وضعنا استراتيجية تطويرية مستدامة كمدرسة خاصة تقدم تعليما عالي الجودة وبكلفة مناسبة
مدير مدرسة الروابي د. عبدالستار العامري:
مسيرة حافلة شهدتها مدرسة الروابي منذ تأسيسها في العام 1997 لتمثل صرحًا تعليميًا ثقافيًا حضاريًا متميزًا في مملكة البحرين، وطوال مراحل عملها وضعت استراتيجية تطويرية مستدامة كمدرسة خاصة تقدم تعليمًا عالي الجودة وبكلفة مناسبة، وهذه الاستراتيجية تركز على إعداد الطالب أولًا، فهو محور كل فكرة تطويرية، وبالتالي، تطبيق رؤيتها من الهدف من التعليم الذي يلزم أن يكون معززًا للتنمية المتوازنة للجوانب العقلية والعاطفية والجسدية والاجتماعية والروحية والأخلاقية لأبنائنا من الجنسين.
في مارس من العام 2021، كان الحدث لافتًا في ساحة متحف البحرين الوطني حينما خرجت المدرسة فوجها السابع من طلبتها للعام الدراسي 2020 - 2021، في ظرف استثنائي بسبب جائحة كورونا (كوفيد 19) لكنها أثبتت جدارة في تحقيق أهدافها التي تتطابق مع رؤية البحرين 2030 فيما يخص تطوير التعليم وتأهيل جيل من الكفاءات التي تسهم بفاعلية في مسيرة بناء وتطوير الوطن، وكل ذلك وضعه مدير المدرسة د. عبدالستار مصطفى العامري وفق رؤية طموحة تأسست على ضرورة العمل على تجاوز التحديات وكسب الرهانات التربوية حتى في الظروف الصعبة، وذلك من خلال دمج التعلم النظامي مع التعلم عن بعد، إذ أصبح ذلك منهجيّة تعتمدها كل دول العالم في ظل هذه الجائحة، والنتيجة.. تحقيق نسب إتقان عالية، لاسيما في امتحانات البكالوريا الدولية التي أحرزت فيها المدرسة متوسطًا يفوق المتوسط العالمي، وفي هذا الحوار مع العامري مزيد من المحطات:
نركز على إعادة الطلبة إلى الواقع الاجتماعي تخطيا لآثار جائحة كورونا
ما أبرز البرامج والأنشطة التي نفذتها المدرسة لكل المراحل منذ بداية العام الدراسي الحالي؟
يسعدني أن أشير بادئ ذي بدء إلى أن تركيزنا ونحن نتجاوز آثار جائحة كورونا على أن نعيد الطلبة إلى الواقع الاجتماعي تخطيًا لتلك الآثار التي جعلت الطلبة يعيشون فيما يمكن وصفه بحالة انعزال والاعتماد على الشاشات، وبالمناسبة، عكفنا طوال العامين الماضيين في غمرة الجائحة على دراسة جميع التفاصيل ورصد المتغيرات التي قد تؤثر على الطلبة والاستعداد لما بعد مرحلة كورونا، فنحن خلال الجائحة لم نوقف الدراسة الحضورية تمامًا إلا في حال توجيهات اللجنة التنسيقية برئاسة ولي العهد رئيس مجلس الوزراء صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة، وتعليمات الفريق الوطني لمكافحة الفيروس، وكذلك توجيهات وزارتي الصحة والتربية والتعليم في حال الإغلاق التام، وأقول إنه في عز الأزمة بلغت نسبة الدراسة الحضورية بين 50 و60 %، مع الدمج أيضًا بين الدراسة عن بعد والحضور، لكن مع عودة الطلبة هذا العام رصدنا الحالة كذلك من خلال ممارسات وسلوكيات وردود فعل الطلبة، وهذا الأمر ساعدنا كثيرًا بالتعاون مع أعضاء الهيئتين التعليمية والإدارية والموظفين وأولياء الأمور على أن نكون على جهوزية واستعداد بتمكن.
ومن الصور التي أسهمت في نجاح إعادة الوضع الطبيعي هي عودة الطابور الصباحي والأنشطة اللاصفية، حيث نظمنا العديد من الفعاليات الناجحة كمعرض الكتاب والمسابقات لرواد القراءة ومشاركة الناشرين في تنظيم معرض الكتاب الذي أتاح للطلبة التعرف على الإصدارات، علاوة على ذلك، نظمنا معرضًا فنيًا للرسم بمشاركة طلبتنا وطلبة المدارس الأخرى الذين شاركوا بحماس، وفي شهر رمضان سعدنا بتنظيم غبقات للطلبة وأرجعنا كذلك النشاط الرياضي وشاركنا في المسابقات الوطنية وفريق كرة القدم بمدرستنا أحرز المركز الأول.
ما العوامل الرئيسة التي ساهمت في تميز مدرسة الروابي على مستوى المدارس الحكومية والخاصة؟
العوامل كثيرة لكنني أريد التركيز على أهمها ويتصدرها رؤيتنا في التركيز على الطالب نفسه كأساس، أي أن الطالب هو محور العملية التعليمية ومحور الاهتمام ثم يأتي بعد ذلك المعلم، وهنا أتحدث عن نفسي كوني مديرا للمدرسة أو الزملاء من المعلمين والإداريين والموظفين والعاملين في هذا الصرح، إذ تنصب جهودنا على أداء الطالب وكذلك أداء المعلم، وهذه العملية تشمل أسسًا معتمدة لدينا من خلال قراءة أداء الطالب والمعلم من ناحية الإتقان أو التعثر، إذ يتم التدخل بالدعم بالموارد والمصادر وتطوير المعلمين، أما بيانات أداء المعلمين فمن خلال الزيارات الصفية يتم تحديد موضع الاحتياجات الرئيسة الملحة.. أي أنه في حال وجود قصور في أي مادة يتم تحديد الخلل ووضع الخطوات التصحيحية سواء عن طريق التدريب اللازم للمعلمين داخليًا وخارجيًا، أو التدريب أثناء العمل بالمدرسة فقراءة البيانات ودراستها هو أساس القرار.
ولأن خطتنا تمتد إلى سبع سنوات، ففي ذلك تفصيل نوضحه بالقول إن المدرسة وباعتبارها معتمدة من قبل الـ (MSA) المعنية بمعايير الاعتماد النوعية فهم يشترطون وجود خطة متكاملة تمتد لسبع سنوات، والبكالوريا الدولية تلزم وجود خطة كل خمس سنوات، وخطة لثلاث سنوات حسب متطلبات هيئة ضمان جودة التعليم والتدريب في مملكة البحرين، وثمرة كل ذلك تتجلى في وجود خطة استراتيجية رئيسة تخضع للتقييم سنويًا لمعرفة ما الذي تم إنجازه بشكل علمي وليس مجرد أمنيات أو طموح فحسب، وهذا يستند إلى بيانات أداء الطلبة والمعلمين بقراءة وصفية من جهة ورسمية من جهة أخرى، قس على ذلك أيضًا وجود وحدة جودة متخصصة لضمان جودة ما يقدم من خدمات تعليمية، ولذلك لدينا بصفة دورية استبانة لأولياء الأمور وللطلبة وللمعلمين وللموظفين وفيها أسئلة مفصلة، ثم نتولى تحليل الإجابات والآراء الواردة من كل الفئات لنقيس نسبة الرضا، وفي حال وجود تقصير في جانب معين يتم إضافته للخطة التشغيلية بهدف التصحيح والتعديل.
نظمنا أنشطة شملت معارض الكتاب والمسابقات والغبقات والأنشطة اللاصفية
ما العدد الإجمالي للطلاب والطالبات؟ وما استعدادات العام الدراسي 2022 - 2023؟
يبلغ العدد الإجمالي لطلبتنا 2089 طالبا وطالبة، ففي مرحلة الروضة 315، وفي المرحلة الابتدائية 937، وفي المرحلتين الإعدادية والثانوية 837 طالبا وطالبة، أما أبرز خطط العام الدراسي المقبل فترتكز على تغيير النظام الدراسي ليتحول إلى ثلاثة فصول دراسية، وهذا هو التوجه العالمي للتقليل من الزمن المدرسي وإتاحة الفرصة بشكل أرحب للطلبة لممارسة حياتهم الخاصة، ودعني أوضح ذلك بالقول إن الجانب الأكاديمي مهم ونحن نتحدث عنه دائمًا، ولكن هناك الجانب الشخصي للطلبة وراحتهم، والجانبان مرتبطان بشكل وثيق لنجاح العملية التعليمية.
