العدد 2757
الإثنين 02 مايو 2016
banner
هواجس تسكن الطبقة العاملة
الإثنين 02 مايو 2016

الفكرة التي انطلقت منها إقامة يوم عالمي للعمال كانت إثر نزاعات تفجرت بين عمال بإحدى الولايات الأميركية وأرباب العمل وموضوعها هو خلاف بين الطرفين حول ساعات العمل اليوميّ. فبينما كان اصحاب الاعمال يعمدون اطالة ساعات العمل كان العمال يصرون بأن تقتصر على ثمان فقط. وقدّر لفكرة عيد العمال ان تنتشر على نطاق واسع في كل ارجاء العالم وتم اختيار الاول من مايو ليكون يوما دوليا يتذكر فيه الافراد والدول انجازات وتضحيات هذه الفئة بل انّ بعض الدول جعلته يوما للوفاء والعرفان بتضحيات العمال الكبيرة وأفضالهم العديدة على الجميع. وفيما بعد تحول الاول من مايو الى عطلة في بلدان العالم.
 نعتقد أنه آن الأوان لوحدة الجسم العماليّ في بلادنا، ففي عيد العمال لا هواجس تسكن الطبقة العاملة ولا آمال تداعبهم سوى ان يلتئم شمل العمال تحت مظلة واحدة. يتذكر العمال أنّ وزير العمل أطلق دعوة للاتحادين العماليين العام والحرّ لتجاوز الخلافات وأن تتجه كل الجهود لمواجهة مظاهر الانقسام وتعزيز اجواء التوافق والانسجام والعمل المشترك في مختلف المواقع والإنتاج. غير أنّ المؤسف انّ الدعوة بقيت في اطارها النظري ولم يقيض لها ان تتجسد عملياً.
 ليس اسهل من الدعوة للوحدة نظريا وهي موجودة بكل زخمها وحرارتها في التصريحات والشعارات واللافتات، إنها الوحدة السهلة. اما الوحدة التي ننشدها فإنها تلك التي تتحول الى ممارسة في الميدان، ولا نعتقد انها صعبة ولا مستحيلة.
باتت الوحدة المطلب الملّح أمام الجميع أكانت مؤسسات المجتمع أم النقابات العمالية، وأن تتجه كل الجهود لإعادة الوحدة الى الجسم العماليّ. الاتحادان قاما بأدوار ليس بوسع أحد انكارها ولو أنّ هناك اتحادا واحدا في ظله كل مساعي الأعضاء لأمكن ان تثمر تحركاتهم حلحلة العديد من المشاكل العمالية. انّ التحديات التي تواجه العمال غالبا ما تتمثل فيما يتعرضون له من انتقاص لحقوقهم إما بحرمانهم من الأجور أو ساعات اضافية بلا مقابل.
 وكان صاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة رئيس الوزراء قد أكدّ اثناء لقائه القيادة الجديدة للاتحاد العام لعمال البحرين حرص الحكومة على دعم وتسهيل عمل الاتحادات والنقابات العمالية باعتبارها ممثلا للعمال الذين يشكلون احد اهم اطراف الانتاج. وأثنى سمو الأمير على الدور الذي يضطلع به العامل البحرينيّ باعتباره محورا مهما في عملية التنمية والتطور والتقدم في البلاد. كما تبنت الحكومة العديد من المبادرات التي توفر العمل اللائق للمواطنين بما يكفل عدم تأثر فرص التوظيف بأية تطورات او تحديات اقتصادية. وجاءت اشادة الامين العام للاتحاد لنقابات العمال حسن الحلواجي بدور رئيس الوزراء في دعم العمال وانّ “ما تحقق لمملكة البحرين من انجازات عمالية وغيرها يقف وراءها فكر سمو رئيس الوزراء وعطاؤه غير المحدود الذي جعل من البحرين الصغيرة بحجمها مكانة كبيرة بين الأمم والدول”.
 نعتقد انه لا مناص من التعاون بين المعنيين بالشأن العماليّ الذي يعد في هذه المرحلة ضرورة لتحقيق المزيد من المكتسبات العمالية. وأنّ الدولة سعت على مدى سنوات من اطلاق المبادرات المختلفة في توفير بيئة العمل المناسبة للعامل البحرينيّ سواء اكان هذا في القطاع العام أو الخاص.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية