أعيادنا الوطنية مناسبة لتعزيز الانتماء الوطني وترسيخ قيم المواطنة
محافظ الشمالية علي العصفور
يتناول محافظ الشمالية علي العصفور في هذا اللقاء جوانب ارتبطت بشكل وثيق برؤى المستقبل. إن العمل وفق تخطيط مجدول زمنيًا مكن المحافظة من التحول التدريجي نحو أتمتة جميع معاملاتها واستبدالها باستخدام الفضاء والمجال الإلكتروني بدل استخدام الورق في المعاملات والمراسلات اليومية بين منتسبي المحافظة.
وليس ذلك فحسب، بل على مستوى عقد الاجتماعات الدورية (المجلس التنسيقي واللجنة الأمنية) والأسبوعية (الاجتماعات التشاورية للمسؤولين بالمحافظة) والمجالس (لقاء الأهالي الافتراضي) واللجان عن طريق التواصل المرئي، وكذلك العمل عن بعد خصوصا خلال جائحة كورونا للموظفين والتواصل من خلال وسائل التواصل الاجتماعي، كل ذلك مكن من إنجاز العديد من المهام والأعمال المنوطة بالمحافظة حسب نظام الإشارة المعمول به في مواجهة جائحة كورونا.
دورة في مجال علوم الفضاء
ويلفت العصفور إلى أنه تم عقد دورة تدريبية في مجال علوم الفضاء، شارك فيها ما يقارب 15 متدربا ومتدربة من مناطق وقرى المحافظة لفترة 15 يوما متواصلة، وكذلك المشاركة من خلال التواصل المرئي في إقامة الأنشطة وإحياء ذكرى المناسبات المختلفة (اجتماع رؤساء المآتم السنوي، يوم السكر العالمي) دعمًا للتباعد الاجتماعي أثناء مكافحة جائحة كورونا، علاوة العمل على التحول الرقمي وتوظيف الذكاء الاصطناعي في أعمال المحافظة.
ويضيف: تم استخدام البرنامج الوطني للشكاوى والمقترحات "تواصل" وتفعيله خصوصا لعمليات التواصل بين الجمهور ووزارات الدولة الخدمية، وتوصيل الشكاوى عن طريقه، وقد حازت المحافظة على جائزة التواصل في برنامج عمل الحكومة لمدة 3 سنوات متتالية، وكذلك توظيف السحابات الإلكترونية في عمليات تخزين الملفات بدلًا من الملفات الورقية، والتدرج في استخدام وتوظيف وسائل التواصل الاجتماعي في عمليات التواصل مع الجمهور والنشر الخبري والإعلامي والإعلاني، بما يتواكب والتحول السريع للجمهور في الاعتماد على برامج التواصل والبرمجيات على الهواتف النقالة والمحمولة في متابعة الأخبار.
صورة مجتمعية مثيرة للإعجاب
يبدو العمل كبيرًا والجهد واضحا في تنفيذ البرامج، ولعلنا نسألكم سعادة المحافظ: وفق تقييمكم، ما أهم المجالات التي تميزت بها البحرين خلال الجائحة؟
أهم المجالات التي تميزت فيها مملكة البحرين خلال الجائحة هي تشكيل الفريق الوطني الذي أدار عمليات المكافحة والتوعية بشكل فعال، والتميز في المجال الإعلامي والمكاشفة الصريحة واليومية من خلال وسائل التواصل الإعلامي والإعلاني لفريق البحرين والمؤتمرات الصحافية التي كانت تبرز أعداد الإصابات والتعافي بشكل يومي. إن تخصيص موقع إلكتروني لمتابعة الحالات وأعداد الإصابات والتعافي والحالات القائمة وحالات الوفاة كان له بالغ الأثر في طمأنة المواطنين والمقيمين والزائرين طوال فترة الجائحة، ثم وضع نظام الإشارات الضوئية لدرجات الالتزام بالاحترازات والضوابط الصحية، وأيضًا النظام الصحي الذي اتبعته المملكة في سبيل المكافحة والمعالجة وتطبيق الاحترازات والتباعد الاجتماعي.
وبودي الإشارة أيضًا إلى أنشطة أخرى منها طرق دفن الموتى المصابين بفيروس كورونا وتخصيص مقابر معينة تخدم جميع المناطق حرصًا على الوقاية من الإصابات، وإقامة المراكز الخاصة بالفحص والتطعيم في مواقع منعزلة، وتطبيق النظام الوقائي المتبع خلال الجائحة في تتبع الإصابات وعزلها ونظام الحجز الوقائي للمخالطين والمصابين.
