العدد 2737
الثلاثاء 12 أبريل 2016
banner
نقطة نظام (1)
الثلاثاء 12 أبريل 2016

استضاف برنامج “نقطة نظام” في قناة العربية منذ أيام الشيخ خالد بن أحمد آل خليفة وزير الخارجية. وتناول اللقاء أهم النقاط الساخنة التي تمر بها البحرين ومنطقة الخليج العربي والمنطقة العربية والإقليمية والدولية، ومن بينها العلاقات الإيرانية البحرينية والخليجية والعربية. وكان رد الوزير على أسئلة “مُقدم البرنامج” حسن مُعوض واضحة ومباشرة ولا تحتاج إلى تفسير آخر، بل كما يُقال وضع النقاط على الحروف من غير لبس أو غموض. ومن أبرز ما جاء في هذا اللقاء رغبة الدولة الإيرانية في فتح حوار مع مملكة البحرين، المشكلات الإيرانية في منطقة الخليج العربي، معنى ومفهوم رعد الشمال، وهوية لبنان العربية، وقضايا دولية أخرى.
ففي حديث الوزير أكد موقف مملكة البحرين وقيادتها السياسية من رغبة الدولة الإيرانية في فتح الحوار مع البحرين، قائلاً إن البحرين لا تكن للدولة الإيرانية ولا قيادتها ولا شعبها أي موقف سلبي، ولا تضمر لها شرًا، وباب الحوار مع الدولة الإيرانية مفتوح دائمًا وأبدًا إذا صدقت نية النظام الإيراني في مبدأ الحوار وأهدافه وفي كل المواضيع المتعلقة بشأن العلاقة البحرينية الإيرانية والإيرانية الخليجية والعربية، لا استثناء فيها، وبعيدًا عن التدليس والاحتيال السياسي. والبحرين تقبل وتحترم جميع الوساطات التي تبذل جهودًا في ذلك. وفيما يخص الوضع البحريني الداخلي، أكد الوزير أنه أمر بحريني، يتعلق أولاً بأمن واستقرار البحرين وسلامة شعبها ثانيًا، وبالحفاظ على سيادتها ثالثًا، وأن الشعب البحريني بأديانه ومذاهبه الدينية ومكوناته الفكرية والاجتماعية هو شعبٌ واحد، وعلاقة هذا الشعب بقيادته علاقة ثنائية، فلا النظام الإيراني ولا أية دولة في العالم لها الحق أن تمثل وتتحدث عن الشعب البحريني العربي، فعلاقة القيادة البحرينية بشعبها علاقة إنسانية تسودها المودة والاحترام المتبادل.
إن ما يحدث في البحرين وأقطار الخليج العربي اليوم من أحداث شارك النظام الإيراني في تأجيجها سياسيًا وإعلاميًا، مع قيامه بعمليات تهريب الأسلحة إلى أقطار الخليج العربي. فالنظام الإيراني يقف ضد تنفيذ القانون بحق مَن يخرجون على القانون في بلادنا في الوقت الذي يُمارس إرهابه الديني والفكري والأمني ضد الشعوب الإيرانية، فهل تدخلت مملكة البحرين وقيادتها وشعبها أو أقطار الخليج العربي في ذلك؟ هل وقفت ضد ممارساته في العراق؟ وهل وقفت البحرين يومًا ضد التنكيل بحق المواطنين الأحوازيين الذين يُمارس بحقهم النظام الإيراني أسوأ أنواع الممارسات العنصرية من اعتقال وتمييز وسجون وإعدامات يومية بحق النشطاء السياسيين منهم؟ كل ما تتمناه مملكة البحرين هي  علاقة تسودها لغة الدين والجوار الجغرافي الحسن، وليست علاقة تناحر؛ نريد علاقة قائمة وفقًا لاتفاقيات سياسية واقتصادية واجتماعية ترضي الطرفين، ووفقًا للعلاقات الدولية القائمة على عدم التدخل في الشؤون الداخلية للآخر، والبحرين تُجسد هذا المبدأ ولا تتدخل فيما يحصل في الدولة الإيرانية، بينما النظام الإيراني يخرق هذا المبدأ الدولي ويدعي لنفسه الحق في التدخل في الشؤون البحرينية! وماذا عن الذين يتعرضون للتمييز الديني والعنصري سياسيًا واقتصاديًا وحقوقيًا في ايران؟ فعلى النظام الإيراني أن يدرك بأن كل الديانات أشقاء في وطن واحد، يعيشون تحت ظل قيادة سياسية واحدة التي تتكفل بحمايتهم ورعايتهم جميعًا دون استثناء. فهل هذا يحدث في الدولة الإيرانية؟ كما ليس في البحرين ما يُسمى “مصلحة تشخيص النظام” لتفضيل فئات من المواطنين دون غيرهم في المشاركة السياسية، بل الجميع في مملكة البحرين مدعوون للمشاركة السياسية لصياغة القرار الوطني وفقًا للقانون والدستور.
إن الشعب البحريني أسرة وطنية وعربية واحدة، يعيش على أرض عربية، يجمعه العمل الوطني تحت ظل الدستور البحريني، وبمؤسسات وطنية سياسية وتشريعية تؤكد حق وواجب كل بحريني في العمل الوطني بما يحقق النماء السياسي والنقاء الاقتصادي والصفاء الاجتماعي.
 

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية