العدد 2744
الثلاثاء 19 أبريل 2016
banner
الحريــات الصحافيــة فـي البحريــن ليســت مُقيــدة
الثلاثاء 19 أبريل 2016

لقد استهل المشروع الإصلاحي لجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة عاهل البلاد بجملة من الحريات، ومن بينها الحريات الصحافية، حيث أعطاها المشروع الإصلاحي مساحة كبيرة، كونها ركيزة أساسية من ركائز هذا المشروع. ويُساند هذه المساحة الدعم السامي من جلالة الملك لحرية الرأي والتعبير ومساندة الصحافيين والإعلاميين، مما جعلهم يؤدون رسالتهم بأمن واستقلالية وبما يتوافق مع ثوابت وأهداف المشروع الإصلاحي، ودستور البلاد وتشريعاته والمواثيق الحقوقية والإعلامية البحرينية والعربية والدولية.
واليوم تحقق الصحافة الوطنية البحرينية مكسبًا آخر، يتمثل في الدراسة التي أعدها (الاتحاد العام للصحافيين العرب) ونشرها في تقريره السنوي بعنوان (حالة الحريات الصحافية في الوطن العربي 2015م ــ 2016م) والذي جاء فيه أن الحريات الصحافية في مملكة البحرين تنعم بحالة من التطور والانفتاح المُستمر منذُ انطلاق المشروع الإصلاحي الملكي. ويشير التقرير إلى أن (البحرين كانت على رأس الدول التي حققت نتائج إيجابية وفقًا للمحاور الخمسة التي استندت إليها الدراسة في تقييمها أوضاع الصحافة بها). واشتملت المحاور الخمسة التي تركزت عليها الدراسة (حرية العمل الصحافي والمرتبات وحصولهم على المجلات والجرائد المتنوعة، ملكية الصحف للشركات المساهمة البحرينية، مصادر التمويل الصحافي، حرية التنظيم النقابي والذاتي لمهنة الصحافة، التشريعات والقوانين المنظمة للعمل الصحافي).
إن الصحافة البحرينية ذات تاريخ عريق وليست وليدة الحاضر، وهي تمثل مجموعة من المدارس الفكرية والسياسية وتتبنى سياسات تحريرية تعكس توجهات سياسية وفكرية متعددة ومتنوعة، مع وجود التعددية السياسية والفكرية في قائمة الكتاب في الجريدة الواحدة، الذين يعتمدون في كتاباتهم وتحقيقاتهم على أسس التماسك الاجتماعي البحريني، ويحافظون بأقلامهم على سياج الأمن الوطني والقومي للبحرين. وتكفل الدولة للصحافي في البحرين حرية الحصول على المعلومات من مصادرها الأولية وتداولها من (المعلومات والحقائق والوقائع والأرقام والوثائق والمستندات) التي ترفع من أدائه المهني وتحقق الجودة لمنتجه الإعلامي والصحافي. ولا تضع الدولة أي عائق أمام العمل الإعلامي والصحافي كحرية إصدار الصحف والاشتغال بها والكتابة فيها، ووجود مؤسسات إعلامية حكومية لا يحول دون استقلال وحرية العمل الصحافي والإعلامي.
لم تنل الصحافة البحرينية هذه الشهادة والتقدير من فراغ بل كون الصحافة البحرينية قامت على أسس وطنية وقومية كبيرة أسسها نخبة من رواد الفكر والأدب والثقافة والسياسة من أبناء البحرين، حتى أصبحت صحافتنا الوطنية مدرسة كبرى يُشار إليها بالبنان خليجيًا وعربيًا، وأعطاها المشروع الإصلاحي الملكي والميثاق والدستور مساحة كبيرة من الحرية التي هيأها أكثر لتأخذ دورها في التنمية السياسية والاجتماعية والاقتصادية، وبفضل ذلك أصبحت مرآة حقيقية للمواطن البحريني وحلقة اتصال بينه وبين الدولة وما يجري فيها من أنشطة وفعاليات وأحداث متنوعة، بجانب دورها النشط في إثراء الحركة الفكرية والثقافية في المجتمع البحريني، وتعزيز الانتماء والمواطنة وبث الوعي الوطني والقومي بين المواطنين، وتغطية الأخبار السياسية والاقتصادية والاجتماعية وكل الأخبار الأخرى في البحرين والخليج العربي والأقطار العربية وفي العالم.
تتميز الصحافة البحرينية بالنضج في بنية الأداء الصحافي، وتطرقها للكثير من المواضيع المتنوعة، مما شجع الكثير من الأقلام البحرينية والعربية للكتابة فيها، مما عزز من غزارة الإنتاج الفكري والسياسي والثقافي والاقتصادي والاجتماعي لكتابها، وهذا التنوع في الموضوعات وتزايد عدد كتاب الرأي في الصحافة المحلية يؤكد أن مملكة البحرين تعمل في إطار حرية الصحافة والإعلام، بدعم من صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة، وبمتابعة واهتمام من صاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة رئيس الوزراء الموقر، ومن صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة ولي العهد نائب القائد الأعلى النائب الأول لرئيس الوزراء. إن هذا الاهتمام والتقدير من قبل القيادة السياسية الرشيدة لحرية الصحافة والإعلام يقابله اهتمام الصحافيين والإعلاميين في مملكة البحرين بأدائهم المهني الوطني ووضع مصلحة البلاد في المقام الأول بالعمل بجهود استثنائية لتحقيق المزيد من النمو والتطوير لبلادنا والرخاء لشعب البحرين.
إن التقدير الذي حصلت عليه الصحافة المحلية في هذا التقرير السنوي يَلقي عليها عبئًا إضافيًا في الحفاظ على هذا المستوى من التقدير والثقة التي نالتها في هذا التقرير، وهو عبء يُضاف إلى مسؤولية أقلامها وجهودها الوطنية والقومية، والصحافة المحلية قادرة بإذن الله على تحمل هذا العبء وأداء رسالتها الصحافية والإعلامية الإنسانية تحت ظل الدعم المباشر واللامحدود من لدن القيادة السياسية للمملكة.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية