العدد 2745
الأربعاء 20 أبريل 2016
banner
إدانة إسلامية للسياسة الطهرانية
الأربعاء 20 أبريل 2016

نقلت شبكة “تابناك” الإخبارية الإيرانية عن مساعد الخارجية الإيرانية للشؤون القانونية والدولية عباس عراقجي قوله إن “منظمة التعاون الإسلامي تعاني من ضعف بنيوي”، مُدعيًا أنها واقعة تحت تأثير “عدد من الدول” التي تقوم بتوجيهها نحو أهدافها الخاصة من خلال أدواتها المادية، مؤكدًا أن المنظمة ستندم على مواقفها التي اتخذتها ضد إيران وحزب الله، المُتمثلة بإدانة قمة منظمة التعاون الإسلامي التدخلات الإيرانية وحزب الله في شؤون البحرين وأقطار الخليج العربي والأقطار العربية، مُشيرًا إلى “مواقف منظمة التعاون السابقة من العدوان الإيراني على جمهورية العراق في عام 1980م”. واتهم المتحدث المملكة العربية السعودية بإثارة الأجواء ضد إيران، مُتناسيًا ومُتجاهلاً جرائم النظام الإيراني ضد سفارة المملكة العربية السعودية بحرق سفارتها في طهران وقنصليتها في مشهد والتي تُشكل خرقاً واضحاً لاتفاقية فيينا للعلاقات الدبلوماسية واتفاقية فيينا للعلاقات القنصلية والقانون الدولي الذي يحمي حرمة البعثات الدبلوماسية، والجرائم الأخرى بحق أقطار الخليج العربي والشعب العربي، من تصريحات مُعادية وتدخلات مُشينة تتنافى مع ميثاق الأمم المتحدة وميثاق منظمة التعاون الإسلامي وجميع المواثيق الدولية من سياسية وقانونية وحقوقية. واختتم تصريحه قائلاً “إن المنظمة ستندم مُستقبلاً على مواقفها التي اتخذتها ضد إيران وحزب الله”، ورددها كثيرًا. 
يأتي هذا التصريح الإيراني ردًا على ما جاء في البيان الختامي الصادر عن منظمة التعاون الإسلامي في دورته الثالثة عشرة التي اختتمت أعمالها في مدينة اسطنبول التركية في يوم الجمعة بتاريخ 15 أبريل 2016م، وتحفظت كل من العراق ولبنان والجزائر وسوريا وإيران على الفقرة المتعلقة بإدانة حزب الله اللبناني بتهمة دعمه الإرهاب وزعزعة استقرار الدول الأعضاء، وضد ممارساته في لبنان والبحرين والسعودية والكويت واليمن وسوريا. إن ما جاء في بيان قمة المنظمة التي عقدت تحت شعار (الوحدة والتضامن من أجل العدالة والسلام) هو بمثابة رسالة لإيران ومنظماتها الإيرانية التأسيس والأهداف، وهي رسالة واضحة أن (لا مكان لإيران وميليشياتها) في هذه المنظمة. وتقول أيضًا هذه الرسالة إن التدخلات الإيرانية السياسية والعسكرية في المنطقة العربية قادت إلى تقسيم المنطقة طائفيًا، وهذا الأمر لا يتوافق مع أهداف هذه المنظمة لحماية جناحي الأمة الإسلامية من الفتن والحروب والعنف والإرهاب. كما أن المئتي قرار وأكثر التي صدرت عن القمة تؤكد ضرورة محاربة التحديات التي تواجه العالم الإسلامي وأهمية التحالف العسكري بقيادة المملكة العربية السعودية في مواجهة خطر الإرهاب.
مقابل إدانة بيان منظمة التعاون الإسلامي السياسة الطهرانية، فإن البيان دعا إلى (علاقات حُسن الجوار بين إيران والدول الإسلامية). بناء علاقات تقوم على عدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول، وعدم إطلاق التصريحات ضد الدول وضد قادتها، علاقات قائمة على عدم تسليح خلاياها النائمة في تلك الأقطار، وعدم استخدام الطائفية الدينية في تأجيج المشاعر الوطنية والقومية للشعب العربي، تأسيس علاقات بعيدة عن التدخل عسكريًا في النزاعات الأهلية العربية في أقطارها. وبدلاً من هذه التدخلات في أقطارنا العربية على إيران أن تهتم بمشاكلها السياسية والاقتصادية والاجتماعية المُتراكمة وبالشعوب الإيرانية الفقيرة، وأن تبعد نفسها عن مشاكل غيرها خصوصا مشاكلنا العربية من ألفها إلى يائها. إن ما تبتغيه المملكة العربية السعودية والبحرين وأقطار الخليج العربي وأبناء الشعب العربي من النظام الإيراني هو تكريس العلاقات الإنسانية والعلاقات بين الدول وفقًا للإعلان الدولي الذي يمنع التدخل بجميع أنواعه في الشؤون الداخلية للدول، والذي اعتمد ونشر على الملأ بموجب قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة رقم (36/103) والمؤرخ  في 9 ديسمبر 1981م. وتحسين علاقاتها القائمة على مبادئ حُسن الجوار، واحترام استقلال الدول وسيادتها الشرعية ووحدة أراضيها، والامتناع عن استخدام القوة أو التهديد بها.
إن مشكلتنا مع النظام الإيراني هي السياسات الخاطئة التي ينتهجها ضد نفسه وضد شعوبه الإيرانية وضد أقطارنا العربية، وعلى هذا النظام مسؤولية إصلاحها لتوفير أرضية لبناء ما هدمه جراء هذه السياسة الخاطئة. وهذه الممارسات الإيرانية لا تتوافق مع أهداف منظمة التعاون الإسلامي في تحقيق التعاون الإقليمي والدولي والإنساني بين أعضاء المنظمة ودول العالم، ويُعرقل النهوض بالعمل الإسلامي المشترك، ولا يؤدي بالارتقاء بدورها على الساحتين الإقليمية والدولية. والمطلوب من النظام الإيراني اليوم التعقل المُتزن والحِكمة الرشيدة، وتجسيد المبادئ الإسلامية التي يعتقد بها في علاقاته مع الآخرين، وفي تخليص شعوبه من الحرمان السياسي والاقتصادي والاجتماعي.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية