+A
A-

إرساء البنى التحتية لقطاع تقنية المعلومات مع وجود بيئة تشريعية مساندة

ما‭ ‬مدى‭ ‬وضوح‭ ‬رؤية‭ ‬البحرين‭ ‬نحو‭ ‬المستقبل‭ ‬والاستعداد‭ ‬لمتطلبات‭ ‬توظيف‭ ‬الذكاء‭ ‬الاصطناعي‭"‬؟‭ ‬هناك‭ ‬كثير‭ ‬من‭ ‬الدلائل‭ ‬التي‭ ‬تشير‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬المملكة‭ ‬تسير‭ ‬بناء‭ ‬على‭ ‬خطة،‭ ‬إذ‭ ‬تم‭ ‬إنشاء‭ ‬هيئة‭ ‬بحثية‭ ‬وطنية‭ ‬في‭ ‬مجال‭ ‬الذكاء‭ ‬الاصطناعي،‭ ‬وأنشأت‭ ‬جامعة‭ ‬البحرين‭ ‬مختبرًا‭ ‬للذكاء‭ ‬الاصطناعي‭ ‬والحوسبة‭ ‬المتقدمة‭ ‬مهمته‭ ‬توسيع‭ ‬بحوث‭ ‬الذكاء‭ ‬الاصطناعي‭ ‬والابتكار‭ ‬في‭ ‬مجالات‭ ‬متعددة‭ ‬مثل‭ ‬الأمن‭ ‬السيبراني،‭ ‬واكتشاف‭ ‬الاحتيال،‭ ‬وتحليل‭ ‬البيانات‭ ‬الضخمة،‭ ‬والطاقة‭ ‬المستدامة،‭ ‬وفيزياء‭ ‬الجسيمات،‭ ‬والتطبيقات‭ ‬الهندسية،‭ ‬والاحتباس‭ ‬الحراري،‭ ‬والتنبؤ‭ ‬بمستوى‭ ‬سطح‭ ‬البحر‭.‬

ومن‭ ‬أبرز‭ ‬الملامح‭ ‬المعلن‭ ‬عنها،‭ ‬أنه‭ ‬وفقًا‭ ‬لأجندة‭ ‬التنمية‭ ‬الحضرية‭ ‬الجديدة‭ ‬الصادرة‭ ‬عن‭ ‬برنامج‭ ‬الأمم‭ ‬المتحدة‭ ‬للمستوطنات‭ ‬البشرية،‭ ‬دشنت‭ ‬البحرين‭ ‬مسيرتها‭ ‬نحو‭ ‬إيجاد‭ ‬مدن‭ ‬ذكية‭ ‬لكي‭ ‬تصبح‭ ‬المناطق‭ ‬الحضرية‭ ‬في‭ ‬المملكة‭ ‬أكثر‭ ‬كفاءة‭ ‬وحيوية‭ ‬واستدامة‭ ‬على‭ ‬المديين‭ ‬القصير‭ ‬والطويل‭ ‬وبمشاركة‭ ‬نشطة‭ ‬للجهات‭ ‬الحكومية‭ ‬والمواطنين‭ ‬والشركات‭. ‬ويساهم‭ ‬هذا‭ ‬التوجه‭ ‬في‭ ‬تسريع‭ ‬مسيرة‭ ‬البحرين‭ ‬نحو‭ ‬تحقيق‭ ‬أهداف‭ ‬التنمية‭ ‬المستدامة،‭ ‬لا‭ ‬سيما‭ ‬الهدف‭ ‬11‭ ‬بشأن‭ ‬المدن‭ ‬والمجتمعات‭ ‬المستدامة،‭ ‬علاوة‭ ‬على‭ ‬تشجيع‭ ‬الخطة‭ ‬الوطنية‭ ‬للقطاع‭ ‬العقاري‭ ‬2021‭ - ‬2024‭ ‬على‭ ‬تطوير‭ ‬مشروعات‭ ‬عقارية‭ ‬ذكية‭ ‬وصديقة‭ ‬للبيئة‭ ‬في‭ ‬المملكة،‭ ‬وهناك‭ ‬حوار‭ ‬مستمر‭ ‬في‭ ‬البحرين‭ ‬بشأن‭ ‬موضوعات‭ ‬المدن‭ ‬الذكية‭ ‬والمستدامة،‭ ‬بين‭ ‬القطاعين‭ ‬العام‭ ‬والخاص‭ ‬وشركات‭ ‬التكنولوجيا‭ ‬والمنظمات‭ ‬غير‭ ‬الحكومية‭ ‬لتطبيق‭ ‬مفهوم‭ ‬العقارات‭ ‬الذكية‭ ‬في‭ ‬المشروعات‭ ‬العقارية،‭ ‬كما‭ ‬تنظم‭ ‬قمة‭ ‬البحرين‭ ‬للمدن‭ ‬الذكية‭ ‬سلسلة‭ ‬نقاش‭ ‬عبر‭ ‬الإنترنت‭ ‬للتركيز‭ ‬على‭ ‬هذه‭ ‬القضية‭.‬

