+A
A-

البيتونيا والأكزورا لم تصمدا في منافسة الجمال

كثيرون‭ ‬منا‭ ‬يتغنون‭ ‬بهذه‭ ‬الكلمات‭ ‬‭"‬الورد‭ ‬جميل‭ ‬جميل‭ ‬الورد‭.. ‬الورد‭ ‬جميل‭ ‬وله‭ ‬أوراق‭ ‬عليها‭ ‬دليل‭ ‬من‭ ‬الأشواق‭.. ‬إذا‭ ‬أهداه‭ ‬حبيب‭ ‬لحبيب‭ ‬ويكون‭ ‬معناه‭ ‬وصاله‭ ‬قريب‭..‬شوف‭ ‬الزهور‭ ‬واتعلم‭ ‬بين‭ ‬الحبايب‭ ‬تتكلم‭ ‬شوف‭ ‬واتعلم‭"‬‭.. ‬ولعل‭ ‬الراحلون‭ ‬الشاعر‭ ‬بيرم‭ ‬التونسي‭ ‬والملحن‭ ‬زكريا‭ ‬أحمد‭ ‬والمطرب‭ ‬محمد‭ ‬عبدالمطلب‭ ‬أدركوا‭ ‬بأنغام‭ ‬هذه‭ ‬الأغنية‭ ‬أن‭ ‬لغة‭ ‬الجمال‭ ‬تصل‭ ‬إلى‭ ‬كل‭ ‬القلوب‭ ‬ويفهمها‭ ‬كل‭ ‬البشر‭. ‬دعونا‭ ‬نأخذ‭ ‬استراحة‭ ‬بين‭ ‬عبق‭ ‬الورود‭ ‬والزهور‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬التقرير‭ ‬المصور؛‭ ‬لنعيش‭ ‬لحظات‭ ‬من‭ ‬النضارة‭ ‬ونستمتع‭ ‬ولو‭ ‬بمشاهدة‭ ‬هذه‭ ‬الصور،‭ ‬فكيف‭ ‬تكون‭ ‬في‭ ‬حدائق‭ ‬البحرينيين‭ ‬خلال‭ ‬فصل‭ ‬الشتاء؟‭ ‬ما‭ ‬الزهور‭ ‬والنباتات‭ ‬التي‭ ‬يقبل‭ ‬عليها‭ ‬البحرينيون‭ ‬خلال‭ ‬هذا‭ ‬الموسم؟

الأسرة‭ ‬تتحلق‭ ‬حول‭ ‬الورد

في أحد المشاتل، اختارت نوال (أم محمد) مجموعة من الأصايص المزهرة بالورد المحمدي البحريني وأخرى بالورد السلطاني الهولندي، لتخبرنا بأن: الورد المحمدي البحريني يعبق برائحة طيبة نفاذة ومحببة خلال فصل الشتاء أفضل بكثير بالنسبة لها من فصل الصيف، إذ لا تعمر الوردة طويلًا على الغصن وتجف ثم تسقط، بخلاف فصل الشتاء الذي تبقى فيه لمدة تصل إلى أسبوعين محافظة على نضارتها ورائحتها الطيبة، أما الورد السلطاني الهولندي فهو وإن لم تكن له رائحة، لكنه يضفي جمالا وبهجة بألوانه الصفراء والحمراء وكذلك البيضاء، وهذا ما يجعلني مع زوجي وأبنائي ننسق له مكانًا في حديقتنا الصغيرة حول كراسيها لنستمتع بوقت الوجبات أو لقضاء وقت في الأحاديث أو حين استقبال الضيوف من الأهل والأقارب لا سيما خلال فترة جائحة كورونا مع التباعد الجسدي ووفق الاحترازات.

المشموم‭.. ‬مع‭ ‬الورد‭ ‬المحمدي

وحسب خبرته كونه منسق حدائق، يرى علي صالح أن غالبية البحرينيين لا يقبلون على الزهور والنباتات الموسمية في حدائقهم، فهم يفضلون المزروعات طويلة العمر إن جاز لنا التعبير، أي تلك التي تعمر طويلًا باخضرارها وأزهارها، وهذا ما تشاهده بكل سهولة في أحواض الزراعة خارج المنازل أو في الحديقة الداخلية.

وإضافة إلى الورد المحمدي، يأخذ المشموم مكانه في الحدائق لرائحته العطرية وفوائده أيضًا، لذلك أرى أن البحرينيين يحبون زراعة المشموم والجهنمي بأنواعه: السنغل والدبل والقزمي والنباتات المخضرة طيلة العام عموما، أما المثمرة فيفضلون التوت والليمون والمانجو والتين واللوز والأشطونيات ومنها البيتونيا، ولدى كثيرين منهم خلفية لا بأس بها في كيفية العناية بمزروعاتهم من ناحية الري والإضاءة والتسميد.

إقبال‭ ‬على‭ ‬زراعة‭ ‬التوت

ويتلقى المنسق الزراعي عمار العجيمي طلبات من المواطنين والمقيمين الراغبين في زراعة أشجار التوت، فهذه الشجرة من الأشجار المحببة ذات الثمر اللذيذ الطيب، وتنشط زراعتها في فصل الشتاء، فعلاوة على أشجار الزينة كالورود "المحمدي والسلطاني الهولندي" بألوانها الجميلة، يحب الكثير من الناس زراعة التوت والتين والليمون والعديد من الأشجار المنزلية والحقلية المثمرة.

ومن أهم النصائح لمحبي زراعة التوت والتين، هو أن شجرة التوت، خصوصًا التوت الأسود وهو المفضل، من الأشجار بطيئة النمو إذا تمت زراعتها باستخدام البذور، لكن حين شراء شجيرة لابد من تخصيص وعاء مناسب أو منطقة غرس جيدة تستقبل الضوء غير المباشر وتكون درجة الحرارة بين 12 و21 درجة مئوية، أما شجرة التين فتنمو بشكل جيد في الحدائق المنزلية لكن تحتاج إلى تقليم في فصل الشتاء، وكذلك تحتاج إلى ضوء الشمس، وهي شجرة تنمو في متوسط درجة حرارة بين 13 و18 درجة مئوية.

اختيار‭ ‬التربة‭ ‬بعناية

يشير المهندس الزراعي راجو كوتي إلى أن كثيرا من البحرينيين يفضلون الزراعة في الأوعية والأصايص، أما في حال زراعة زهور البيتونيا والاكزورا والبوغانفيليا (الجهنمي)، فلابد من اختيار التربة بعناية، وكذلك معرفة نوعية الأشجار، فهناك أشجار تنمو قصيرة وتحتاج إلى أوعية صغيرة، في حين هناك أشجار تكبر وتطول وتحتاج إلى أوعية كبيرة، وفي حال الزراعة في تربة الحديقة المنزلية فالأفضل معرفة نوعية الزهور أو النباتات المطلوب زراعتها وموسمها وكيفية العناية بها، وللأسف أن بعض البحرينيين يغرسون شجيرات الورود أو الأشجار المثمرة ويعتقدون أنها ستنمو وستزهر أو ستثمر دون عناية، خصوصًا بعض الأشجار التي يزرعونها في حاويات كبيرة ولا يهتمون بريها وتسميدها بالطريقة الصحيحة.

ويختم بالقول "البحرينيون عموما يحبون الزراعة والخضرة، فالبحرين بلد زراعي منذ القدم وأهلها يمتلكون روح الطبيعة الخضراء. ولفت انتباهي قبل أيام أن إحدى الأسر زارت مشتلنا وسألت باهتمام عن إمكان زراعة الهيل في المنزل، وهذا يدل على أن هناك ثقافة زراعية جيدة لهذه الأسرة، خصوصًا أن الكثير من الناس بدأوا في زراعة النباتات المستخدمة في طبخ الطعام في منازلهم، والبعض يجدونها لذيذة وطازجة حين يقطفونها من حديقتهم إلى مطبخهم".