ‬التي‭ ‬اكتسبها‭ ‬حتى‭ ‬العام‭ ‬2019،‭ ‬ليقرر‭ ‬الاتجاه‭ ‬إلى‭ ‬الطب‭ ‬الخاص‭ ‬لإتاحة‭ ‬الفرص‭ ‬للزملاء‭ ‬الجدد‭ ‬في‭ ‬مجمع‭ ‬السلمانية‭ ‬الطبي‭ ‬لإكمال‭ ‬المسيرة‭.‬

بعد‭ ‬تقاعده‭ ‬التحق‭ ‬مباشرة‭ ‬إلى‭ ‬مدينة‭ ‬البحرين‭ ‬الطبية‭ ‬التي‭ ‬كانت‭ ‬في‭ ‬المرحلة‭ ‬التأسيسية،‭ ‬ليكون‭ ‬مديرا‭ ‬طبيا‭.‬

 

‭"‬المدينة‭ ‬الطبية‭"‬‭... ‬متكاملة‭ ‬

وفي‭ ‬هذا‭ ‬الصدد‭ ‬أكد‭ ‬الساعي‭ ‬أن‭ ‬الهدف‭ ‬الأساس‭ ‬من‭ ‬تأسيس‭ ‬المدينة‭ ‬الطبية‭ ‬هو‭ ‬إتاحة‭ ‬الفرصة‭ ‬لجميع‭ ‬التخصصات‭ ‬الطبية‭ ‬بأن‭ ‬تكون‭ ‬متوافرة‭ ‬في‭ ‬المركز،‭ ‬بمشاركة‭ ‬أطباء‭ ‬استشاريين‭ ‬ذوي‭ ‬خبرة‭ ‬عالية‭ ‬جدا‭ ‬في‭ ‬تخصصاتهم،‭ ‬مشيرًا‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬الهدف‭ ‬توفير‭ ‬جميع‭ ‬التخصصات‭ ‬تحت‭ ‬مظلة‭ ‬واحدة‭ ‬ما‭ ‬يسهل‭ ‬على‭ ‬المراجعين‭ ‬اختيار‭ ‬الطبيب‭ ‬والتخصص‭ ‬المراد‭ ‬مراجعته‭.‬

وقال‭ ‬الساعي‭ "‬سعينا‭ ‬في‭ ‬المدينة‭ ‬الطبية‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬تكون‭ ‬مدينة‭ ‬متكاملة،‭ ‬عبر‭ ‬توفير‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬الخدمات‭ ‬الطبية‭ ‬المساندة‭ ‬من‭ ‬قسم‭ ‬تمريض‭ ‬وعلاج‭ ‬طبيعي‭ ‬والمختبر‭ ‬والأشعة‭ ‬وقسم‭ ‬عمليات‭ ‬اليوم‭ ‬الواحد‭ ‬أو‭ ‬ما‭ ‬يعرف‭ ‬بالإقامة‭ ‬القصيرة‭".‬

وأضاف‭ "‬سعينا‭ ‬في‭ ‬مدينة‭ ‬البحرين‭ ‬الطبية‭ ‬أيضًا‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬تكون‭ ‬عيادة‭ ‬الأنف‭ ‬والأذن‭ ‬والحنجرة‭ ‬مجهزة‭ ‬بأحدث‭ ‬الأجهزة‭ ‬التشخيصية‭ ‬والعلاجية،‭ ‬كما‭ ‬أنه‭ ‬قريبًا‭ ‬سيتم‭ ‬توفير‭ ‬باقي‭ ‬التخصصات‭ ‬المساندة‭ ‬للعيادة‭ ‬مثل‭ ‬تخصصات‭ ‬السمع‭ ‬والتأهيل‭ ‬السلوكي‭ ‬واللغوي‭ ‬وجميع‭ ‬ملحقات‭ ‬عيادة‭ ‬الأنف‭ ‬والأذن‭ ‬والحنجرة‭".‬

 

الاعتلال‭ ‬السمعي‭ ‬عند‭ ‬الأطفال‭ ‬يمكن‭ ‬تداركه‭ ‬بالفحص‭ ‬المبكر

وأكد‭ ‬د‭. ‬عبدالكريم‭ ‬الساعي‭ ‬أن‭ ‬الاعتلال‭ ‬السمعي‭ ‬بنوعيه‭ ‬التوصيلي‭ ‬والحسي‭ ‬العصبي‭ ‬من‭ ‬أبرز‭ ‬أمراض‭ ‬الأذن‭ ‬شيوعًا،‭ ‬مشيرًا‭ ‬إلى‭ ‬أنه‭ ‬عند‭ ‬الأطفال‭ ‬يفضل‭ ‬الكشف‭ ‬المبكر‭ ‬للاعتلال‭ ‬السمعي‭ ‬منذ‭ ‬الولادة،‭ ‬خصوصًا‭ ‬الأطفال‭ ‬المولودين‭ ‬في‭ ‬عائلة‭ ‬لديها‭ ‬تاريخ‭ ‬وراثي‭ ‬في‭ ‬الصم،‭ ‬كما‭ ‬أن‭ ‬بعض‭ ‬المولودين‭ ‬قد‭ ‬تكون‭ ‬لديهم‭ ‬مشكلات‭ ‬مكتسبة‭ ‬قد‭ ‬تؤثر‭ ‬على‭ ‬السمع،‭ ‬لذا‭ ‬فإن‭ ‬الهدف‭ ‬الرئيس‭ ‬هو‭ ‬العلاج‭ ‬المبكر‭ ‬لهذه‭ ‬المشكلة،‭ ‬فالتأخير‭ ‬سيكون‭ ‬له‭ ‬مضاعفات‭ ‬على‭ ‬الطفل‭ ‬خصوصًا‭ ‬فيما‭ ‬يتعلق‭ ‬باللغة‭.‬

وأوضح‭ ‬أن‭ ‬من‭ ‬المهم‭ ‬إجراء‭ ‬الفحص‭ ‬بعد‭ ‬ولادة‭ ‬الطفل،‭ ‬فالكشف‭ ‬عن‭ ‬الاعتلال‭ ‬السمعي‭ ‬في‭ ‬السنتين‭ ‬الأوليين‭ ‬من‭ ‬حياة‭ ‬الطفل‭ ‬قد‭ ‬يساعد‭ ‬على‭ ‬علاجه‭ ‬مبكرًا،‭ ‬مشيرًا‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬هدف‭ ‬الكشف‭ ‬المبكر‭ ‬عن‭ ‬الاعتلال‭ ‬السمعي‭ ‬إتاحة‭ ‬العلاج‭ ‬للمريض،‭ ‬إذ‭ ‬إن‭ ‬نسبة‭ ‬نجاح‭ ‬العلاج‭ ‬المبكر‭ ‬ستكون‭ ‬أعلى‭ ‬بكثير،‭ ‬وإذا‭ ‬تم‭ ‬اكتشافه‭ ‬متأخرا‭ ‬قد‭ ‬لا‭ ‬يحصل‭ ‬الطبيب‭ ‬أو‭ ‬المريض‭ ‬على‭ ‬النتيجة‭ ‬المرجوة‭.‬

وينصح‭ ‬الساعي‭ ‬من‭ ‬لديهم‭ ‬تاريخ‭ ‬عائلي‭ ‬ومشكلات‭ ‬جينية‭ ‬في‭ ‬السمع‭ ‬بضرورة‭ ‬إجراء‭ ‬الفحص‭ ‬للأطفال‭ ‬في‭ ‬سن‭ ‬مبكرة‭ ‬تجنبًا‭ ‬لأي‭ ‬مضاعفات‭.‬

وعلى‭ ‬صعيد‭ ‬آخر‭ ‬أكد‭ ‬الساعي‭ ‬أن‭ ‬الأطفال‭ ‬معرضون‭ ‬للإصابة‭ ‬بالالتهابات‭ ‬خصوصًا‭ ‬الموسمية‭ ‬التي‭ ‬يكون‭ ‬لها‭ ‬تأثير‭ ‬مباشر‭ ‬على‭ ‬الأذن‭ ‬خصوصًا‭ ‬الأطفال‭ ‬من‭ ‬عمر‭ ‬السنتين‭ ‬إلى‭ ‬خمس‭ ‬سنوات،‭ ‬ما‭ ‬قد‭ ‬يعرضهم‭ ‬إلى‭ ‬مضاعفات‭ ‬أخرى‭ ‬مثل‭ ‬التهابات‭ ‬مؤقتة‭ ‬أو‭ ‬مزمنة‭ ‬في‭ ‬الأذن‭ ‬الوسطى‭. ‬

كبار‭ ‬السن‭ ‬معرضون‭ ‬لفقدان‭ ‬السمع‭ ‬تدرجيًا‭ ‬ولكن‭ ‬الطب‭ ‬أوجد‭ ‬الحلول‭ ‬

وقد‭ ‬يعتقد‭ ‬البعض‭ ‬أن‭ ‬المشكلات‭ ‬السمعية‭ ‬وبالتحديد‭ ‬الاعتلال‭ ‬السمعي‭ ‬قد‭ ‬تكون‭ ‬حصرًا‭ ‬على‭ ‬الأطفال‭ ‬الصغار،‭ ‬إلا‭ ‬أن‭ ‬الكبار‭ ‬أيضا‭ ‬معرضون‭ ‬للإصابة‭ ‬بهذا‭ ‬النوع‭ ‬من‭ ‬الاعتلال‭. ‬وبين‭ ‬الساعي‭ ‬أن‭ ‬التعرض‭ ‬إلى‭ ‬الضوضاء‭ ‬المهنية‭ ‬أو‭ ‬الصخب‭ ‬الترفيهي‭ ‬الذي‭ ‬يكون‭ ‬عبر‭ ‬سماع‭ ‬الأصوات‭ ‬بمستوى‭ ‬عال‭ ‬ووضع‭ ‬السماعات‭ ‬قد‭ ‬يؤدي‭ ‬إلى‭ ‬ضعف‭ ‬سمع‭ ‬تدريجي،‭ ‬إذ‭ ‬سيواجه‭ ‬الإنسان‭ ‬في‭ ‬هذه‭ ‬الحالة‭ ‬صعوبة‭ ‬في‭ ‬السماع‭ ‬مع‭ ‬مرور‭ ‬الوقت‭.‬

وأضاف‭ "‬ننصح‭ ‬من‭ ‬يتعرض‭ ‬إلى‭ ‬الضوضاء‭ ‬المهنية‭ ‬بضرورة‭ ‬حماية‭ ‬الأذن‭ ‬عند‭ ‬العمل،‭ ‬كما‭ ‬أن‭ ‬من‭ ‬الضروري‭ ‬أيضًا‭ ‬توعية‭ ‬المجتمع‭ ‬خصوصًا‭ ‬المؤسسات‭ ‬المهنية‭ ‬بتقديم‭ ‬التوعية‭ ‬لهم‭ ‬بأهمية‭ ‬توفير‭ ‬أدوات‭ ‬حماية‭ ‬للأذن،‭ ‬لحماية‭ ‬الموظفين‭ ‬من‭ ‬الاعتلال‭ ‬السمعي‭".‬

وأكد‭ ‬د‭. ‬عبدالكريم‭ ‬الساعي‭ ‬أن‭ ‬الإنسان‭ ‬ومع‭ ‬تقدمه‭ ‬في‭ ‬العمر‭ ‬يتراجع‭ ‬السمع‭ ‬لديه‭ ‬تدريجيًا،‭ ‬إذ‭ ‬عند‭ ‬بلوغه‭ ‬سن‭ ‬السبعين‭ ‬يفقد‭ ‬الإنسان‭ ‬سنويًا‭ ‬‮١‬‭ ‬ديسيبل‭ ‬من‭ ‬السمع،‭ ‬موضحًا‭ ‬أن‭ ‬هذا‭ ‬الفقدان‭ ‬قد‭ ‬يحدث‭ ‬قبل‭ ‬سن‭ ‬السبعين‭ ‬أو‭ ‬بعده‭. ‬وعلى‭ ‬الرغم‭ ‬من‭ ‬اعتقاد‭ ‬البعض‭ ‬بأنه‭ ‬لا‭ ‬توجد‭ ‬علاجات‭ ‬إلى‭ ‬كبار‭ ‬السن‭ ‬بعد‭ ‬إصابتهم‭ ‬بالاعتلال‭ ‬السمعي،‭ ‬أكد‭ ‬الساعي‭ ‬أن‭ ‬الطب‭ ‬أوجد‭ ‬الحلول‭ ‬لهذه‭ ‬المشكلة،‭ ‬مشددًا‭ ‬على‭ ‬أهمية‭ ‬الفحص‭ ‬لكبار‭ ‬السن‭ ‬عن‭ ‬بدء‭ ‬فقدان‭ ‬السمع‭ ‬التدريجي‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬وضع‭ ‬خطة‭ ‬علاجية‭ ‬مناسبة‭ ‬للمريض‭.‬