وهناك‭ ‬مشهد‭ ‬مهم‭ ‬للغاية‭ ‬على‭ ‬الصعيد‭ ‬العلمي،‭ ‬وهو‭ ‬المؤتمر‭ ‬الذي‭ ‬عقدته‭ ‬الجامعة‭ ‬الأهلية‭ ‬‮١٧‬‭ ‬يناير‭ ‬2022‭ ‬بمشاركة‭ ‬علماء‭ ‬وخبراء‭ ‬من‭ ‬مختلف‭ ‬دول‭ ‬العالم‭ ‬وأكاديميين‭ ‬وباحثين‭ ‬متخصصين‭ ‬لمناقشة‭ ‬عنوان‭ ‬المؤتمر‭ ‬وهو‭ ‬"الثورة‭ ‬الصناعية‭ ‬الرابعة"،‭ ‬وبدأ‭ ‬الاجتماع‭ ‬بأهمية‭ ‬مواكبة‭ ‬متطلبات‭ ‬الاقتصاد‭ ‬الرقمي‭ ‬وتنمية‭ ‬دور‭ ‬وفاعلية‭ ‬الطاقة‭ ‬البلديلة‭ ‬عبر‭ ‬التوظيف‭ ‬الأمثل‭ ‬لإدارة‭ ‬البيانات‭ ‬الضخمة‭ ‬والذكاء‭ ‬الاصطناعي‭.‬

من‭ ‬الركائز‭ ‬المهمة‭ ‬التي‭ ‬تناولها‭ ‬رئيس‭ ‬هيئة‭ ‬الطاقة‭ ‬المستدامة‭ ‬عبدالحسين‭ ‬ميرزا‭ ‬ما‭ ‬يتعلق‭ ‬بأهمية‭ ‬الثورة‭ ‬الصناعية‭ ‬الرابعة؛‭ ‬بوصفها‭ ‬ثمرة‭ ‬قرنين‭ ‬من‭ ‬التقدم‭ ‬العلمي‭ ‬في‭ ‬مجموعة‭ ‬واسعة‭ ‬من‭ ‬التخصصات،‭ ‬وبناء‭ ‬على‭ ‬ذلك‭ ‬من‭ ‬المهم‭ ‬الاستثمار‭ ‬والاعتناء‭ ‬بالطاقة‭ ‬المتجددة‭ ‬والتقنيات‭ ‬الرقمية‭ ‬باعتبارهما‭ ‬أهم‭ ‬متطلبات‭ ‬التنمية‭ ‬في‭ ‬عالم‭ ‬اليوم،‭ ‬فهذه‭ ‬الثورة‭ ‬تعتمد‭ ‬على‭ ‬أربعة‭ ‬أركان‭ ‬أساس‭ ‬تشكل‭ ‬تطورات‭ ‬التكنولوجية،‭ ‬وهي‭: ‬الإنترنت‭ ‬عالي‭ ‬السرعة‭ ‬وإنترنت‭ ‬الأشياء،‭ ‬والذكاء‭ ‬الاصطناعي،‭ ‬وروبوتات‭ ‬الواقع‭ ‬المعزز،‭ ‬واستخدام‭ ‬تحليلات‭ ‬البيانات‭ ‬الضخمة‭ ‬والتكنولوجيا‭ ‬السحابية‭.‬

 

فالتقنيات‭ ‬الرقمية،‭ ‬وفق‭ ‬ما‭ ‬تناوله‭ ‬ميرزا،‭ ‬تتمتع‭ ‬بميزة‭ ‬توفير‭ ‬البيانات‭ ‬التي‭ ‬تساعد‭ ‬صانعي‭ ‬السياسات‭ ‬على‭ ‬عمل‭ ‬بدائل‭ ‬لتوفير‭ ‬موارد‭ ‬طاقة‭ ‬متجددة‭ ‬موثوقة‭ ‬وصديقة‭ ‬للبيئة،‭ ‬إذ‭ ‬تعد‭ ‬الطاقة‭ ‬المتجددة‭ ‬أساسًا‭ ‬لتلبية‭ ‬طلب‭ ‬السوق‭ ‬على‭ ‬الطاقة‭ ‬في‭ ‬عصر‭ ‬الثورة‭ ‬الصناعية‭ ‬الرابعة‭. ‬وفي‭ ‬الوقت‭ ‬الحالي،‭ ‬يأتي‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬نصف‭ ‬الطلب‭ ‬العالمي‭ ‬على‭ ‬الطاقة‭ ‬من‭ ‬مصادر‭ ‬الطاقة‭ ‬غير‭ ‬التقليدية‭ ‬بما‭ ‬في‭ ‬ذلك‭ ‬الطاقة‭ ‬النووية‭ ‬والشمسية‭ ‬وطاقة‭ ‬الرياح‭ ‬والكتلة‭ ‬الحيوية،‭ ‬إذ‭ ‬يشهد‭ ‬الطلب‭ ‬العالمي‭ ‬على‭ ‬الطاقة‭ ‬تحولًا‭ ‬سريعًا‭ ‬من‭ ‬موارد‭ ‬الطاقة‭ ‬التقليدية‭ ‬إلى‭ ‬مصادر‭ ‬متجددة‭ ‬نظيفة،‭ ‬ومن‭ ‬خلال‭ ‬ذلك‭ ‬زادت‭ ‬حصة‭ ‬الطاقة‭ ‬المتجددة‭ ‬في‭ ‬سوق‭ ‬الطاقة‭ ‬العالمية‭ ‬من‭ ‬حوالي‭ ‬7 %‭ ‬في‭ ‬العام‭ ‬2010‭ ‬إلى‭ ‬حوالي‭ ‬25‭ ‬%‭ ‬في‭ ‬الوقت‭ ‬الحالي،‭ ‬ومن‭ ‬المتوقع‭ ‬أن‭ ‬تصل‭ ‬إلى‭ ‬50‭ ‬%‭ ‬بحلول‭ ‬العام‭ ‬2050‭.‬