+A
A-

رئيس لجنة الشؤون الخارجية والدفاع والأمن الوطني محمد السيسي

في‭ ‬كل‭ ‬المحافل‭ ‬الدولية‭ ‬التي‭ ‬تكون‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين‭ ‬حاضرة‭ ‬فيها،‭ ‬تتجلى‭ ‬مكانة‭ ‬هذه‭ ‬البلاد‭ ‬الصغيرة‭ ‬مساحة‭ ‬الكبيرة‭ ‬حضورا‭ ‬وتأثيرا‭ ‬ومواقفا‭ ‬بناء‭ ‬على‭ ‬ثوابت‭ ‬سياستها،‭ ‬ولهذا‭ ‬يرى‭ ‬رئيس‭ ‬لجنة‭ ‬الشؤون‭ ‬الخارجية‭ ‬والدفاع‭ ‬والأمن‭ ‬الوطني‭ ‬بمجلس‭ ‬النواب‭ ‬محمد‭ ‬السيسي‭ ‬البوعينين‭ ‬أن‭ ‬نظرة‭ ‬عاهل‭ ‬البلاد‭ ‬صاحب‭ ‬الجلالة‭ ‬الملك‭ ‬حمد‭ ‬بن‭ ‬عيسى‭ ‬آل‭ ‬خليفة‭ ‬تعكس‭ ‬رؤية‭ ‬حكيمة‭ ‬ونظرة‭ ‬شمولية‭ ‬للأحداث‭ ‬والأزمات‭ ‬العالمية‭ ‬والمتغيرات‭ ‬المتسارعة‭ ‬التي‭ ‬تستدعي‭ ‬التعاون‭ ‬الدولي‭ ‬لتجاوزها‭ ‬والتكاتف‭ ‬الأخوي‭ ‬لمواكبتها،‭ ‬وتبين‭ ‬الاستباقية‭ ‬لمستقبل‭ ‬البحرين‭ ‬على‭ ‬مختلف‭ ‬الأصعدة‭ ‬امتدادا‭ ‬من‭ ‬التاريخ‭ ‬العريق‭ ‬للبحرين‭ ‬كأول‭ ‬حضارة‭ ‬في‭ ‬الاقليم‭ ‬والمنطقة‭.‬

سألنا‭ ‬السيسي‭: ‬من‭ ‬أي‭ ‬جانب‭ ‬تنظرون‭ ‬إلى‭ ‬دور‭ ‬البحرين‭ ‬عالميا؟‭ ‬فجاءت‭ ‬الإجابة‭ ‬مرتكزة‭ ‬على‭ ‬أن‭ ‬المنهجية‭ ‬التي‭ ‬تسير‭ ‬عليها‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين‭ ‬في‭ ‬التعاطي‭ ‬مع‭ ‬جميع‭ ‬التحديات‭ ‬توضح‭ ‬ضرورة‭ ‬التكامل‭ ‬في‭ ‬الجهود‭ ‬بين‭ ‬دول‭ ‬العالم‭ ‬لتحقيق‭ ‬الأهداف‭ ‬المشتركة،‭ ‬وهذا‭ ‬ما‭ ‬رأيناه‭ ‬على‭ ‬سبيل‭ ‬المثال،‭ ‬مما‭ ‬نتج‭ ‬عنه‭ ‬من‭ ‬تداعيات‭ ‬جائحة‭ ‬فيروس‭ ‬كورونا، وأزمة‭ ‬المناخ‭. ‬أيضا‭ ‬هناك‭ ‬ملمح‭ ‬آخر‭ ‬يمثل‭ ‬أهمية‭ ‬جوهرية،‭ ‬وهو‭ ‬تأكيد‭ ‬جلالة‭ ‬العاهل‭ ‬لضرورة‭ ‬تحقيق‭ ‬أهداف‭ ‬التنمية‭ ‬المستدامة‭ ‬2030‭ ‬باعتبارها‭ ‬استحقاقا‭ ‬عالميا‭ ‬ينبغي‭ ‬على‭ ‬الدول‭ ‬السعي‭ ‬لتحقيقه،‭ ‬بمسؤولية‭ ‬دولية‭ ‬مشتركة‭ ‬تستدعي‭ ‬معها‭ ‬بذل‭ ‬الجهود‭ ‬اللازمة‭ ‬لتحقيق‭ ‬هذه‭ ‬الأهداف‭.‬

جلالة‭ ‬الملك‭ ‬يؤكد‭ ‬أن‭ ‬أهداف‭ ‬التنمية‭ ‬المستدامة‭ ‬2030‭ ‬استحقاق‭ ‬عالمي

مبادرات‭ ‬عالمية‭ ‬بناءة

ما‭ ‬دور‭ ‬السلطة‭ ‬التشريعية‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬الشأن،‭ ‬أي‭ ‬في‭ ‬تحقيق‭ ‬الأهداف؟

هذا ما تعمل عليه السلطة التشريعية من دعم وتأييد ومساندة لمرئيات جلالة العاهل حفظه الله، فهذا ركن مهم يتكامل مع رؤية البحرين 2030، وفقًا للخطط والبرامج والمبادرات التي تبنتها الحكومة الموقرة برئاسة صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة ولي العهد رئيس مجلس الوزراء حفظه الله، بجهود مستمرة وبجهد لا محدود لتحقيق تلك الأهداف ضمن المساعي المستمرة لبناء الوطن وتنميته، وصولًا لمستقبل أفضل يتطلع له الجميع، ولهذا تحضرني هنا دعوة جلالة الملك المفدى حفظه الله ورعاه إلى تبني مبادرات عالمية بناءة لمساعدة الدول المحتاجة على تحقيق تطلعات شعوبها للتنمية والازدهار، من خلال التعاون الدولي عبر منظمة الأمم المتحدة.

 

دعم‭ ‬فرص‭ ‬إحلال‭ ‬السلام

تحدثتم‭ ‬مرات‭ ‬عدة‭ ‬عن‭ ‬المبادرات‭ ‬الدولية،‭ ‬ومنها‭ ‬على‭ ‬سبيل‭ ‬المثال‭ ‬ما‭ ‬تطرقتم‭ ‬إليه‭ ‬بشأن‭ ‬حوار‭ ‬المنامة‭ ‬2021،‭ ‬ما‭ ‬مرتكزات‭ ‬الاتجاه‭ ‬الحالي‭ ‬والمستقبلي‭ ‬للمملكة‭ ‬على‭ ‬هذا‭ ‬الصعيد؟

قلت في تصريح صحافي سابق إن القمة الأمنية الإقليمية السابعة عشرة (حوار المنامة 2021) التي تنظمها وزارة الخارجية بالتعاون مع المعهد الدولي للدراسات الإستراتيجية، اكتسب بفضل أهميته، أي حوار المنامة، مكانة دولية كبيرة عكست سياسة البحرين التي تلعب دورًا إيجابيًا في بناء المبادرات السياسية، والتشجيع على ممارسة الحوار الدولي والإقليمي للنقاش بشأن الموضوعات ذات الاهتمام الدولي المشترك وحرصها على توطيد علاقاتها مع الدول ونهجها في التفاعل مع كل ما يستجد من أحداث عالمية، حرصًا على تحقيق السلام وتقوية أواصر التعاون والعلاقات مع جميع دول العالم، ومناقشة أبرز التحديات الدولية، وبلادنا كانت وما تزال وستظل صاحبة المبادرة والداعم الرئيس لجميع الفرص التي من شأنها إحلال السلام وتحقيق الاستقرار والتطور المنشود في العالم عبر لغة الحوار والتواصل البناء، بالشكل الذي يدعم الجهود الدولية لترسيخ الأمن واستدامة التنمية في مختلف المجالات، عبر الجهود الدبلوماسية والسياسية المهمة التي تلعبها مملكة البحرين لتحقيق تلك الأهداف المنشودة.

