+A
A-

"أبو الأيتام"... كفو المهندس خليل الديلمي

تلك‭ ‬النماذج‭ ‬الرائعة‭ ‬من‭ ‬أهل‭ ‬البحرين‭ ‬التي‭ ‬استضافها‭ ‬برنامج‭ "‬"كفو"‭ ‬الرمضاني‭ ‬في‭ ‬نسختيه‭ ‬بالعام‭ ‬الماضي‭ ‬وهذا‭ ‬العام،‭ ‬جعلت‭ ‬كثيرين‭ ‬منا‭ ‬في‭ ‬غمرة‭ ‬مشاعر‭ ‬وأحاسيس‭ ‬بين‭ ‬الغبطة‭ ‬والفرح‭ ‬والبكاء‭ ‬والفخر‭ ‬والتقدير،‭ ‬حتى‭ ‬أصبح‭ ‬ذلك‭ ‬البرنامج‭ ‬يحصد‭ ‬شعبية‭ ‬كبيرة‭ ‬ليس‭ ‬في‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين‭ ‬ودول‭ ‬مجلس‭ ‬التعاون‭ ‬الخليجي‭ ‬فحسب،‭ ‬بل‭ ‬في‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬الدول‭ ‬العربية‭ ‬والإسلامية،‭ ‬وأصبحت‭ ‬تلك‭ ‬النماذج‭ "‬الكفوءة‭" ‬موضع‭ ‬إعجاب‭ ‬في‭ ‬وسائل‭ ‬الإعلام‭ ‬والصحافة‭ ‬ووسائل‭ ‬التواصل‭ ‬الاجتماعي‭. ‬ولكن‭ ‬ماذا‭ ‬عن‭ ‬حلقة‭ "‬أبو‭ ‬الأيتام‭"‬‭ ‬المهندس‭ ‬خليل‭ ‬الديلمي‭ ‬رئيس‭ ‬مجلس‭ ‬إدارة‭ ‬جمعية‭ ‬شجرة‭ ‬الحياة‭ ‬الخيرية‭ ‬الاجتماعية؟‭ ‬هي‭ ‬حلقة‭ ‬تميزت‭ ‬كما‭ ‬تميزت‭ ‬كل‭ ‬الحلقات،‭ ‬لأن‭ ‬فيها‭ ‬من‭ ‬المعاني‭ ‬الجميلة‭ ‬ما‭ ‬يصفه‭ "‬الحاج‭ ‬خليل‭" ‬بأنه‭ "‬إيمان‭" ‬بثمار‭ ‬الخير‭ ‬في‭ ‬الدنيا‭ ‬والآخرة‭.‬

 

في‭ ‬ضيافة‭ ‬كريمة،‭ ‬التقت‭ "‬"أضواء‭ ‬البلاد"‭" ‬الديلمي،‭ ‬وكان‭ ‬سؤالنا‭ ‬الأول‭ ‬في‭ ‬جوهره‭ ‬يتعلق‭ ‬بما‭ ‬خبره‭ ‬ضيفنا‭ ‬الكريم‭ ‬طوال‭ ‬سنوات‭ ‬عمله‭ ‬في‭ ‬المجال‭ ‬الخيري‭ ‬والتطوعي‭ ‬بمملكة‭ ‬البحرين‭ ‬بأثره‭ ‬في‭ ‬المجتمع‭ ‬فاستهل‭ ‬بالقول‭: "‬على‭ ‬مدى‭ ‬عشر‭ ‬سنوات‭ ‬تشرفت‭ ‬فيها‭ ‬بالعمل‭ ‬في‭ ‬جمعية‭ ‬شجرة‭ ‬الحياة‭ ‬الخيرية‭ ‬الاجتماعية،‭ ‬كنت‭ ‬وما‭ ‬أزال‭ ‬مؤمنًا‭ ‬ومدركًا‭ ‬بأن‭ ‬هذا‭ ‬العمل‭ ‬له‭ ‬لذة‭ ‬خاصة‭ ‬كلما‭ ‬كان‭ ‬هدفه‭ ‬وجه‭ ‬الله‭ ‬سبحانه‭ ‬وتعالى،‭ ‬وبالعمل‭ ‬الخيري‭ ‬في‭ ‬مجتمعنا‭ ‬البحريني‭ ‬بل‭ ‬وفي‭ ‬كل‭ ‬مجتمعاتنا‭ ‬العربية‭ ‬والإسلامية،‭ ‬نجني‭ ‬الثمار‭ ‬الطيبة‭ ‬في‭ ‬الدنيا‭ ‬والآخرة،‭ ‬فيشعر‭ ‬الإنسان‭ ‬بقربه‭ ‬من‭ ‬ربه‭ ‬جل‭ ‬وعلا‭ ‬وينال‭ ‬رضاه،‭ ‬وهذا‭ ‬مدعاة‭ ‬للشعور‭ ‬برضا‭ ‬الإنسان‭ ‬وهو‭ ‬يقوم‭ ‬بعمل‭ ‬كريم‭ ‬طيب‭".‬

من‭ ‬الصعب‭ ‬وصف‭ ‬الشعور‭ ‬

ويتطرق الديلمي إلى تجربة تم تطبيقها في الجمعية وأثبتت نجاحها، إذ تم تأسيس "نادي أصدقاء الجمعية"، وهذا النادي فتح المجال أمام كل الجاليات والجنسيات التي تعيش في البحرين للمشاركة في المشروعات والأنشطة والفعاليات الخيرية والتطوعية، فمن خلال رابط إلكتروني يتم إرسال دعوة وفكرة عن الفعالية المراد تنفيذها، وما شاء الله، وجدنا وما زلنا نجد ذلك الإقبال الكبير، إلا أن ما أريد قوله هنا هو إن العمل التطوعي يحتاج لنفس طويل من جانب الشخص الراغب في التطوع، فلا بد أن يؤمن الإنسان بأن هذا العمل له مرتبة عالية ويجني ثماره في الدنيا والآخرة، وهذا أمر أنا مؤمن به تمامًا، فحين تشاهد الفرحة على وجوه من حولك سواء كانوا من الأسر المعوزة أم من الأيتام أم أي شخص محتاج في المجتمع، فإنه من الصعب أن أصف هذا الشعور أو التعبير عن مكنونه الحقيقي، ومن أجل ذلك، ربطنا كل تلك الأفكار لأن نقدم عملًا مختلفًا في جمعية شجرة الحياة وبأسلوب جديد يضم كل الفئات ومن مختلف الأعمار، فلم نحدده في عمر معين أو فئة محددة، لأننا في الواقع، ندرك أن شعب البحرين ومن يعيش على أرضها يضم أناسًا يحبون عمل الخير، ونحن بعون الله ماضون في دربنا.

 

قصص‭ ‬جميلة‭ ‬وملهمة

أما عن دور مؤسسات المجتمع المدني العاملة في القطاع الخيري والتطوعي ومدى مساهمتها في تعزيز هذا العمل، فيوضح أن هناك دلالة واضحة في هيكلية كثير من المؤسسات، فمن ضمن برامجهم لتمويل المشروعات بند مخصص لأعمال الخير من باب المسؤولية المجتمعية لخدمة الوطن، ونجد العديد من المؤسسات المصرفية والشركات تبادر للمساهمة من خلال ما تخصصه من دعم، وهذا متبع في الكثير من الدول المتقدمة، ولدينا أيضًا الأفراد والعائلات التي تساهم بصورة كريمة، وكم لدينا من عوائل نفذت مشروعات تخدم الوطن كالمستشفيات والمرافق الاجتماعية التي تقدم خدماتها لكل شرائح المجتمع، ولا ننسى أيضًا أن الطبقة المتوسطة لها دورها وهذه ميزة في المجتمع البحريني، فتساهم وتبادر للدعم، وبذلك نحن لدينا في البحرين قصص جميلة جدًا وملهمة بمواقفها النبيلة، وأتذكر على سبيل المثال حملة لعلاج طفل يحتاج لزراعة الكلى، ولا أخفيكم.. كان التفاعل السخي من مختلف الفئات يبشر بالخير ويبعث على الفخر والاعتزاز.

أن‭ ‬ترسم‭ ‬ابتسامة‭ ‬على‭ ‬وجه‭ ‬إنسان‭ ‬لجأ‭ ‬إليك‭.. ‬شعور‭ ‬لا‭ ‬يمكن‭ ‬وصفه

تعزيز‭ ‬الرغبة‭ ‬الذاتية

وماذا لدى الديلمي من أفكار لغرس معاني العمل التطوعي لا سيما في نفوس الأطفال والناشئة والشباب من الجنسين؟ هنا يضع رؤية تقوم على تعزيز الرغبة الذاتية، التي تأتي من المتطوع أولًا، وقد لاحظت في بعض الأحيان أن بعض المتطوعين يبادرون باندفاع وحماس ثم تنكمش تلك الحالة وعليه تساءلت لماذا؟ والجواب قد يرتبط بظروف خاصة للمتطوع ووجود عدد كبير من المؤسسات العاملة في المجال الخيري والتطوعي، بل حتى في الانتخابات الدورية لمجالس الإدارة، قد تجد ذلك العزوف عن المشاركة، فكيف نسهم في التنشيط والتشجيع؟ وأقول إنه من واقع تجربة، يلزمنا بل يلزم كل مؤسسة عاملة في هذا المجال أن يكون لديها أسلوبها في تشجيع الناس واستقطابهم، ونحن اليوم في جمعية شجرة الحياة نستقبل بين حين وآخر طلبة المدارس الحكومية والخاصة ونعلمهم الكثير من مبادئ وأسس ومعاني ومقاصد العمل التطوعي، وباختصار، يحتاج الأمر وقتًا للتفاعل والاندماج شيئًا فشيئًا، إلا أن الجميل في الأمر أن الإنسان يكون في قمة سعادته حين يدخل الفرحة في قلب محتاج أو يتيم، ولا يمكن الشعور بذلك إلا من خلال العمل المتواصل والميداني برغبة حقيقية أساسها نيل رضا رب العالمين.

 

الثمار‭ ‬والظلال‭ ‬والجمال

ختامنا الأخضر مع تسمية "شجرة الحياة"، التي يشرحها الديلمي بأن اختيار الاسم لارتباطه بشجرة الحياة التاريخية في مملكة البحرين، فهي رمز جميل، وحين تعمل في مجال الهندسة، فإنك لا شك تدرك جمالية المساحات الخضراء في أي مشروع، ولأن شجرة الحياة امتداد بحريني وإنساني أصيل، فهي تعطي الثمار والظلال والجمال، وهذا أساس تسمية الجمعية.

 

فكرة‭ "‬أصدقاء‭ ‬جمعية‭ ‬شجرة‭ ‬الحياة‭" ‬فتحت‭ ‬المجال‭ ‬لكل‭ ‬الجنسيات