وفي الحقيقة، فإن الفصول الدراسية الثلاثية لها فوائد كثيرة، إذ تتيح فرصة راحة للطلبة كل أسبوعين والعودة إلى الفصل الجديد بدلًا من تكثيف الدراسة طوال ستة أشهر، فهنا سيشعر الطلبة وأولياء الأمور بالراحة، وسيمنح الإدارة المدرسية فرصة التدخل في الوقت المناسب لتنفيذ بنود أي جانب تطويري بما يسهم في عدم رسوب أي طالب.
ويهمني أن أطلع القراء الكرام على أن لدينا تجربة إدارية رائدة تعتبر من التجارب المتميزة على مستوى مملكة البحرين نطبقها في مدرستنا، وهي زيارات الجودة الداخلية، إذ نعين فريق عمل من معلمي المرحلتين الإعدادية والثانوية يتولى زيارة المدرسة الابتدائية ويقيم مسار العملية التعليمية ويقدم تقريرًا متكاملًا، وبالعكس، يتم تنظيم زيارات لمعلمي المرحلة الابتدائية للمرحلتين الإعدادية والثانوية للقيام بذات المهمة، فنحن نقيم أنفسنا أولًا قبل أن نخضع للتقييم الخارجي، وأوضح أكثر أنني قاس جدًا على نفسي في تحديد الخطأ والاعتراف به وتصحيحه وعدم رميه على هذا الطرف أو تلك الجهة، فخطتنا جاهزة وبرنامجنا وسياستنا واضحة وموقع المدرسة الإلكتروني تم تجديده بشكل كامل، وبهذا نحن مستعدون لاستقبال الطلبة حضوريًا بنسبة 100 %، أضف إلى ذلك أنه تمت مراجعة جميع المناهج وتجديد بعض الكتب والتوجه للكتب الحديثة، والمنهج المدرسي يحظى بتقييم سنوي بالحذف والإضافة، وأضفنا برنامج مهارات الحياة كمادة معتمدة وحددنا الاحتياجات الرئيسة والتسجيل قائم ونتشرف بخدمة مملكة البحرين وأبنائنا الطلبة، فنحن على أعلى جهوزية ولله الحمد.
ختامًا نود الحصول على فكرة عن أعضاء الهيئة التعليمية والإدارية وكيف يتم اختيارهم؟
نحن خلال فترة الجائحة حافظنا على معلمينا وموظفينا؛ لأن الثبات يعني أداء مستقرا وتستطيع وفق ذلك تنفيذ خططك التطويرية، ولكن سوق المدارس الخاصة تتصف بأنها تشهد تنافسًا كبيرًا ونحن نحترم ونقدر التنافس الشريف، وقبل الجائحة حددنا احتياجاتنا من المدرسين في مختلف التخصصات، ونزور ضمن فريق من المدرسة جمهورية الفلبين بالتعاقد مع شركة متخصصة نعمل معها بالتواصل مع الجامعات الخاصة التي تخرج معلمين متخصصين، ونحدد عدد المعلمين المطلوبين، وآخرة مرة قابلنا في الفلبين - من الصباح إلى الليل - حوالي 300 إلى 400 متقدم نعقد معهم مقابلات شخصية ثم نطلب منهم تقديم عرض لمدة 3 دقائق لنقيم أداء المتقدم ونختار من لديه إمكانات متميزة، ثم لدينا التدريب طويل المدى، وخبرتي كمدرب عالمي ساهمت في تصميم برامج دولية معتمدة في دول عدة كتركيا، باكستان، عمان، الأردن، ولهذا فإن معلمينا هم الأولى للاستفادة من خبرتي.. أحضرنا معلمين من الخارج ودربناهم ومن خلال الزيارات الصفية نقيم أداءهم، ثم بعد كل زيارة نقوم بلقاءات فردية ونبحث معهم الجوانب الضرورية، وأنا كلي فخر بأنني ساهمت في إعداد نخبة من المعلمين والمعلمات المتميزين في "الروابي" كمصنع للمعلمين، وهؤلاء حين ينتقلون للعمل في مدارس أخرى، يحملون معهم تميزهم وتأهيلهم العالي.
العدد الإجمالي لطلبتنا 2089 طالبا وطالبة منهم 315 في الروضة... و937 بالمرحلة الابتدائية... و837 بالمرحلتين الإعدادية والثانوية
