العدد 2774
الخميس 19 مايو 2016
banner
لـقــاء الشاخـورة
الخميس 19 مايو 2016

يُحتسب البُعد بين المدن والقرى في البحرين جغرافيًا بالكيلومترات، لكنها في رؤية وفلسفة صاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة رئيس الوزراء الموقر لا مسافات بينها، وكلها في جغرافيا واحدة، فالشاخورة كالمحرق في مكانتها لديه حفظه الله ورعاه، وكالبديع والرفاع ومدينة عيسى وبني جمرة وسترة وكل مدن وقرى البحرين لها ذات المكانة في قلب سمو رئيس الوزراء الموقر. فسموه يلتقي أفرادها ويستمع إليهم جميعًا، ويطلب من وزراء الحكومة الموقرة أن يهتموا بها وتنفيذ المشاريع التي تخدمها دون تفريق ولا استثناء. هذا هو العُمق الاستراتيجي لرؤية وفلسفة صاحب السمو الملكي رئيس الوزراء المتمثل في العمل على توفير ما يحتاجه المواطن البحريني في جميع مُدن وقرى البحرين، فمواطنوها جميعهم بمثابة العائلة الواحدة، العائلة القوية المتماسكة بوحدتها الوطنية.
إن هذه اللقاءات التي يجريها صاحب السمو الملكي رئيس الوزراء حماه الله وأيده مع مختلف المواطنين في المُدن والقرى البحرينية دروس في التربية الوطنية نتعلم منها الكثير، بجانب ما يطرحه سموه من أفكار ورؤى وطنية وإصدار توجيهاته الكريمة إلى تنفيذ وتوفير ما يحتاجه المواطنون في قراهم ومدنهم وفي أحيائهم، وهذا ما يؤكد تجسيد سموه الدائم الأقوال بالأفعال. فالكثير من المشروعات الحياتية من اقتصادية واجتماعية ومهنية تمت بنجاح بفضل اهتمام ومتابعة صاحب السمو الملكي رئيس الوزراء لها، هذا القائد الملهم الذي لم يمسك معضلة إلا وأوجد لها حلاً، ففي فكره ورؤيته أن المسؤولين هم البناة الذين يبنون الأوطان ويعتنون بالإنسان، وتجد هذا القول في نهج سموه حفظه الله حيث إن الإنسان هو هدف هذا البناء وهو منطلق الحياة، فالحياة عديمة بدون الإنسان. ومن هذه الدروس الوطنية في لقاءاته أيده الله وباركه:
•    المواطن حتى يعيش في بلاده يحتاج إلى المشروعات كحاجته إلى الغذاء، فالسكن والماء والشوارع وكل مشاريع البنية التحتية لا تبني الديار فقط بل تؤسس الإنسان الذي يعيش فيها. ومن هذا المنطلق يجب الحفاظ على المواطن وتلبية احتياجاته الحياتية والإنسانية والمهنية، حتى يكون مهيئًا لخدمة بلاده وشعبه.
•    إن زيارات سموه للمناطق تعني مدن وقرى البحرين في قلب سمو رئيس الوزراء، وينظر إليها، وعندما يصدر توجيهاته بتوفير الاحتياجات للمدينة أو القرية التي زارها فهي توجيهات صادرة لتوفير كل ما تحتاجه جميع مدن وقرى البحرين دون استثناء، فجميعها تقع على أرض البحرين.
•    لا استثناء ولا تفريق في العطاء الاقتصادي والاجتماعي لأية مدينة أو قرية بحرينية عن أخرى، فإمكانيات الحكومة البحرينية الرشيدة مخصصة لجميع أبنائها، والمشاريع تنفذها الحكومة وفق خطة استراتيجية وطنية تتصف بالشمولية والكُلية، وهي دروس تربوية في تحقيق العدل الاقتصادي والاجتماعي يجب أن يسير عليها جميع المسؤولين في بلادنا.
•    إن العناية التامة بمدن وقرى البلاد تعني البناء الكامل للدولة، والبناء الكامل لا يعتني فقط ببناء الحجر بل أيضًا ببناء البشر، فالخدمات التي تقدمها الحكومة للمدن والقرى لا تقدمها لتراب المدن والقرى ولا لفضائها بل لإنسانها، من خلال حصوله على أفضل الخدمات الحياتية والإنسانية.
•    إن نجاح الحكومة وبرنامجها ليس في عدد الملفات والمشاريع، بل إن نجاح برنامجها يكمن فيما يحصل عليه المواطن من الخدمات وما حققته الحكومة من مشاريع حياتية على الأرض، وتكون استفادة المواطن البحريني من هذه المشاريع الضامن الذي يُحقق النجاح لبرنامج الحكومة. والمواطن هو الهدف الأول لهذا البرنامج ولمشاريع الدولة.
•    إن لقاءات صاحب السمو مع المواطنين بمثابة دروس للسادة الوزراء ومسؤولي الدولة، وقيامهم باستقبال المواطنين يفسح المجال لهم لعرض شكواهم ومطالبهم وما يخطر على بالهم على السادة الوزراء والمسؤولين في الدولة وجهًا لوجه كما يفعل صاحب السمو الملكي رئيس الوزراء الموقر. حيث من مهامهم السهر على رعاية المواطنين ومتابعة تلبية خدماتهم. خصوصا أن هذه اللقاءات بين المواطنين والمسؤولين ستسهم كثيرًا في إنجاز المشروعات وتطوير العمل الخدماتي في ضوء الاقتراحات والملاحظات الواردة من المواطنين.
هناك درس وطني مهم جدًا في لقاءات صاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة رئيس الوزراء الموقر، وهو أن هذه اللقاءات مع المواطنين تمثل صورة جميلة من صور التماسك الشعبي والوطني، فجلوسه مع أبناء شعبه ولقاءاته معهم والاستماع إلى مشاكلهم وطلباتهم يُمثل إحساسا إنسانيا ووطنيا مرهفا، وتوجيهاته الكريمة بتنفيذ احتياجات وطلبات مواطنيه تثلج صدورهم. وهي سمة من سمات القيادة الناجحة لدى سمو رئيس الوزراء المتمثلة بحبه الكبير لأبناء شعبه، واتساع قلبه للجميع، فهو حفظه الله مُستمع جيد لمتحدثيه لا يُقاطع حديثهم حتى ينتهوا، ويتابع توجيهاته التي يصدرها بكل دقة وعناية. وهذا التماسك القوي بينه وبين شعبه حال دون تحقيق أهداف أعداء البلاد في تمزيق وحدتها وتأخر تنميتها.
إن النموذج الرائع للقيادة الناجحة المتمثلة في صاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة أيده الله وحماه استطاعت بفضله أن تبني مملكة البحرين دعائم نهضتها العصرية، وتحقيقها المكانة العالية الراقية محليًا وخليجيًا وعربيًا ودوليًا. هذه الدولة والقيادة والحكومة التي ترعى إنسانها وتكرس جهودها لتحقيق التنمية التي تعود على مواطنيها بالمنفعة والخير، وتضمن له كلُ مقومات العيش والحياة الكريمة حاضرًا ومستقبلاً.
حفظ الله مملكة البحرين العزيزة وقيادتها الحكيمة وحكومتها الرشيدة وحفظنا جميعًا من كل سوءٍ ومكروه.. آمين يا رب العالمين.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية