+A
A-

الثلاسيميا... قنبلة مرضية وراثية فلا تكن شريكا في إصابة أبنائك بها

الثلاسيميا‭ ‬من‭ ‬الأمراض‭ ‬الوراثية‭ ‬المنتشرة‭ ‬في‭ ‬الدول‭ ‬العربية،‭ ‬والبحرين‭ ‬من‭ ‬هذه‭ ‬الدول‭ ‬التي‭ ‬تحتضن‭ ‬عددا‭ ‬من‭ ‬المصابين‭. ‬وعلى‭ ‬الرغم‭ ‬من‭ ‬قلة‭ ‬عدد‭ ‬المصابين‭ ‬بهذا‭ ‬المرض‭ ‬في‭ ‬المملكة،‭ ‬إلا‭ ‬أن‭ ‬هذا‭ ‬المرض‭ ‬يؤثر‭ ‬على‭ ‬حياة‭ ‬كل‭ ‬فرد‭ ‬مصاب‭ ‬به،‭ ‬كما‭ ‬يؤثر‭ ‬على‭ ‬أسرته‭ ‬ومحيطه؛‭ ‬ليؤثر‭ ‬على‭ ‬المجتمع‭ ‬في‭ ‬نهاية‭ ‬المطاف‭.‬

ويعد‭ ‬مرض‭ ‬الثلاسيميا‭ ‬من‭ ‬أكثر‭ ‬الأمراض‭ ‬التي‭ ‬تسبب‭ ‬معاناة‭ ‬للمرضى؛‭ ‬بسبب‭ ‬نمط‭ ‬العلاج‭ ‬المستمر،‭ ‬المتمثل‭ ‬بالحاجة‭ ‬إلى‭ ‬نقل‭ ‬الدم‭ ‬بصفة‭ ‬دورية،‭ ‬مرة‭ ‬كل‭ ‬أسبوعين‭ ‬أو‭ ‬ثلاثة‭ ‬أسابيع،‭ ‬إضافة‭ ‬إلى‭ ‬الحاجة‭ ‬لتقليص‭ ‬نسبة‭ ‬الحديد‭ ‬في‭ ‬الدم‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬الحبوب‭ ‬أو‭ ‬الإبرة‭ ‬التي‭ ‬توضع‭ ‬تحت‭ ‬الجلد‭ ‬لمدة‭ ‬12‭ ‬ساعة‭ ‬يوميًا‭. ‬وما‭ ‬يمكن‭ ‬الإشارة‭ ‬إليه‭ ‬هو‭ ‬الحالة‭ ‬النفسية‭ ‬التي‭ ‬يمر‭ ‬بها‭ ‬المرضى،‭ ‬التي‭ ‬قد‭ ‬تقود‭ ‬بعضهم‭ ‬إلى‭ ‬رفض‭ ‬العلاج‭ ‬والتوقف‭ ‬عن‭ ‬أخذ‭ ‬الدم،‭ ‬لهذا‭ ‬تعتبر‭ ‬النشاطات‭ ‬الترفيهية‭ ‬والمساندة‭ ‬الاجتماعية‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬المجتمع‭ ‬والمحيطين‭ ‬من‭ ‬أهم‭ ‬نقاط‭ ‬تعايش‭ ‬المريض‭ ‬مع‭ ‬حالته‭ ‬الصحية‭.‬

والثلاسيميا‭ ‬خلل‭ ‬وراثي‭ ‬في‭ ‬تركيبة‭ ‬الهيموجلوبين‭ (‬خضاب‭ ‬الدم‭). ‬وتختلف‭ ‬شدتها‭ ‬من‭ ‬الناحية‭ ‬السريرية‭ ‬بشكل‭ ‬كبير؛‭ ‬إذ‭ ‬تتراوح‭ ‬بين‭ ‬البسيطة‭ ‬غير‭ ‬المصحوبة‭ ‬بأعراض‭ ‬إلى‭ ‬الأنواع‭ ‬الشديدة‭ ‬أو‭ ‬حتى‭ ‬المميتة‭.‬

يعود‭ ‬أصل‭ ‬كلمة‭ ‬ثلاسيميا‭ ‬إلى‭ ‬الكلمة‭ ‬اليونانية‭ ‬‮«‬تالاسا‮»‬‭ ‬التي‭ ‬تعني‭ ‬البحر،‭ ‬‮«‬هايما‮»‬‭ ‬والتي‭ ‬تعني‭ ‬الدم‭. ‬وهذا‭ ‬أول‭ ‬ما‭ ‬عرفه‭ ‬الشعب‭ ‬اليوناني‭ ‬الذي‭ ‬كان‭ ‬يعيش‭ ‬بالقرب‭ ‬من‭ ‬البحر‭ ‬الأبيض‭ ‬المتوسط‭ ‬عن‭ ‬الثلاسيميا‭. ‬إلا‭ ‬أن‭ ‬هذا‭ ‬غير‭ ‬صحيح؛‭ ‬بسبب‭ ‬إمكان‭ ‬وجود‭ ‬هذه‭ ‬الحالة‭ ‬في‭ ‬أي‭ ‬جزء‭ ‬من‭ ‬العالم‭. ‬

هذا‭ ‬المرض‭ ‬الوراثي‭ ‬له‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬المضاعفات؛‭ ‬إذ‭ ‬تعد‭ ‬عمليات‭ ‬نقل‭ ‬الدم‭ ‬المنتظم‭ ‬علاجًا‭ ‬لمرض‭ ‬الثلاسيميا،‭ ‬ويمكن‭ ‬أن‭ ‬تتسبب‭ ‬عمليات‭ ‬نقل‭ ‬الدم‭ ‬في‭ ‬تراكم‭ ‬الحديد‭ ‬في‭ ‬الدم؛‭ ‬الذي‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬يلحق‭ ‬الضرر‭ ‬بالأعضاء‭ ‬والأنسجة،‭ ‬خصوصا‭ ‬القلب‭ ‬والكبد‭. ‬العدوى‭. ‬هشاشة‭ ‬العظام‭.‬

قبل‭ ‬سنوات‭ ‬عديدة‭ ‬حدد‭ ‬الأطباء‭ ‬عمرًا‭ ‬افتراضيًا‭ ‬لمرضى‭ ‬الثلاسيميا،‭ ‬وكان‭ ‬يحدد‭ ‬بـ‭ ‬16‭ ‬سنة،‭ ‬ولكن‭ ‬اليوم‭ ‬لا‭ ‬يوجد‭ ‬تحديد‭ ‬للعمر؛‭ ‬لأن‭ ‬المريض‭ ‬أصبح‭ ‬يعيش‭ ‬حياة‭ ‬طبيعية‭ ‬بشرط‭ ‬أن‭ ‬يستمر‭ ‬في‭ ‬عمليات‭ ‬نقل‭ ‬الدم‭ ‬بصورة‭ ‬مستمرة‭ ‬إذا‭ ‬كان‭ ‬يعاني‭ ‬من‭ ‬الثلاسيميا‭ ‬الكبرى،‭ ‬مع‭ ‬ضرورة‭ ‬الالتزام‭ ‬بالأدوية‭ ‬الطاردة‭ ‬للحديد‭ ‬في‭ ‬الجسم‭. ‬ويحتفل‭ ‬العالم‭ ‬بهذا‭ ‬المرض‭ ‬في‭ ‬8‭ ‬مايو؛‭ ‬بهدف‭ ‬التركيز‭ ‬على‭ ‬المرضى‭ ‬ودعمهم‭ ‬نفسيًا،‭ ‬ولتسليط‭ ‬الضوء‭ ‬على‭ ‬أبرز‭ ‬ما‭ ‬يعاني‭ ‬منه‭ ‬هؤلاء‭ ‬المرضى‭.‬