+A
A-

""غاندي.. وقضايا العرب والمسلمين"" يتحدث بـ 4 لغات... والفرنسية والألمانية في الطريق

يشعل‭ ‬كتاب‭ "‬"غاندي‭ ‬وقضايا‭ ‬العرب‭ ‬والمسلمين"‭" ‬لمؤلفه‭ ‬رئيس‭ ‬مجلس‭ ‬إدارة‭ ‬دار‭ ‬البلاد‭ ‬للصحافة‭ ‬والنشر‭ ‬والتوزيع‭ ‬عبدالنبي‭ ‬الشعلة،‭ ‬بلغاته‭ ‬الأربع‭ (‬الإنجليزية،‭ ‬الهندية،‭ ‬المالايالامية‭ ‬والأورود‭)‬،‭ ‬إضاءات‭ ‬فكرية‭ ‬إنسانية‭ ‬في‭ ‬رحاب‭ ‬أوسع،‭ ‬وهذا‭ ‬الرحاب‭ ‬يتيح‭ ‬تفاعلًا‭ ‬مع‭ ‬مختلف‭ ‬الثقافات‭ ‬والشعوب‭. ‬وبينما‭ ‬يتحدث‭ ‬الكتاب‭ ‬اليوم‭ ‬بـ‭ ‬‮٤‬‭ ‬لغات،‭ ‬فإن‭ ‬لغتين‭ ‬إضافيتين‭ ‬هما‭ ‬الألمانية‭ ‬والفرنسية‭ ‬في‭ ‬طريقهما‭ ‬لترجمة‭ ‬الكتاب،‭ ‬وفق‭ ‬ما‭ ‬أبلغ‭ ‬الشعلة‭ ‬"أضواء‭ ‬البلاد"‭".‬

وبنظرة على أجواء حفل التدشين باللغات الأربع، الذي نظمته الجمعية البحرينية الهندية يوم الأربعاء 26 يناير 2022 بمركز عيسى الثقافي في المنامة عبر تقنية الاتصال المرئي "زووم"، بحضور مئات المهتمين من مملكة البحرين والهند ومصر ومن مختلف دول مجلس التعاون الخليجي، تتجلى أهمية الخطوة التالية لعملية الترويج عالميًا، التي لفت إليها الشعلة بقوله "الطبعات الأربع صدرت عن 4 دور نشر مرموقة في الهند، وقد بدأت تلك الدور فعلا في الترويج للإصدارات، ولها أصداء مبشرة، حيث وردتني اتصالات، منها ما تسلمته من دار نشر في دبي بالإمارات العربية المتحدة، في إطار ترويج الكتاب وتوزيعه، والفكرة المطروحة الآن هي مواصلة الجهود لترجمة الكتاب إلى اللغتين الألمانية والفرنسية؛ ذلك لأن ردود الفعل إيجابية ومشجعة، وهي أيضا تشكل عنصرا ضاغطا على كاهل الإنسان للاستمرار في العطاء، لذلك يجري التنسيق مع الدار العربية للعلوم (ناشرون) لإصدار النسخة الفرنسية من باريس".

ولكن، ماذا عن شعور الشعلة بهذا الإنجاز الفكري المتفرد؟ هنا يجيب "مرتاح بالطبع، ولكن مثل هذا العمل له أبعاده الفكرية؛ فالفكر الإنساني والنتاج المماثل للإصدار يحتاج إلى إعادة بحث ودراسة، فمثل هذه الأفكار التي صنعها رمز كغاندي لا تنتهي صلاحيتها، بينما غاب مفكرون آخرون كمفكري الشيوعية وغيرهم ولا يتحدث عنهم أحد؛ لأنهم لم يطرحوا أفكارًا ذات قيمة عميقة، وكل ما يروى عنهم أحاديث ذات نمط الوقائع التاريخية، لكن أطروحات المفكرين الحقيقيين تتجدد في معناها وتزداد أهميتها والحاجة إليها، ولك أن تنظر إلى أن قِيمًا كالتسامح والتعايش وحل الخلافات بالوسائل السلمية اللاعنفية مطروحة اليوم أكثر من أي وقت مضى".

ويقول الشعلة: إن هذا الجهد المتواضع بعد إنجازه يضع في الدرب مزيدا من الحاجة للبحث والطرح والنقاش، وهذا ما لفتت إليه واحدة من أكبر الخبراء المختصين في العالم على صعيد الدراسات المتخصصة بالمهاتما غاندي، وهي الدكتورة شوبانا رادها كريشنا، التي تحدثت في حفل تدشين الإصدار بلغاته الأربع، فهي اليوم مطلوبة في العديد من المراكز البحثية والمؤسسات الأكاديمية في مختلف دول العالم للحديث عن أفكار غاندي، وهي المولودة في مسقط رأسه، فيما لا نجد ذات الاهتمام بمفكرين آخرين مضوا ولم يتركوا أثرًا حاضرًا في الفكر الإنساني.

وحظي الكتاب التاريخي حال صدوره لأول مرة باللغة العربية في سبتمبر من العام 2018 باهتمام كبير ولاقى رواجًا واسعًا؛ لعمقه في رصد تأثير المهاتما غاندي في العالم العربي، فيما يجري الآن إصدار الطبعة الثالثة منه، وقد تم نشر الطبعة الثانية الحالية من الكتاب باللغة الإنجليزية من قبل مؤسسة هندية رائدة، إضافة إلى الطبعات الثلاث باللغات الهندية، التي أصبحت متوافرة في الأسواق العالمية، بينما تجري مفاوضات حالية لنشر الكتاب باللغة الفرنسية قريبًا. ويتزامن إصدار النسخ المترجمة من كتاب "غاندي.. وقضايا العرب والمسلمين" مع الذكرى السنوية ليوم الجمهورية الهندية، الموافق لـ 26 يناير، إذ دخل دستور الهند في مثل هذا اليوم من العام 1950 حيز النفاذ، ليحل محل قانون حكومة الهند (1935)، إذ كانت الهند تحكم بموجبه منذ استقلالها عن الحكم البريطاني في 15 أغسطس 1947. ويقدم الكتاب تجربة قراءة شيقة؛ إذ يعيد الشعلة النظر في الإرث الفكري للمهاتما غاندي، ويستعرض تقديره للإسلام ولشخصية النبي محمد (ص)، كما يلقي نظرة شاملة على المحطات المختلفة من حياة المهاتما غاندي، وتأثيره الذي لم يقتصر على السياسة والمجتمع الهندي، بل امتد للعالم العربي.

وبالتقاطة من حفل التدشين، هنأ السفير الهندي سريفاستافا، في كلمة له، المؤلف عبدالنبي الشعلة على الكتاب، معربًا عن إعجابه بالعمل والبحث المعمق في حياة غاندي وأفكاره وتراثه الفكري ومثله العليا، مضيفًا أن توافر الكتاب بخمس لغات الآن يعكس مدى نجاحه وانتشاره، ذاكرًا أن تدشين الكتاب بأربع لغات بمناسبة يوم الجمهورية الثالث والسبعين للهند هو أيضًا تكريم للمؤلف، الذي يعد مثقفًا بارزًا وحاملًا لشعلة روابط الصداقة والشراكة القوية بين الهند ومملكة البحرين، فقد اكتسب الكتاب أهمية مضاعفة نظرا لتزامن تدشينه مع احتفال جمهوية الهند ومملكة البحرين باليوبيل الذهبي للعلاقات الدبلوماسية بين البلدين، وهذا احتفال بتاريخنا المشترك المتجذر في التجارة والثقافة والعلاقات الوثيقة بين الناس.

وعلى صعيد آخر، عبر رئيس الجمعية البحرينية الهندية عبدالرحمن جمعة عن الشرف بأن تكون الجمعية البحرينية الهندية منصة لإطلاق هذا العمل متعدد اللغات، الذي يحمل أهمية علمية وتاريخية كبيرة، كما أن تدشين الكتاب في ذكرى يوم الجمهورية بالهند ليس سوى تأكيد لأهمية رسالة غاندي إلى الإنسانية حتى يومنا هذا، وبحوث السيد الشعلة المضنية في هذا السياق، وتكريمه المحب لبطله الشخصي، إذ يبرز الكتاب عالمية فلسفة المهاتما غاندي، وحرصه على فهم أديان العالم، وهو درس حياتي مهم في عصرنا الحالي، والتدشين يجسد رسالة الأمير الراحل سمو الشيخ عيسى بن سلمان آل خليفة للبحرين إلى العالم (عالم واحد.. عائلة واحدة)، وقد شدد عليها المهاتما غاندي طوال حياته، وهو إرث مستمر حتى يومنا هذا، لافتًا إلى مركز الملك حمد العالمي للتعايش السلمي، الذي يقع في المجمع نفسه، وتم تأسيسه بتوجيهات سامية من عاهل البلاد صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة، ويهدف إلى السعي لإلهام البشرية لتحقيق الوئام والسلام.

وبحكم دراسته في كلية سانت كزافييه المرموقة في بومباي (مومباي الآن) بين أواخر ستينات وأوائل سبعينات القرن الماضي، يصف الشعلة الكتاب بأنه تعبير عن مدى تقديره للهند لحسن ضيافتها له عندما كان طالبا فيها، فضلًا عن سعيه من خلاله إلى تقوية الروابط بين الهند ودول منطقة الشرق الأوسط، ويقول الشعلة "المبدأ الرئيس لغاندي كان يرتكز على حل المشكلات بالحوار والوسائل اللاعنفية، إذ يظهر التاريخ أن غاندي كان قادرا على انتزاع جوهرة الامبراطورية البريطانية من التاج البريطاني عبر سياسة اللاعنف. وفي الوقت الذي نرى فيه ما تعانيه منطقتنا من صراعات وحروب فإن كتابي يشكل مساهمة متواضعة لإبراز مبدأ اللاعنف والحوار كأداة جوهرية لإيجاد الحلول الناجعة لأي مشكلة".