+A
A-

المؤرخ خليل المريخي

حين‭ ‬نطالع‭ ‬العناوين‭ ‬القيمة‭ ‬والثمينة‭ ‬في‭ ‬المكتبة‭ ‬البحرينية‭ ‬من‭ ‬مؤلفات‭ ‬المؤرخ‭ ‬البحريني‭ ‬خليل‭ ‬محمد‭ ‬المريخي،‭ ‬فإننا‭ ‬نقف‭ ‬أمام‭ ‬مراحل‭ ‬تاريخية‭ ‬موثقة‭ ‬في‭ ‬كتب‭ ‬عديدة‭ ‬منها‭ "‬البحرين‭.. ‬صور‭ ‬وحكايات‭ ‬الماضي‭"‬،‭ ‬و‭"‬ذاكرة‭ ‬التاريخ‭"‬،‭ ‬و‭"‬محطات‭ ‬من‭ ‬ماضي‭ ‬البحرين‭" ‬باللغتين‭ ‬العربية‭ ‬والإنجليزية،‭ ‬و‭"‬سير‭ ‬الزمن‭"‬،‭ ‬فقد‭ ‬آمن‭ "‬بوطارق‭" ‬بأن‭ ‬دوره‭ ‬في‭ ‬إثراء‭ ‬المكتبة‭ ‬البحرينية‭ ‬والخليجية‭ ‬والعربية‭ ‬عن‭ ‬نفائس‭ ‬تاريخ‭ ‬البحرينية‭ ‬مهمة‭ ‬مقدسة؛‭ ‬لأنها‭ ‬تجسد‭ ‬حب‭ ‬الوطن‭ ‬الغالي‭ ‬وقيادته‭.‬

حتى‭ ‬أنداده‭ ‬وأصدقاؤه‭ ‬ممن‭ ‬تربوا‭ ‬معه‭ ‬وما‭ ‬يزالون‭ ‬على‭ ‬قيد‭ ‬الحياة،‭ ‬أو‭ ‬ممن‭ ‬عملوا‭ ‬معه،‭ ‬يصفونه‭ ‬بصاحب‭ ‬اللحظات‭ ‬الفريدة‭ ‬والعزيزة‭ ‬في‭ ‬الحافظة‭ ‬التاريخية‭ ‬الساحرة‭ ‬التي‭ ‬تبقى‭ ‬طازجة‭ ‬بنكهتها‭ ‬الأصيلة‭ ‬كما‭ ‬جاء‭ ‬في‭ ‬وصف‭ ‬الكاتب‭ ‬وعضو‭ ‬مجلس‭ ‬الشورى‭ ‬السابق‭ ‬عبدالرحمن‭ ‬بوعلي،‭ ‬بأنه‭ ‬يمتلك‭ ‬روائع‭ ‬التاريخ‭ ‬وملامح‭ ‬الزمن‭ ‬الجميل‭ ‬والذكريات‭ ‬العزيزة‭ ‬ممزوجة‭ ‬ببساطة‭ ‬شديدة‭ ‬وتلقائية‭ ‬محببة‭ ‬بالكثير‭ ‬من‭ ‬الحكايات‭ ‬والطرائف‭ ‬والمعلومات‭.‬

خلال‭ ‬مسيرة‭ ‬خدمته‭ ‬الحافلة‭ ‬بالإنجازات‭ ‬في‭ ‬وزارة‭ ‬الصحة‭ ‬وكذلك‭ ‬في‭ ‬المجال‭ ‬الخيري‭ ‬والتطوعي،‭ ‬والتي‭ ‬ترك‭ ‬فيها‭ ‬بصمات‭ ‬متألقة‭ ‬في‭ ‬جمعية‭ ‬الهلال‭ ‬الأحمر‭ ‬أو‭ ‬جمعية‭ ‬البحرين‭ ‬الخيرية‭ ‬أو‭ ‬سائر‭ ‬المؤسسات‭ ‬والأهلية‭ ‬العاملة‭ ‬في‭ ‬القطاع‭ ‬التطوعي‭ ‬والإنساني،‭ ‬آمن‭ ‬كما‭ ‬يؤكد‭ ‬مرارًا‭ ‬وتكرارًا‭ ‬بأن‭ ‬هذا‭ ‬الدور‭ ‬ما‭ ‬هو‭ ‬إلا‭ ‬حالة‭ ‬من‭ ‬الكمال‭ ‬الروحي‭ ‬في‭ ‬كسب‭ ‬الثواب‭ ‬من‭ ‬رب‭ ‬العباد‭ ‬حين‭ ‬نبحر‭ ‬في‭ ‬أعمال‭ ‬الخير‭ ‬بكل‭ ‬ما‭ ‬نستطيع‭ ‬من‭ ‬قدرة،‭ ‬أما‭ ‬الوجه‭ ‬الآخر‭ ‬فهو‭ ‬الوطن،‭ ‬فنحن‭ ‬البحرينيين،‭ ‬لا‭ ‬سيما‭ ‬أهل‭ ‬الفكر‭ ‬والثقافة‭ ‬والقلم‭ ‬والمؤلفين،‭ ‬إنما‭ ‬نقوم‭ ‬بأيسر‭ ‬جهد‭ ‬في‭ ‬سبيل‭ ‬الوفاء‭ ‬بالعرفان‭ ‬للوطن،‭ ‬وطيلة‭ ‬مسيرتي‭ ‬في‭ ‬الكتابة‭ ‬والتأليف،‭ ‬وجدت‭ ‬تلك‭ ‬النفائس‭ ‬أمانة‭ ‬لا‭ ‬بد‭ ‬من‭ ‬صونها‭ ‬وتقديمها‭ ‬للأجيال،‭ ‬فالبحرين‭ ‬تستحق‭ ‬أن‭ ‬نوفي‭ ‬لها‭ ‬بالدين‭ ‬وننقل‭ ‬ما‭ ‬نحمل‭ ‬من‭ ‬علم‭ ‬ومعرفة‭ ‬إلى‭ ‬الأبناء‭ ‬والأحفاد،‭ ‬وهذا‭ ‬الجهد‭ ‬بالتأكيد‭ ‬يبقى‭ ‬جيلًا‭ ‬بعد‭ ‬جيل؛‭ ‬لأن‭ ‬أساس‭ ‬الإخلاص‭ ‬في‭ ‬نية‭ ‬العمل‭ ‬والتفاني‭ ‬في‭ ‬خدمة‭ ‬الوطن،‭ ‬وها‭ ‬نحن‭ ‬نرى‭ ‬في‭ ‬المشروع‭ ‬الإصلاحي‭ ‬لحضرة‭ ‬صاحب‭ ‬الجلالة‭ ‬الملك‭ ‬حمد‭ ‬بن‭ ‬عيسى‭ ‬آل‭ ‬خليفة،‭ ‬عاهل‭ ‬البلاد‭ ‬المفدى‭ ‬حفظه‭ ‬الله‭ ‬ورعاه،‭ ‬ودعم‭ ‬ومتابعة‭ ‬ولي‭ ‬العهد‭ ‬رئيس‭ ‬مجلس‭ ‬الوزراء‭ ‬صاحب‭ ‬السمو‭ ‬الملكي‭ ‬الأمير‭ ‬سلمان‭ ‬بن‭ ‬حمد‭ ‬آل‭ ‬خليفة،‭ ‬هذا‭ ‬الانتقال‭ ‬الكبير‭ ‬نحو‭ ‬المستقبل‭ ‬للنهوض‭ ‬بوطننا‭ ‬إلى‭ ‬المعالي،‭ ‬ولا‭ ‬شك‭ ‬في‭ ‬أنني‭ ‬أستذكر‭ ‬مسيرة‭ ‬المغفور‭ ‬له‭ ‬بإذن‭ ‬الله‭ ‬تعالى‭ ‬سمو‭ ‬الأمير‭ ‬خليفة‭ ‬بن‭ ‬سلمان‭ ‬آل‭ ‬خليفة‭ (‬طيب‭ ‬الله‭ ‬ثراه‭)‬،‭ ‬فتلك‭ ‬مسيرة‭ ‬بناء‭ ‬لقائد‭ ‬فذ‭ ‬ثمن‭ ‬دور‭ ‬أهل‭ ‬الفكر‭ ‬والكتاب‭ ‬والمؤلفين‭ ‬ونهلنا‭ ‬من‭ ‬دروسه‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬المعاني‭ ‬والقيم‭.‬

المؤرخ‭ ‬القدير‭ ‬المريخي‭ ‬أثرى‭ ‬المكتبة‭ ‬الوطنية‭ ‬بسلسلة‭ ‬من‭ ‬الكتب‭ ‬التي‭ ‬وثقت‭ ‬تاريخ‭ ‬البحرين،‭ ‬وسرد‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬الوقائع‭ ‬والنفائس‭ ‬الشعبية‭ ‬بل‭ ‬ورصد‭ ‬إنجازات‭ ‬ومكتسبات‭ ‬ضمنها‭ ‬بطون‭ ‬كتبه‭ ‬التي‭ ‬نستمتع‭ ‬بها‭ ‬ونحن‭ ‬نبحر‭ ‬في‭ ‬أزمنة‭ ‬رائعة‭ ‬خلف‭ ‬كل‭ ‬باب‭ ‬من‭ ‬أبوابها‭ ‬ريادة‭ ‬الأوائل،‭ ‬وخلاصة‭ ‬الدروس‭ ‬للأجيال‭.‬