وفي الواقع، لا يمكن إغفال الحزم الاقتصادية التي تم إقرارها وتطبيقها، وكان لها كبير الأثر في التسهيل على المواطنين والمقيمين، وحملات توزيع السلال الغذائية على الأسر المتعففة والعمالة الأجنبية في مواقع سكنهم لتجنيبهم الخروج وتخفيض احتمال الإصابة بالعدوى.
لقد بدت الصورة الرائعة في المجتمع مثيرة للإعجاب والثناء، منها تعقيم المناطق والشوارع ومواقع الاكتظاط السكاني في بداية تفشي الجائحة من خلال التعاون بين الجهات الرسمية والأهلية والدفاع المدني ووزارة الصحة والفرق التطوعية من المواطنين، ودعم حملات التطعيم لكبار السن في منطقة عالي ونادي عبدالرحمن كانو لرعاية الوالدين في مدينة حمد؛ بهدف دعم نظام الوقاية وتقوية النظام المناعي لكبار السن والمصابين بالأمراض المزمنة.
إشراك المحافظات في التخطيط
كل هذا العمل يمضي بنا للسؤال عن الخطط والبرامج التي تهدف إلى استمرارية وفاعلية ترسيخ الهوية الوطنية؟
إن من الأهمية بمكان تطوير نظام المحافظات في المملكة وتكليفه بمزيد من الصلاحيات التي تساهم في عمليات التطوير والتحديث التي تنتهجها الحكومة في تطوير المناطق، وإشراك المحافظات في عمليات التخطيط والتطوير التي تقوم بها مختلف الوزارات والجهات في المملكة. أما على صعيد التوظيف، فمن المهم وضع برامج وخطط لتدريب وإحلال العمالة الوطنية بدل الوافدة.
ولعلنا نشير أيضًا إلى مطلب تطوير البرامج التلفزيونية والإذاعية بما يتواكب والتطورات في القنوات العالمية والخليجية لاستقطاب المشاهدين والجمهور من المواطنين، وتكثيف الإنتاج التلفزيوني والإذاعي في برامج ومسلسلات تعكس الهوية الوطنية للشعب البحريني، وتطوير المناهج التعليمية في المدارس والجامعات لترسيخ الهوية الوطنية والتراثية والتاريخية لمملكة البحرين. وضع أيضًا التركيز في عمليات تحديث المناهج في المدارس والجامعات على علوم المستقبل، بما يتناسب والتطور الحثيث على المستوى العالمي الإقليمي ويعكس رؤية القيادة ويعزز الهوية الوطنية لمستقبل البحرين.
ونوجز محاور نراها على مستوى من الأهمية منها:
- تكريس اليوم الوطني (العيد الوطني المجيد وعيد جلوس جلالة الملك المفدى حفظه الله ورعاه) كيوم ومناسبة لتعزيز الانتماء الوطني وترسيخ قيم المواطنة.
- تكريس يوم الشراكة المجتمعية كمناسبة لتعزيز أواصر الروابط والتلاحم الوطني بين جميع فئات الشعب البحريني.
- توظيف الذكاء الاصطناعي لبناء مستقبل البحرين وعكس الهوية الوطنية وترسيخها لدى الشباب والناشئة.
- تفعيل البرامج والفعاليات الوطنية في مناسبات الأعياد الوطنية القائمة على التوزيع الجغرافي والديموغرافي للمحافظة لضمان مشاركة جميع شرائح المجتمع في سبيل تعزيز الثوابت والمرتكزات التي تقوم عليها الخطة الوطنية لتعزيز الانتماء وترسيخ الولاء، وقد أعدت المحافظة 12 برنامجًا للعيد الوطني وعيد جلوس جلالة الملك المفدى 2021 تأكيدًا على سياسة الانتشار على المستوى الديموغرافي ومشاركة الناشئة والشباب في ترسيخ قيم المواطنة والاعتزاز والفخر بالموروث الشعبي والتاريخي والحضاري والشخصيات الوطنية، ما يؤدي إلى ترسيخ الولاء والانتماء للبحرين الحبيبة.
- ترسيخ المفاهيم والقواعد الأمنية لدى جميع مكونات الشعب، وتعزيزها في المناهج الدراسية بصفتها أحد الأعمدة الأساس في نماء وتقدم البلاد واستقرارها الاقتصادي.
التحول التدريجي نحو أتمتة جميع المعاملات واستبدالها بالخدمات الإلكترونية
