العدد 2742
الأحد 17 أبريل 2016
banner
الأحواز... الأرض العربية المنسية
الأحد 17 أبريل 2016

الأحواز إقليم عربي النفس والأنفس، يقع بمحاذاة العراق ومازالت أرضه العربية تتنفس، وشعبه العربي يتوق إلى الحرية من القيد الفارسي المحتل، ففي شهر أبريل من عام 1925م وضعت الدولة الفارسية أقدامها على الأحواز بمساعدة قوة الاحتلال البريطانية وذلك بعد أن تم إبعاد أميرها (الشيخ خزعل بن جابر بن مرداو بن علي بن كاسب الكعبي). وغيرت الدولة المحتلة اسمه من عربستان إلى خوزستان، وفي عام 1936م غير الشاه (رضا بهلوي) الأسماء العربية للمدن وشوارعها وضواحيها إلى أسماء فارسية.
ويعود أصل عرب الأحواز إلى مجموعة من القبائل العربية الأصيلة من بينها (بني كعب، بني تميم، آل كثير، آل خميس، بني كنانة، بني طرف، خزرج، ربيعة والسواعد)، وأرضها من أخصب الأراضي الزراعية في الشرق الأوسط وتجري في أوساطها ثلاثة أنهار كبيرة (كارون والكرخة والجراحي)، وتضم نحو (85 %) من النفط والغاز التي تشكل نحو (90 %) من الصادرات النفطية الإيرانية، و(35 %) من المياه التي تستغلها الدولة الإيرانية وتحرم منها أهلها الذين يعيشون في فقر مذقع وتمارس دولة الاحتلال الفارسية أعتى ألوان القمع والإذلال ومن بينها (تجفيف الروافد المائية، غلق المراكز الثقافية العربية، منع تدريس اللغة العربية والتسمي بأسمائها، عدم تشغيل الأحوازيين في المؤسسات الحكومية، انخفاض الرعاية الصحية والتعليمية وكل الخدمات الحياتية الأخرى، الإعدام اليومي للنشطاء السياسيين والمناضلين ضد الاحتلال الفارسي للأحواز، التهجير الجماعي واغتصاب الأراضي وزرعها بمستوطنات فارسية). ونتيجة ذلك التخلف الاقتصادي والتأخر الاجتماعي والثقافي.
ويُمارس النظام الإيراني ممارسات أكثر عُنفَا من العدو الصهيوني في فلسطين المحتلة، حيث يمر الشعب العربي الأحوازي بظروف بالغة الصعوبة نتيجة وجوده تحت اضطهاد قومي حاد وابتلائه بحكم فارسي عنصري مستبد ضد كل ما هو عربي، الذي التقت نزعاته الشوفينية وطموحاته الاستعلائية الجامحة مع مآرب الدول الاستعمارية الغربية والصهيونية ومصالحها في المنطقة العربية، حيث كان الهدف من إنشاء الدولة الإيرانية منع تسلل الثورة الاشتراكية الروسية (1917م)  إلى مياه الخليج العربي. وهكذا كانت البداية بانتزاع الأحواز من هويتها القومية وإلغاء خصوصيتها الثقافية وصهرها في بوتقة قومية فارسية مشبعة بتعصب بغيض ضد كل ما هو عربي، وتحويل مواطنيها من الدرجة الثانية والثالثة، وفرضت عليه مواجهة غير متكافئة وصراعا مريرا من أجل الحفاظ على هويته العربية في ظل غياب أي اعتراف أو دعم عربي ودولي حقيقي لقضيته العربية العادلة. وكانت انطلاقة الجبهة العربية لتحرير الأحواز في 20 أبريل 1980م التي تجمعت تحت رايتها كل التنظيمات والقوى السياسية الثورية الأحوازية الساعية لتحرير أرضها واستعادة حقوق شعبها المغتصبة وفقًا للقوانين والقرارات الدولية.
وفي 29 ديسمبر 2015م قدم خمسة من نواب البرلمان البحريني مذكرة إلى رئيس البرلمان مقترحًا (للاعتراف بقضية الأحواز العربية) واعتبار الأحواز إقليمًا محتلاً من قبل النظام الإيراني، مؤكدين أن الشعب العربي الأحوازي يخضع للعنصرية والبطش الإيراني، وطالبوا بأن يعترف البرلمان البحريني بالأحواز كدولة عربية محتلة استنادًا إلى المادة (68) من الدستور البحريني وإلى المادة (128) من اللائحة الداخلية لمجلس النواب. واليوم على جميع الأقطار العربية وأحزابها السياسية بأطيافها أن تنحو نحو هذا المقترح البحريني بالاعتراف بإقليم الأحواز كدولة عربية محتلة من قبل النظام الإيراني، وأن يكون هناك مسعى عربي من أجل الاعتراف الدولي بها، خصوصا في ظل ما تعيشه المنطقة العربية وأقطار الخليج العربي من اضطرابات وقلاقل سببها التدخلات غير المشروعة للنظام الإيراني وتدخلاتها في اليمن وفرض سيطرتها على العراق وتعاونها مع النظام السوري، وتأسيسها أحزابًا مناوئة للأقطار العربية.
إن النظام الإيراني الذي يَدعي بأن ثورته “ثورة إسلامية” فهو يحتل الأحواز العربية، وباسم الدين الإسلامي يقوم بانتهاك حق الأحوازيين الإنساني، ويُقيِّد حرياتهم، ويتحكم في ديانتهم وعقيدتهم، وفي أشكال ملابسهم ولغتهم. هذا النظام الفارسي ظاهره الإسلام وباطنه الانتقام لكل ما هو إسلامي وعربي. وما هو مضحك أن هذا النظام يُطالب بتحرير فلسطين من العدو الصهيوني، فهل مَن يُطالب بتحرير البلدان يقوم باحتلال أراضي الغير؟.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية .