فاطمة حيــــــدر
مدير إدارة الاستدامة والشمولية في "زين البحرين"
مفاتيح الاستراتيجية تعتمد على الكفاءات والطاقات الخلاقة
هناك جوانب مهمة تأخذ موقع الريادة بشركة "زين البحرين" ضمن توجهاتها ومرئياتها المتعلقة بالاستدامة الشمولية، فهذا الموضوع خضع على مدى عشر سنوات مضت، للبحث والمراجعة وإعداد التقارير والبرامج. وقد أشار رئيس مجلس الإدارة دنكان هوارد إلى أن الاستدامة والتنوع والشمولية أهم مفاتيح استراتيجية الشركة.
وفي هذا الإطار، يذهب حوارنا مع مدير إدارة الاستدامة والشمولية بالشركة فاطمة حيدر إلى تأكيدها الجوهري أن تلك المفاتيح وضعت أمامهم العديد من التحديات سواء حين الحديث عن الجوانب البيئية، بما في ذلك متابعة المستجدات في موضوع "تغير المناخ" كقضية عالمية، أو المجالات الخيرية ومبادراتها بما يعود بالنفع على المجتمع، جنبًا إلى جنب مع محاور تطوير عمل إدارة الاستدامة والشمولية وفق كل مرحلة زمنية ومتطلباتها، وهنا تقول حيدر: إن التركيز على هذين المحورين: الاستدامة والشمولية، يلزم إحداث التغيير المطلوب في أسلوب العمل وكيفية تقديم المنتجات الجديدة وإيصالها إلى الجمهور من عملاء وشركاء عملاء، ولكن، انظر إلى هذه النقطة، وهي أننا دمجنا كل ما تقدم ضمن استراتيجية بحرينية تخدم مملكة البحرين، وبالطبع هناك الكثير من الجوانب التي استعنا بها استنادًا إلى ما تراكم لدينا من خبرات، وكذلك التخطيط الاستراتيجي واضح المعالم. وفيما يلي نص الحوار...
نسعى لإحداث التغيير المطلوب وفق استراتيجية البحرين 2030
إذًا ما تقدم يعني إعداد فرق العمل والكوادر القادرة على تنفيذ الاستراتيجية، أليس كذلك؟
هذا صحيح، وعموما فإن الاستراتيجية باختصار تركز على الاستدامة بخطوطها الداخلية مع العاملين إلى الشركة ومنتسبيها، وكذلك مع الشركاء، ولو نظرنا إلى التوجهات العالمية وليس المحلية فحسب، بما تشمله الاستدامة على المستويات البيئية والاجتماعية والتطويرية والحوكمة، فمن اللازم أيضًا أن نهيئ طريق تنفيذ الاستراتيجية بالتركيز على الداخل أولًا، وأقصد هنا الكفاءات والطاقات الخلاقة لدينا في "زين البحرين"، وللعلم، دعني ألفت النظر إلى أن من هذه الكفاءات من هو خبير في مجال عمله ومتخصص، ومنها من عملنا على تطويره من الكوادر للوصول إلى مرحلة جيدة من التأهيل والإعداد، ثم جاءت إدارة "الاستدامة والشمولية" لتمنح الفرص المتساوية وتعزز ثقافة الشمولية، وهذا كما قلنا أهم مفاتيح الاستراتيجية؛ لأن منح الكوادر فرصا متكافئة يعني أن نعمل في بيئة مستدامة النمو، ولا يقتصر ذلك على المشروعات والإيرادات وابتكار المنتجات التي تطلبها السوق فحسب، بل الانتقال إلى أفضل البدائل سواء من ناحية تقليل التكلفة أو استخدام الطاقة النظيفة وكفاءة الأداء.
باعتبارنا في إطار الحديث عن تكافؤ الفرص والأداء والكفاءة، امنحينا فكرة عن مخرجات برنامج ""زين الشباب""؟
هذا نطاق مهم للحديث، فـ "زين البحرين" خطت خطوات رائدة على صعيد تطبيق مبدأ تكافؤ الفرص من خلال برامج مدروسة.. نعم، برنامج "زين الشباب" انطلق من كون شركتنا قامت بجهود كوادرها في كل القطاعات والعمليات والخدمات والمنتجات، ومن أجل تكريس الحس الشبابي، أطلقنا برنامج "زين الشباب" الذي يفتح الفرص أمام شباب البحرين من الجنسين، إذ نسعى لضمهم في البرنامج أثناء دراستهم الجامعية ليكتسبوا الخبرة العملية والمهارة وينتظموا في برامج تدريبية، والوجه الأول في هذا البرنامج هو قسم خدمات الزبائن؛ باعتباره المجال الذي يتيح للشباب التعامل المباشر مع الجمهور ومهارات فهم احتياجات العملاء، وبالتالي يتم صقل شخصياتهم بالصورة التي تؤهلهم تأهيلًا جيدًا لبدء العمل حال التخرج من الجامعة، وقد اكتسبوا الكثير من الملكات والمهارات والتجارب، أو لنقل الحرص على تكوين صورة متكاملة.
هل يدخل في هذا الإطار البرنامج الذي نفذتموه بالتعاون مع المجلس الأعلى للمرأة لتدريب 1000 فتاة؟
هذا البرنامج من البرامج المبشرة، وتم تنفيذه بالشراكة بين المجلس الأعلى للمرأة وشركتنا، وكذلك بتعاون "كلفر بلاي"، واستهدفنا تدريب ألف فتاة بحرينية في "مخيم التكنولوجيا للفتيات"، الذي تم العمل به منذ شهر ديسمبر من العام 2019. والفكرة جاءت متزامنة مع شعار يوم المرأة البحرينية في ذلك العام (المرأة في التعليم العالي وعلوم المستقبل)، وتنفيذًا لمبادرة التوازن بين الجنسين في مجال علوم المستقبل، وتعزيزا لتوجه الفتيات نحو مجالات علوم المستقبل في سن مبكرة، وهي فرصة كريمة لأن نعبر عن الثناء والعرفان لصاحبة السمو الملكي الأميرة سبيكة بنت إبراهيم آل خليفة، قرينة جلالة الملك المفدى رئيسة المجلس الأعلى للمرأة حفظها الله ورعاه، على المبادرات الحضارية الرائدة في دعم وتمكين المرأة البحرينية.
ومن المهم أن أتطرق هنا إلى أن عملية صنع الفرص العملية ربما تكون طويلة، إلا أن التوازن مطلوب في كل الحالات، فنحن نحرص على استقطاب الكفاءات، على أن نساوي الفرص بين الرجال والنساء، ولكن برنامج الفتيات يأتي من باب تأهيلهن منذ سن مبكرة للاستعداد للمستقبل، وأن تكون النظرة تجاه الوظائف التقنية والتكنولوجية مقدمة على أي قطاع وظيفي تقليدي مما اعتاد عليه الناس، ثم بهذه الطريقة نحن نشكل أسلوب تفكير خارج الصندوق للتطلع نحو أفضل الخيارات في سوق العمل الحاضرة والمستقبلية، وكم يسعدني أن أرى فتيات تقدمن في هذا المجال ونجحن وأصبحت لديهن مؤسساتهن، وهذا أساس الاستدامة بالنسبة لنا في "زين البحرين"، لنضع يدنا بأيديهن ونكبر معًا لمواصلة الطريق. ومن برنامج الفتيات اخترنا 100 من بين 1000 فتاة لمواصلة تدريبهن، ونفخر بإنجاز هذا البرنامج في شهر ديسمبر 2021.
وسأحدثكم عن فكرة هي الأكثر قربًا من قلبي، فحين نشمل ذوي الاحتياجات الخاصة، فهناك حوار داخل أروقة شركتنا بأن يكون حضورنا في المجتمع شموليًا أيضًا، وخطونا خطوة بالتعاون مع وزارة العمل والتنمية الاجتماعية في مسار تقديم خدمات لهذه الفئة المهمة في المجتمع، طلبنا السير الذاتية لعدد منهم، وحددنا الأفرع التي يمكنهم الاستفادة من خدماتها المقدمة لهم، وكذلك خصصنا خطًا ساخنًا لهم ولمقدمي الرعاية لذوي الاحتياجات الخاصة، من باب تسهيل الحصول على الخدمة؛ لتشمل أيضًا فئات أخرى، ومن بين ذلك تدريب ما نسبته 10 % من موظفينا على لغة الإشارة، ونحدث مهاراتنا جميعًا في تعلم هذه اللغة وفق دورات تعقد بصفة ربع سنوية.
""زين الشباب"" انطلق من كون شركتنا قامت بجهود كوادرها في كل القطاعات
لا يمكن إغفال تمكين المرأة، وقد حققتهم نقلة نوعية على هذا المسار. ماذا لديكِ عن هذا الجانب؟
سنعود إلى العام 2017 مع بدء تطبيق برنامج التنوع والشمولية لدينا في الشركة وجوهره توفير الفرص المتكافئة للموظفين رجالًا ونساءً، مع الأخذ بالاعتبار أن مبدأ تمكين المرأة هو من الثوابت في سياسة "زين البحرين" وله دلالاته المهمة في الإنتاجية والأداء بروح الفريق الواحد والمشاركة الفاعلة في خطط الشركة، ولهذا نحن مؤمنون بأن برنامج الاستدامة والشمولية يتناغم مع رؤية البحرين الاقتصادية 2030، وأسعدنا حصولنا على تقدير متميز بجائزة صاحبة السمو الملكي الأميرة سبيكة بنت إبراهيم آل خليفة قرينة عاهل البلاد المفدى رئيسة المجلس الأعلى للمرأة حفظها الله لتقدم المرأة البحرينية، وهذا ما رفع طموحنا، وتشرفنا بتوجيهات نائب رئيس مجلس الإدارة والرئيس التنفيذي لمجموعة "زين" سعادة السيد بدر ناصر الخرافي، واتجهنا نحو تهيئة الفرص لتتولى المرأة المناصب القيادية، وكل ذلك قائم على التخطيط والدراسة وصنع القرار لتطوير العنصر النسائي في شركتنا، حتى أننا قمنا بتغيير بعض الإجراءات مثل تمديد إجازة الوضع التي تحقق للموظفات الراحة والطمأنينة، ثم يرجعن إلى وظائفهن بكامل حقوقهن، فحين تحصل الموظفة على راحتها في منزلها لمدة 120 يومًا كإجازة وضع فهذا بالنسبة لنا ركن رئيس لراحتها وإنتاجها في وظيفتها كذلك، وخذ أيضًا تمديد الرعاية لساعتين ولمدة 4 سنوات، وعلى أي حال نحن في برامجنا التطويرية نركز على أن تغطي ثمارها كل المنتسبين لزين البحرين.
وبسعادة غامرة، أود تكرار تأكيد أنه عن طريق دمج الاستدامة والشمولية وسياسة مناسبة للحوكمة يتم استقطاب الكوادر التي تتمتع بمجموعة من المهارات المناسبة لخدمة العملاء والمجتمع المحلي بشكل أفضل، وبالتالي التأسيس لشركة متنوعة وشاملة يشارك في إنجاحها الجميع.
هذا يعني أن "زين البحرين" تستثمر في "نموها المستدام" إن جاز لنا التعبير؟
نعم بكل فخر وأقولها بكل ثقة، ولنذهب إلى تحقيق أهداف الأمم المتحدة للتنمية المستدامة. الجميل في زين، كعالم جميل، هو أنها تنتمي إلى مجموعة أكبر، وهذا يفتح رحابًا كبيرًا يتجاوز حدود جغرافيا البلد، فلدينا شراكة مع شبكة فروعنا، وهذا من منطلق أدبيات "زين البحرين" التي تدرك أهمية تحقيق أهداف التنمية المستدامة للأمم المتحدة لصالح المجتمع العالمي، وكذلك لكوكب الأرض، وتواصل معالجة قضايا البيئة وتغير المناخ من خلال التحسينات المستمرة للبنية التحتية، كما تضع الشركة كذلك التقدم والتغيير الإيجابي داخل المملكة في صميم كل ما تقوم به؛ لمواصلة المساهمة في ازدهار البحرين في المستقبل.
وفق ذلك، لدينا شراكة مع برنامج الأمم المتحدة الإنمائي وكذلك مع اليونيسيف لبناء شراكات أعمق تمكن من نشر القيم الصحيحة والمساهمة فيها، ومنها على سبيل المثال حماية الأطفال من التنمر الإلكتروني، ربما تسأل كيف؟ والجواب هو لأننا نقدم خدمة ضمن نطاق التكنولوجيا، فلابد من أن يكون لنا دور في التعامل مع هذه التقنيات كسلاح ذي حدين، ومسؤوليتنا كشركة اتصالات أن نتفاعل ونؤثر ونشارك في تسليط الضوء على هذه الموضوعات ذات الأهمية، فحين نعمل على برنامج "وحوش الإنترنت" وحملات السوشال ميديا فهذا جزء من الاستدامة في برامج التوعية والتثقيف، وكما تعلمون فإن للشركة مبادرات لخدمة المجتمع ومنها الالتزام بمعالجة المخاطر والفرص المتعلقة بالتغير المناخي كما أشرنا، والمشاركة في الأنشطة مثل إعادة تدوير النفايات الإلكترونية بشكل مسؤول، واستمرار خلق المبادرات لتمكين جميع شرائح المجتمع ومساعدتهم على النماء والتطور.
بين يديك مسؤوليات الاستدامة والشمولية، وتطوير وتنفيذ الاستراتيجيات، والعمل عن كثب مع جميع الإدارات لضمان دمج استراتيجية الاستدامة والشمولية في جميع المستويات، هل أنت فخورة بما حققت من نجاح؟
بكل اعتزاز أقول: هذا الإنجاز ليس شخصيا أنجزته لوحدي، فكل فرق العمل في عالمنا الجميل تعمل وتنجز ونقولها "معًا"، فمن المحال أن يتحقق العمل المتميز بوجود شخص واحد، وحين تكون أمامنا رسالة ورؤية لزين البحرين، فالشركة ذاتها رسخت هذه الرسالة والرؤية بالتحاور مع شركائها وعملائها؛ لأنهم أساس النجاح كما أسميهم، وحتى المنافسة، تظهر بشكل جميل حين يكون هدف العمل خدمة الوطن والارتقاء بقطاع حيوي مهم، ودعني أقول بكل صراحة إننا في بلادنا حين نتنافس في موضوع الاستدامة فنحن بذلك نرفع مكانة مملكة البحرين وهذا فخر لنا. نستطيع القول إن دوري أن أكون "المايسترو" في تنفيذ استراتيجية الاستدامة والشمولية، ولكن نجاحنا مستمد من جميع فرق العمل في شركة زين التي تتناغم بعوامل مؤثرة مشتركة تقود للنجاح ونؤمن بها جميعًا.
سنفسح المجال في محطتنا الأخيرة للحديث عن أمور تودون إيصالها إلى القارئ الكريم...
ركزنا على الأمور الاجتماعية بجانب القضايا البيئية، وليس غريبًا التركيز على قضية عالمية كالتغير المناخي، وربما تكون التفاصيل كثيرة، لكن نشر الثقافة في المجتمع بالنسبة لنا يبدأ من داخل الشركة أولًا، ثم ننطلق بمسؤوليتنا المجتمعية لمساحات أوسع، ولهذا شاركنا مع عملائنا وشركائنا في التوعية بالمخلفات الإلكترونية، وركزنا على طلبة المدارس، ونفخر بأننا في الأعوام السابقة تعاونا وسنستمر في التعاون مع وزارة التربية والتعليم والمجلس الأعلى للبيئة لاستمرار التثقيف على صعيد إعادة التدوير والتخلص من النفايات الإلكترونية، وكيفية استخدام الهواتف والأجهزة اللوحية بالشكل الصحيح والتخلص منها بالشكل السليم، وأقول إننا بدأنا بأنفسنا داخل الشركة، ومصداق ذلك أننا اتجهنا للطاقة النظيفة وتقليل الاستهلاك وأدخلنا تطويرات على الأبراج بتكنولوجيا ابتكرتها كوادرنا لتقليل استخدام الطاقة، هذا من باب الاستدامة البيئية أيضًا، وأزيدك.. سعدنا كثيرًا بالمشاركة في الحملة الوطنية للتشجير، وهي إحدى المبادرات النوعية المميزة لصاحبة السمو الملكي الأمير سبيكة بنت ابراهيم آل خليفة حفظها الله.. إذًا، الاستدامة والشمولية محركان رئيسان لنمو زين البحرين، وأعتقد أن هذا الإجراء الاستراتيجي سيساهم في تطوير مؤسستنا ويعزز من علامتنا التجارية المميزة لدعم كل الأطراف المعنية، الداخليين والخارجيين، ويسعدني تعييني لهذا الدور، وأتطلع للوصول بشكل هادف إلى المصلحة المشتركة والشاملة بين المجتمع المحلي ونمو أعمال الشركة في الوقت نفسه.
واسمح لي أن أختم بالقول: معًا، نسعى لتحقيق الطموح والتطلعات بنظرة معاصرة بجهود القيادة العليا للشركة التي لا تألو جهدًا في توفير كل الإمكانات والتسهيلات لتحقيق مزيد من الإنجازات من جهة، والروح الوثابة لفريق العمل من الإخوة والأخوات وجميع العاملين، وقبل ذلك كله توفيق رب العالمين وثقة كل عملائنا الكرام، فهذا وسام كبير نفخر به.
العرفان لسمو الأميرة سبيكة على المبادرات الحضارية الرائدة في دعم وتمكين المرأة البحرينية
أقولها بكل فخر وثقة: ماضون نحو تحقيق أهداف الأمم المتحدة للتنمية المستدامة
