يومًا بعد آخر يتأجج الصراع بين مسيرة الإصلاح الوطني وبين الرافضين لهذه المسيرة، مسيرة تدفع البحرين ثمنها من أبنائها، الذين يتصدون بكل قوة وشجاعة لهؤلاء الذين يرفضون الحوار وصوت العقل، رجل أمن آخر يستشهد دفاعًا عن مسيرة الإصلاح الوطني التي يقودها جلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة عاهل البلاد، وينضم إلى قافلة شهداء الواجب المُدافعة عن البلاد وقيادتها وشعبها وعن مكتسباتها وإنجازاتها الوطنية. لرجال الأمن دور كبير في الحفاظ على الأمن وفي حماية المواطنين، وفي الحفاظ على الممتلكات العامة للدولة والخاصة للمواطنين والمقيمين، رجال نذروا أنفسهم لخدمة بلادهم وشعبهم، لا يخافون لومة لائم في الدفاع والذود عنها، واهبين حياتهم الغالية لبلادهم الأغلى. تضحياتهم هي المكافأة الأعلى التي يهدونها لبلادهم، تضحيات مليئة بالنبل والقيم الإنسانية.
إن مملكة البحرين عانت وتعاني من تسونامي الإرهاب المشتعل في العالم، وهي جادة في مواجهته بما لديها من الإمكانيات المادية والبشرية، وتضحيات رجال الأمن الثمن الذي تدفعه البلاد وشعبها في محاربة العنف والإرهاب، وفي  مواجهة مناهضي الإصلاح والديمقراطية والمسيرة الوطنية. وهناك من يعتقد بأن هذه المجابهات والمواجهات التي تستهدف زعزعة أمن واستقرار البحرين والتي ترهب المواطنين والمقيمين بأنها ستقف عثرة أمام هذه المسيرة الوطنية التي توافقت عليها إرادة القيادة مع شعبها، بل إنها في الحقيقة لا تزيدنا جميعًا إلى الإصرار على المضي في طريقنا، والعمل على توحيد الجهود الوطنية المخلصة، هذه الجهود التي تعمل بكل قوة وإخلاص من أجل نقاء هذه المسيرة الوطنية من الشوائب وتطهيرها من الرواسب.
إن أمن الوطن لا تتحمل مسؤوليته وزارة الداخلية ورجال الأمن فقط، بل هو مسؤولية مجتمعية وطنية، ودعم جهود رجال الأمن يُساهم كثيرًا في زيادة حفظ الأمن الوطني المجتمعي، ويُقلل كثيرًا من فرص المناهضين لمسيرة الإصلاح الوطني، وبفضل عناية القيادة الرشيدة ويقظة مُنتسبي وزارة الداخلية وبتضامن الشعب البحريني ستتجاوز مملكة البحرين بإذن الله تعالى هذه المرحلة، وسيشترك الجميع في رسم الملامح الوطنية القادمة بكل إيمان وثقة وإخلاص نحو البناء التنموي السياسي والاقتصادي والاجتماعي والأمني ولحماية البحرين من العنف والتطرف، وذلك عبر التمسك بالوحدة الوطنية بين كل أفراد المجتمع. إن العنف والإرهاب ومَن يسانده لن يفلح وسيتصدى له الجميع، ولن يتمكن من تحقيق غاياته في تعطيل المشروع الإصلاحي أو بترويع المواطنين الآمنين الذين يعتزون بولائهم الصادق والأمين لقيادتهم السياسية، والاستعداد بكل فخر عن الذود عن بلادهم ومصالحها ومصالح شعبهم.
إن العمل والواجب الوطني الذي يقوده الفريق الركن الشيخ راشد بن عبدالله آل خليفة وزير الداخلية وكل منتسبي الوزارة جلي وواضح وصادق العزم من أجل ترسيخ أمن واستقرار البحرين ومنطقة الخليج العربي التي ابتلت بتدخلات إقليمية هدفها فرسنة المنطقة والقضاء على هويتها العربية ووجودها القومي في الأرض العربية، ويؤدون جميعهم عملهم بجهد استثنائي لمحاربة العنف والتخريب، من أجل الحفاظ على البحرين وضمان عيش المواطنين والمقيمين بأمان وطمأنينة، إن يقظة الأجهزة الأمنية وكفاءتها تجلت في الكثير من الانجازات ومنها تفكيك عدد من الخلايا التنظيمية المرتبطة بالدول الخارجية.
إن الشهادة ليست روحا ودما وجسدا بقدر ما هي رسالة إيمانية غايتها النبيلة الدفاع عن البلاد وقيادتها وشعبها ومكتسباتها، رسالة محبة وسلام وتسامح، رسالة تنشر الأمن والاستقرار للأحياء من البشر، قد نحزن.. ولكن الشهداء مستبشرون بلقاء ربهم غبطة وسرورًا بالمكرمة الإلهية وهي الشهادة، الشهادة في سبيل إعلاء كلمة الحق ونشر راية العدل. والبحرين التي تقدم التضحيات لتفخر بهم، وتعلي من شأن تضحياتهم في سبيل واجبهم الوطني. رحم الله شهداء البحرين الأبرار الذين أدوا واجبهم بكل أمانة وصدق. وصدق رب العالمين في قوله في كتابه الكريم {بسم الله الرحمن الرحيم} {وَلاَ تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُواْ فِي سَبِيلِ اللّهِ أَمْوَاتًا بَلْ أَحْيَاء عِندَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ * فَرِحِينَ بِمَا آتَاهُمُ اللّهُ مِن فَضْلِهِ وَيَسْتَبْشِرُونَ بِالَّذِينَ لَمْ يَلْحَقُواْ بِهِم مِّنْ خَلْفِهِمْ أَلاَّ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ} (169/170) سورة آل عمران.
ومن خلال هذا المنبر الإعلامي الوطني نرفع أصدق التعازي والمواساة لأسرة شهيد الواجب، داعين الله تبارك وتعالى أن يتغمده بواسع رحمته ويلهم قيادتنا السياسية ووزارة الداخلية وأهله وذويه والشعب البحريني المجيد الصبر والسلوان، وأن يَمن على المصابين بالشفاء العاجل. مقدرين كثيرًا الدور الوطني للبواسل رجال الأمن على تضحياتهم وجهودهم المُخلصة في الحفاظ على أمن واستقرار البحرين، وحماية أرواح المواطنين والمقيمين، والحفاظ على الممتلكات العامة والخاصة.