+A
A-

المغفور له سمو الأمير خليفة بن سلمان

وصاياه‭ ‬كالنبراس‭ ‬الذي‭ ‬يشع‭ ‬مضيئًا‭ ‬الدروب،‭ ‬فلا‭ ‬غرابة‭ ‬ولا‭ ‬تعجب‭ ‬أو‭ ‬استفهام‭ ‬تجاه‭ ‬تلك‭ ‬المكانة‭ ‬وذلك‭ ‬الحب‭ ‬الكبير‭ ‬الذي‭ ‬يحمله‭ ‬شعب‭ ‬البحرين‭ ‬لفقيد‭ ‬الوطن‭ ‬الكبير‭ ‬سمو‭ ‬الأمير‭ ‬خليفة‭ ‬بن‭ ‬سلمان‭ ‬آل‭ ‬خليفة‭ (‬طيب‭ ‬الله‭ ‬ثراه‭ ‬وجعل‭ ‬الجنة‭ ‬مثواه‭)‬؛‭ ‬ذلك‭ ‬لأن‭ ‬سموه‭ ‬غرس‭ ‬على‭ ‬امتداد‭ ‬مسيرة‭ ‬بناء‭ ‬الوطن‭ ‬الكريم‭ ‬أطيب‭ ‬المعاني‭ ‬والقيم،‭ ‬لنجدها‭ ‬في‭ ‬المشاعر‭ ‬المتدفقة‭ ‬بالحب‭ ‬والاقتداء‭.‬

 

في كتاب "مجد الوطن.. خليفة بن سلمان" لمؤلفه الزميل عادل عيسى المرزوق، نجد ملامح معطرة من سيرة الراحل الكبير ووصاياه وتوجيهاته، تعكس الجهود الكبيرة في بناء الوطن ونهضته، وكان خلالها قريبًا من جميع المواطنين بلا استثناء مشاركا لهم في أفراحهم وأتراحهم، حريصا على أن يكون بينهم يستمع إليهم ويتفقد أحوالهم المعيشية والاجتماعية، يصدر التوجيهات والأوامر بالإسراع في تحقيق كل ما يلبي مطالب الشعب، فيبادله أبناء شعبه الحب بالحب والوفاء بالوفاء، لأنه (رحمه الله) قامة وطنية كبيرة أخصلت للوطن، فأحبه شعبه عرفانًا بدوره القيادي في مسيرة التنمية التي تشهدها مملكة البحرين، فهو القائد المخلص الذي أفنى عمره وجهده من أجل رخاء وطنه وازدهاره.

 

إن مشاعر المودة والولاء الصادقة التي يبديها المواطنون تجاه الأمير الراحل خليفة بن سلمان تجسد حالة من التقدير الشعبي لقيادة تخلص العمل والجهد لصالح الوطن، وملمحا من ملامح التعبير عن الامتنان لقائد تفانى في رفعة الوطن وازدهاره، وأرسى أسس بناء نهضة البحرين التنموية على مدى عقود من الإنجاز فرفع اسم مملكة البحرين عاليًا، وجعل منها نموذجًا يدفع بالمسيرة دومًا إلى الأمام بين الدول الناهضة والمتقدمة على صعيد التنمية البشرية والحضرية.

 

كان سموه يؤمن بأن النجاحات التي حققتها مملكة البحرين على صعيد التنمية البشرية هي نتاج لمنظومة متكاملة من العمل الدؤوب تشاركت فيه سواعد جميع أبناء الوطن، وكانت ترجمة حقيقية لإرادة أبناء البحرين المتحفزة للنمو والارتقاء في كل المواقع، وبالتأكيد فإننا نشعر بالفخر والاعتزاز بما وصلنا إليه من درجات متقدمة على سلم التنمية البشرية وبالمكانة، ولعل تصدر مملكة البحرين تقارير التنمية البشرية التي تنشرها المؤسسات الدولية المتخصصة، ولسنوات عديدة متتالية، لهو شهادة ذات دلالات عديدة، على أننا نسير على الطريق الصحيح الذي نرجوه لوطننا وشعبنا، ولدينا عزم وتصميم على استمرار وتيرة العمل لصالح الوطن، رغم شدة التحديات التي تمر بها المنطقة، والتي تسببت في تراجع خطط التنمية في العديد من الدول، لكن البحرين حباها الله عز وجل بشعب مثقف وواع وذي إدراك عال لطبيعة هذه التحديات، شعب لديه العزيمة القوية على مواصلة مسيرة ازدهار الوطن وتقدمه.

 

نستذكر دروس الراحل الكبير رحمه الله: "إن أبرز ما يميز تجربة التنمية في البحرين أنها تركز على الإنسان، باعتباره عنصر الاستثمار الأساسي الذي ترتكز عليه كل خطط التنمية، ولذلك فإن تنفيذ جميع خطط وبرامج التنمية التي تتبناها الحكومة ترتكز على إطار من الشراكة المجتمعية التي أثمرت عما يشاهده الجميع من جوانب نهضة حضارية وعمرانية في مختلف مناطق البحرين".