 

الحلول‭ ‬المبكرة‭ ‬أفضل‭ ‬من‭ ‬المتأخرة‭ ‬

وذكر‭ ‬أنه‭ ‬يمكن‭ ‬معالجة‭ ‬الاعتلال‭ ‬السمعي‭ ‬عبر‭ ‬حلول‭ ‬عدة،‭ ‬مبينًا‭ ‬أن‭ ‬هناك‭ ‬خيارات‭ ‬عدة‭ ‬في‭ ‬العلاج‭ ‬يطلق‭ ‬عليها‭ ‬المعينات‭ ‬السمعية‭. ‬وبهذا‭ ‬الشأن‭ ‬قال‭ ‬د‭. ‬عبدالكريم‭ "‬نستطيع‭ ‬استرجاع‭ ‬السمع‭ ‬بالخيارات‭ ‬المتوافرة،‭ ‬إلا‭ ‬أن‭ ‬من‭ ‬المهم‭ ‬في‭ ‬البداية‭ ‬تشخيص‭ ‬درجة‭ ‬الاعتلال‭ ‬السمعي،‭ ‬إذ‭ ‬إن‭ ‬هناك‭ ‬أربع‭ ‬درجات‭ ‬إلى‭ ‬الاعتلال‭ ‬السمعي‭: ‬البسيط،‭ ‬المتوسط،‭ ‬الشديد‭ ‬والعميق‭".‬

وأضاف‭ "‬الفحوصات‭ ‬التشخيصية‭ ‬لدينا‭ ‬تمكننا‭ ‬من‭ ‬تحديد‭ ‬مستوى‭ ‬السمع‭ ‬إذا‭ ‬كان‭ ‬طبيعيا‭ ‬أو‭ ‬ما‭ ‬إذا‭ ‬كان‭ ‬بسيطا‭ ‬أو‭ ‬عميقا،‭ ‬وفي‭ ‬حال‭ ‬كان‭ ‬الاعتلال‭ ‬بسيطا‭ ‬أو‭ ‬متوسطا‭ ‬يتم‭ ‬استخدام‭ ‬المعينات‭ ‬السمعية،‭ ‬لتقريب‭ ‬الأصوات‭ ‬بشكل‭ ‬واضح‭ ‬إلى‭ ‬الأذن‭ ‬سواء‭ ‬كان‭ ‬ذلك‭ ‬لصغار‭ ‬أو‭ ‬كبار‭ ‬المرضى‭".‬

وتابع‭ "‬في‭ ‬حال‭ ‬كان‭ ‬الاعتلال‭ ‬عميقا‭ ‬أو‭ ‬شديدا‭ ‬فإنه‭ ‬يتم‭ ‬اللجوء‭ ‬إلى‭ ‬زراعة‭ ‬القوقعة،‭ ‬وهذا‭ ‬متوافر‭ ‬حاليًا‭ ‬ويساعد‭ ‬على‭ ‬استرجاع‭ ‬السمع‭ ‬بحيث‭ ‬يتيح‭ ‬للطفل‭ ‬أن‭ ‬يتعلم‭ ‬ويسمع‭ ‬ويكون‭ ‬إنسانا‭ ‬منتجا‭ ‬في‭ ‬المجتمع،‭ ‬لذا‭ ‬فإن‭ ‬الكشف‭ ‬عن‭ ‬الاعتلال‭ ‬السمعي‭ ‬في‭ ‬الصغر‭ ‬يعد‭ ‬أمرا‭ ‬ضروريا،‭ ‬فالطفل‭ ‬بحاجة‭ ‬إلى‭ ‬تعلم‭ ‬اللغة‭ ‬والالتحاق‭ ‬بالمدرسة،‭ ‬وإتاحة‭ ‬الفرصة‭ ‬لعلاجه‭ ‬ستمكنه‭ ‬من‭ ‬تعلم‭ ‬اللغة‭ ‬والتعلم‭ ‬ليكون‭ ‬فردا‭ ‬منتجا،‭ ‬فالهدف‭ ‬من‭ ‬إعادة‭ ‬السمع‭ ‬للأطفال‭ ‬هو‭ ‬عدم‭ ‬تصنيفهم‭ ‬من‭ ‬ذوي‭ ‬الاحتياجات‭ ‬الخاصة،‭ ‬لأن‭ ‬فقدان‭ ‬السمع‭ ‬يعد‭ ‬إعاقة‭".‬

وأضاف‭ "‬اللجوء‭ ‬إلى‭ ‬المعينات‭ ‬السمعية‭ ‬لدى‭ ‬الكبار‭ ‬هو‭ ‬لكون‭ ‬هؤلاء‭ ‬بحاجة‭ ‬إلى‭ ‬التواصل‭ ‬الاجتماعي،‭ ‬إذ‭ ‬إن‭ ‬هذه‭ ‬الأجهزة‭ ‬ستسمح‭ ‬للشخص‭ ‬بأن‭ ‬يسمع‭ ‬الأصوات‭ ‬بشكل‭ ‬واضح،‭ ‬ما‭ ‬سيساعده‭ ‬على‭ ‬التواصل‭ ‬والتخاطب‭ ‬مع‭ ‬الناس‭" . ‬وأكد‭ ‬د‭. ‬عبدالكريم‭ ‬أن‭ ‬هناك‭ ‬مشكلات‭ ‬في‭ ‬السمع‭ ‬التوصيلي،‭ ‬ما‭ ‬يعني‭ ‬أن‭ ‬الإحساس‭ ‬موجود،‭ ‬إلا‭ ‬أن‭ ‬هناك‭ ‬مشكلة‭ ‬في‭ ‬توصيل‭ ‬السمع،‭ ‬لذا‭ ‬يمكن‭ ‬تشخيص‭ ‬هذه‭ ‬الحالات‭ ‬وتوفير‭ ‬الحلول‭ ‬المتاحة‭ ‬عبر‭ ‬استخدام‭ ‬الأجهزة‭ ‬أو‭ ‬زراعة‭ ‬أجهزة‭ ‬وغيرها‭ ‬من‭ ‬العلاجات‭. ‬

وفي‭ ‬الختام‭ ‬شدد‭ ‬الساعي‭ ‬على‭ ‬ضرورة‭ ‬إجراء‭ ‬الفحوصات‭ ‬التشخيصية‭ ‬للكشف‭ ‬عن‭ ‬الاعتلال‭ ‬السمعي‭ ‬سواء‭ ‬للأطفال‭ ‬المولودين‭ ‬أو‭ ‬الكبار‭ ‬خصوصًا‭ ‬من‭ ‬لديهم‭ ‬تاريخ‭ ‬عائلي‭ ‬في‭ ‬مشكلات‭ ‬السمع،‭ ‬أو‭ ‬من‭ ‬يعانون‭ ‬من‭ ‬مشكلات‭ ‬مكتسبة‭ ‬قد‭ ‬تؤثر‭ ‬على‭ ‬السمع‭ ‬مستقبلًا،‭ ‬مؤكدًا‭ ‬أن‭ ‬الطب‭ ‬حاليًا‭ ‬أوجد‭ ‬جميع‭ ‬الحلول‭ ‬للمصابين‭ ‬بالاعتلال‭ ‬السمعي‭.‬