 

رؤية‭ ‬واعية‭ ‬للتحديات

هل‭ ‬يؤثر‭ ‬الحوار‭ ‬الإيجابي‭ ‬بين‭ ‬الأطراف‭ ‬الدولية‭ ‬أم‭ ‬هي‭ ‬مجرد‭ ‬نقاشات؟

نعم، واسمح لي بالإشارة إلى أن حوار المنامة انعقد هذا العام في مرحلة حساسة ودقيقة يمر بها العالم من تغيرات مناخية وتهديدات أمنية وإرهابية وما انعكس على دول العالم من تأثيرات لجائحة كورونا، فما زالت الأحداث الأمنية العالمية تلقي بظلالها على استقرار الشرق الأوسط، ما يخلق معها حاجة ماسة إلى الحوار الإيجابي والهادف بين المسؤولين والخبراء والمتخصصين في حلول ومعالجات الأزمات لوضع رؤية واعية لتحديات المنطقة والعالم أجمع وفي مقدمتها الإرهاب وتجفيف منابع المنظمات الإرهابية، وتعزيز السلام ونبذ الخلافات ووقف الصراعات لمستقبل أكثر أمنًا واستقرارًا، وهو لب ما تتبناه المملكة وتسعى لتحقيقه عبر إقامة مؤتمر "حوار المنامة" وحرصها على استمراره عاما بعد عام.

ودعني أعيد التأكيد أن بلادنا قادرة على مواكبة جميع التحديات الأمنية والصحية وتجاوزها بشكل يجعلها أكثر قوة ومتانة بفضل الجهود الحكومية والتكاتف الشعبي والعمل المشترك، فقد أكدت جائحة كورونا أهمية تكاتف العالم أجمع من أجل الوصول إلى سياسة عمل موحدة وتبادل الخبرات الطبية والعلمية والأمنية والاقتصادية لتجاوز هذه المرحلة والمراحل المقبلة من التحديات التي تحدق بالعالم، والتي تأثر منها الجميع دون استثناء، ما يؤكد المصير العالمي المشترك والتأثيرات السلبية من الخلافات والصراعات في المنطقة والعالم.

 

الغاية‭ ‬الأسمى‭ ‬للمنطقة

ترى،‭ ‬ما‭ ‬ملامح‭ ‬الجهود‭ ‬مستقبلًا‭ ‬في‭ ‬إطار‭ ‬المجتمع‭ ‬الدولي‭ ‬لتحقيق‭ ‬السلام؟

قيادتنا تؤكد دائمًا الالتزام بالسلام والحوار والتعايش، من خلال ما تحقق من نتائج سياسية مثمرة لتحقيق السلام والحوار والتعايش عبر الاتفاقات التاريخية التي تجدد النهج السامي والشجاع لتحقيق السلام باعتباره الغاية الأسمى للمنطقة وجميع شعوبها، ونحن نفخر بأن مواقف مملكة البحرين تساهم بشكل كبير في ترسيخ الأمن والاستقرار في منطقة الشرق الأوسط، من خلال مناقشة أبرز التحديات والمتمثلة في السلوكيات الإيرانية الداعم لزعزعة استقرار منطقة الشرق الأوسط والخليج العربي تحديدا، ناهيك عن دعمها المباشر لوكلائها من ميليشيات إرهابية مسلحة بدعم مباشر بالأسلحة وتمويل مالي بهدف ضرب دول مجلس التعاون سعيا لزعزعة أمن المنطقة، فضلا عن استمرارها في تطوير برنامجها النووي الذي يشكل خطرا على المجتمع الدولي، كما أن الملف النووي الإيراني هو أحد أبرز الملفات التي يجب على المجتمع الدولي النظر فيها ومناقشتها ودعم الجهود الرامية لمنع إيران من امتلاك أي سلاح نووي بسبب السلوك العدائي الذي تنتهجه الجمهورية الإيرانية تجاه دول المنطقة والعالم عبر التدخلات المباشرة في الشؤون الداخلية، ووقف السلوك العدائي هو أحد أبرز الجوانب التي أكدتها الولايات المتحدة الأميركية.

ونحن نؤمن، في البحرين ودول مجلس التعاون قاطبة، بأن منطقتنا هي حجر الأساس لأي مباحثات إقليمية أو دولية تناقش الملف النووي، ودعم جميع الجهود الرامية لمعالجة أي قضايا عالقة، كتعزيز جهود مكافحة الإرهاب وآلية حماية الملاحة البحرية وضمان سلاستها من كل ما يزعزع الأمن والاستقرار الملاحي، فركائز السياسة البحرينية الثابتة هي مناصرة القضايا العادلة.