ابان الأحداث المؤسفة الأخيرة في باريس أبلغت السلطات النمساوية في مطار العاصمة فيينا المسافرين الأجانب إلى العاصمة الفرنسية باريس بأنه تم إيقاف العمل بتأشيرة "شنغـن ــ Schengen Visa " وأنه لن يسمح إلا لمواطني الدول الأوروبية بالسفر إلى باريس بعد إيقاف التعامل مع تأشيرة شنغـن كإجراء احترازي عقب الهجمات الإرهابية التي استهدفت 6 مواقع مزدحمة في باريس في مساء يوم الجمعة بتاريخ 13 نوفمبر 2015م، وراح ضحيتها ما يزيد عن مئة وعشرين شخصًا.وتم التوقيع على اتفاقية شنغن بتاريخ 14 يونيو عام 1985م حيث وقعت (15) دولة أوروبية من الاتحاد الأوروبي عليها، ووفقًا لهذه الاتفاقية فقد ألغت (26) دولة أوروبية جواز السفر وضوابط الهجرة على الحدود المشتركة الداخلية بينها واعتبارها بمثابة دولة واحدة لأغراض السفر الدولي مع وجود سياسة تأشيرات مشتركة. وبموجب هذه الاتفاقية فقد ألغى أعضاؤها الـ 26 دولة أوروبية في منطقة شنغـن الرقابة على الحدود الداخلية ما بين أعضائها، وتعزيز الرقابة على الحدود الخارجية مع الدول غير الأعضاء في منطقة شنغـنSchengen Area” ". ويعود تأسيس هذه المنطقة لعدم تمكن أعضاء السوق الأوروبية المشتركة من التوافق بينهم بشأن إلغاء الرقابة على الحدود، وتم استكمالها في عام 1990م وتكوين منطقة شنغن في 26 مارس 1995م. وكانت جميع اتفاقيات إنشائها والقواعد المعتمدة بشأنها منفصلة تمامًا عن هياكل الاتحاد الأوروبي. وفي عام 1997م تم إدراج هذه الاتفاقية والاتفاقيات ذات الصلة في صلب قانون الاتحاد الأوروبي من معاهدة أمستردام، وأدخلت حيز التنفيذ في عام 1999م.وتتألف منطقة شنغـن من (26) دولة، (22) دولة من دول الاتحاد الأوروبي، وأربع دول من أعضاء رابطة التجارة الحرة الأوروبية ــ ألافتا وهي (أيسلندا، النرويج، ليخنتشتاين وسويسرا)، وهناك ست دول من الاتحاد الأوروبي إلا أنها ليست ضمن منطقة شنغـن وهي (بلغاريا، كرواتيا، قبرص، رومانيا، أيرلندا والمملكة المتحدة)، وأربع من هذه الدول ملزمة بأن تكون من ضمنها وهي (بلغاريا، كرواتيا، قبرص ورومانيا)، في حين أن أيسلندا والمملكة المتحدة قررتا عدم الانضمام إلى منطقة الشنغـن. وهناك ثلاث دول صغيرة تقع من ضمن هذه المنطقة لكنها لا تملك السيطرة على حدودها مع دول المنطقة وهي (موناكو، سان مارينو والفاتيكان). وتبلغالمساحة الجغرافية لمنطقة شنغـن (4312099) كيلومتر مربع، وبعدد أكثر من (400) مليون نسمة من السكان.وفيزا شنغن تأشيرة يستخدمها مواطنو الدول المنضمة إلى الاتحاد الأوروبي والعرب ما عدا أقطار مجلس التعاون في الخليج العربي، حيث يُلزم على المواطنين الحصول على هذه التأشيرة للدخول إلى أوروبا. وأعلنت الحكومة الفرنسية رسميًا إعفاء المواطنين السعوديين الحاملين للجواز السعودي الخاص من استخراج فيزا الشنغن لدخول أراضيها اعتبارًا من بداية شهر أبريل 2016م إذ كانت فترة الزيارة لا تتعدى ثلاثة أشهر، يأتي ذلك مقابل عدم استخراج المواطنين الفرنسيين الحاملين لجواز سفر خاص بطاقة فيزا للدخول إلى الأراضي السعودية.وتنقسم هذه التأشيرة إلى خمسة أنواع، الأولى تأشيرة ترانزيت في المطار A التي تسمح للمسافر بالعبور في المطارات الدولية دون الخروج إلى أية منطقة من مناطق الشنغن، الثانية تأشيرة ترانزيت B التي تسمح للمسافر بالتنقل في مناطق الشنغن لحد أقصاه 5 أيام في السيارة أو القطار أو المطارات للسفر إلى منطقة خارج مناطق الشنغن، الثالثة تأشيرة إقامة قصيرة C التي تسمح للمسافر بالمكوث في منطقة الشنغن بهدف السياحة والعائلة والعمل، الرابعة تأشيرة تداول C التي تسمح للمسافر بالمكوث لمدة أقصاها سنة بهدف العمل أو الزيارات الخاصة لبلدان الشنغن، والخامسة تأشيرة إقامة طويلة D التي تسمح للمسافر بالمكوث لأكثر من ثلاثة أشهر بهدف الدراسة أو العمل أو التقاعد. وهناك أيضًا فيزا شنغن الجماعية التي تسمح لعدد بين 5 ــ 50 شخصًا الذين يجب عليهم الدخول والخروج والتحرك معًا، وهذه الفيزا يمكن استخراجها من القنصليات أو السفارات، وخاضعة لشروط وقوانين دول الاتحاد الأوروبي.نأمل نحن المواطنون العرب أن تكون لنا فيزا عربية خاصة تسمح لجميع المواطنين العرب الدخول والخروج من وإلى الأقطار العربية بدون أية جوازات أو ضوابط تأشيرية ولو لفترة زمنية محددة، نتمنى أن تتهيأ الأجواء السياسية والتوافق الدبلوماسي بين حكومات الأقطار العربية لتحقيق هذا الهدف القومي النبيل.