+A
A-

على قمة جبل أولوداغ وممر البوسفور ومدينة الأحلام

وفق‭ ‬حجوزات‭ ‬مكاتب‭ ‬السفر‭ ‬والسياحة،‭ ‬فإن‭ ‬تركيا‭ ‬تصدرت‭ ‬وجهات‭ ‬السفر‭ ‬المفضلة‭ ‬للبحرينيين‭ ‬خلال‭ ‬موسم‭ ‬شتاء‭ ‬هذا‭ ‬العام،‭ ‬كما‭ ‬هو‭ ‬الحال‭ ‬بالنسبة‭ ‬لموسم‭ ‬الصيف‭. ‬والبحرينيون‭ ‬يفضلوا‭ ‬تركيا‭ ‬كوجهة‭ ‬سياحية‭ ‬أولى‭ ‬لأسباب‭ ‬عدة،‭ ‬منها‭ ‬الأسعار‭ ‬وقرب‭ ‬المسافة‭ ‬والخدمات،‭ ‬والإجراءات‭ ‬الخاصة‭ ‬بكورونا‭ ‬فيها‭ ‬أقل‭ ‬تشددًا،‭ ‬ولهذا‭ ‬فإنها‭ ‬من‭ ‬الجهات‭ ‬التي‭ ‬يسافر‭ ‬إليها‭ ‬بعض‭ ‬البحرينيين‭ ‬مرتين‭ ‬في‭ ‬العام،‭ ‬بل‭ ‬وتشير‭ ‬التقديرات‭ ‬إلى‭ ‬أنها‭ ‬ستبقى‭ ‬الوجهة‭ ‬الأولى‭ ‬لسنوات‭.‬

وعلاوة‭ ‬على‭ ‬اسطنبول،‭ ‬فإن‭ ‬الشمال‭ ‬التركي‭ ‬وجنوبه‭ ‬من‭ ‬المناطق‭ ‬الخلابة‭ ‬التي‭ ‬تستقطب‭ ‬السياح‭ ‬البحرينيين‭ ‬صيفًا‭ ‬وشتاءً،‭ ‬وفي‭ ‬موسم‭ ‬الشتاء‭ ‬هذا‭ ‬العام‭ ‬يقدر‭ ‬عدد‭ ‬البحرينيين‭ ‬الذي‭ ‬حجزوا‭ ‬أو‭ ‬سافروا‭ ‬أو‭ ‬سيسافرون‭ ‬إلى‭ ‬تركيا‭ ‬ما‭ ‬بين‭ ‬15‭ ‬و20‭ ‬ألف‭ ‬سائح‭. ‬وللشتاء‭ ‬في‭ ‬المناطق‭ ‬التركية‭ ‬الثلجية‭ ‬ميزات‭ ‬عديدة‭ ‬تجذب‭ ‬البحرينيين‭ ‬لا‭ ‬سيما‭ ‬الذين‭ ‬يحبون‭ ‬تجربة‭ ‬السفر‭ ‬بين‭ ‬الثلوج‭ ‬والاستمتاع‭ ‬بالليالي‭ ‬أمام‭ ‬مشعل‭ ‬النار‭ ‬‭"‬الدوة‭"‬‭ ‬وجلسات‭ ‬السمر‭ ‬بين‭ ‬بياض‭ ‬الثلج‭.‬

”ساكلي‭ ‬كنت”‭ ‬البداية

عن تجربته، يحدثنا المواطن عادل يوسف، الذي يصف نفسه بأنه أصبح رحالة ومرشدا في مناطق تركيا، بالقول "إن البداية كانت رحلتي في العام 2015 في مهمة عمل وزيارة منتجع "ساكلي كنت" في أنطاليا، وتعددت الرحلات بعد ذلك سنويًا سواء مع الأهل أو مع الأصدقاء، وفي كل مرة تنقضي فيها الرحلة نقرر العودة إليها مرة أخرى إذا شاء الله". ويضيف "كلامنا عن فصل الشتاء، وبالنسبة لي وجدت أن البحرينيين يحرصون على ترتيب سفرة شتوية للاستمتاع بجبال تركيا سواء أولوداغ في بورصا أو ألما داغ في أنقرة، ومنهم من يؤجل إجازته السنوية إلى الشتاء لكي يستمتع مع أسرته في المنتجعات.

وفي العام 2019 كانت لي تجربة فريدة عندما زرت مدينة وان في شرق تركيا وهي منطقة تاريخية عريقة وآثارها شاهدة ويقصدها محبو المغامرات.

 

شتاء‭ ‬خلاب‭ ‬ولحظات‭ ‬لا‭ ‬تنسى

قبل أيام قليلة، عادت المواطنة نبيلة عبدالرضا من رحلتها الشتوية، وهي الرحلة التي جمعتها مع مجموعة من الأهل والأصدقاء والمعارف في شتاء تركيا الخلاب كما تصفه، وحين يختار البحرينيون مكتب أو شركة السفر التي تقدم لهم برنامج رحلة مميزا، فإنه يعتادون على السفر مع هذا المكتب أو تلك الشركة وفق تجربتهم السابقة. وتركيا سواء في موسم الصيف أو موسم الشتاء لها عشاقها. فهناك من البحرينيين من يعشق تركيا في الصيف وهناك من يعشقها في الشتاء، وهناك من يحب زيارتها في كل المواسم، وهي جهة مفضلة لنا لتوافر العديد من الخدمات.

وتواصل "عني شخصيًا، كانت رحلتي هذ العام مميزة، حيث رافقنا القائد صادق الشعباني وهو ممثل ومقدم برامج إعلامية جعل رحلتنا مميزة، وتحمل الكثير من العناء والتعب والإرهاق من أجل أن يسعد المسافرون برحلتهم، وأكثر لحظات السعادة هي التعرف على مزيد من الأصدقاء، فمن فوائد السفر هذه الرفقة والاعتزاز بمعرفة الناس".

صلة‭ ‬الشرق‭ ‬بالغرب

يعتبر موسم الشتاء، أي طوال أشهره، من المواسم النشطة للسفر إلى تركيا، ولو تحدثنا عن 15 ألف سائح بحريني فهذا رقم اعتيادي سنويًا؛ لأن العدد قد يزيد عن 20 ألفا، ويعود ذلك كما يقول نائب مدير شركة النصر للسفر والسياحة السيد طالب الدرازي، لمقومات السياحة التركية، وهي من أهم العوامل بالطبع، ففي الصيف الطقس البارد وفي الشتاء نجد المناطق الثلجية بالإضافة إلى تشجيع التسوق لانخفاض العملة ووجود بضائع عالية الجودة، خذ أيضًا المواقع التاريخية والأثرية، والأنهار والبحيرات كلها موجودة، ودعني أقول إن البحرينيين يحبون الطعام التركي والمطاعم في كل مناطقها متوافرة. أما من ناحية البنية التحتية كالفنادق والمواصلات فهي متوافرة بأسعار معقولة، لذلك، فتركيا تقريبًا صلة الشرق بالغرب،

 

فإن أردت الجانب الشرقي فهو متوافر فيها، وإن أردت الجو والطبيعة وأجواء الغرب فهي متوافرة أيضًا في تركيا.

وهناك من يكرر تجربة السفر حين يحصل على الراحة من مكاتب السفر في البحرين عموما، وكذلك لوجود الخدمات في تركيا، فبعض الوجهات وبعض الدول فيها عوامل جذب لكن مستوى الفنادق والخدمات والاتصالات والمواصلات فيها ضعيف، ولأن البنية التحتية ضعيفة فلا يرغب فيها المسافر، حتى بالنسبة لبلادنا البحرين، فمن أهم أسباب نجاحها كوجهة للعديد من السياح هي توافر البنية التحتية وهذا نعتز به، وبالنسبة لتركيا، لا ننسى أنها بلد إسلامي فيه المساجد والجوامع، وفي الوقت ذاته، يعيش السائح أجواء أوروبية، ونحن بالنسبة لنا الخليجيين نفضل تركيا لتقارب العادات والتقاليد المشتركة مع الشعب التركي.

قائد‭ ‬الرحلة‭ ‬بسفريات‭ ‬النصر

معظم السياح يبحثون عن الأماكن التي يفتقدونها في البحرين، وهي الطبيعة الساحرة في الصيف والثلوج وأجوائها في الشتاء، كما يقول الفنان ومقدم البرامج صادق الشعباني كونه قائد رحلة، ويضيف أن رحلات تركيا تستقطب البحرينيين إلى المناطق الجبلية الثلجية المرتفعة، ففي بورصا مثلًا يحبون قمة جبل أولوداغ (أي الجبل الضخم)، وكذلك معشوقية صبنجا (وتعرف بمدينة الأحلام)، والمطل الزجاجي على وادي البحيرة والأجواء الخلابة.

ويضيف: في طرابزون تتاح الفرصة للسائح لزيارة هضبة آيدر وقمة جبل زيغانا، ونتشارك في تقديم برامج التزلق الترفيهية لا سيما مع المرح واللعب، وفي منطقة البوسفور البحري بين بحر مرمرة والبحر الأسود يعيش السائح تجربة فريدة، إذ إن هذه المنطقة تربط بين قارتين هما آسيا وأوروبا.

وعن تجربته مع السياح البحرينيين يختم بالقول "كلما كانت الأجواء مرحة مصحوبة بالأنشطة الترفيهية في الحافلات أثناء التنقل وكذلك في المناطق التي نزروها، كلما تفاعل الناس، وكوني شخصية مرحة وممثلا وإعلاميا، فالسواح يعيشون لحظات مبهجة تبقى في ذاكرتهم حتى أن الكثير من البحرينيين يتمنون العودة لعيش هذه الأجواء".