العدد 2789
الجمعة 03 يونيو 2016
banner
الخارجية الأميركية... والتدخل في شؤون البحرين!
الجمعة 03 يونيو 2016

أغرب ما قرأت هذا الأسبوع ما قاله المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية الأميركية جون كيربي وبكل تأكيد مصدر النشر معروف: (نحث على رفض التهم الموجهة لعلي سلمان والإفراج عنه، جماعات المعارضة التي تعبر سلميا وتنتقد الحكومة تساهم في تنمية الدول والمجتمعات نحو التعددية الشاملة).
يؤمن الأميركيون بمختلف وسائل الانقلاب ولا يترددون أبدا في إيجاد فئة جديدة كلما تم اكتشاف فئة، وللتاريخ فقط كان الجنود الأميركيون يمارسون أسوأ اعمال التعذيب في فيتنام، يطلقون النار على النساء العزل جاعلين منهن أهدافا للتباري في إصابتها، يقطعون آذان الموتى ليحتفظوا بها كتذكارات، يصطادون الفلاحين الذين يزرعون الرز من طائرات الهليكوبتر، واليوم يخرج الينا المدعو جون كيربي ويتحدث عن الالتزامات الدولية وحماية حرية التعبير وحقوق الانسان.
الغزاة الاميركيون.. نعم أسميهم غزاة من خلال التجارب والزمن، يتدخلون في صميم أوضاعنا الداخلية وحتى الخارجية ومعظم تصريحات الرسميين الاميركيين تشير الى ما يريده الانقلابيون والجماعات الإرهابية فضلا عن أن يطيعوا سائر سياسات وأهداف النظام الايراني المجرم، وهذا الاصرار الاميركي الوقح على تشجيع العدوان والإرهاب والدفاع عن من ثبت تورطه بالتحريض على كره النظام علانية يؤكد مرارا وتكرارا انهم يحاولون ترميم وتدعيم خطة الانقلاب بعد تفككها وانهيارها. صورة بشعة من التدخل في شؤون البحرين والسلطة القضائية وتصرفات لا تنسجم حتى مع المفهوم الانساني والبشري، فالسياسة الاميركية معادية للبشر والقيم والمبادئ وهذا البلد المريض يعيش على شبكات التجسس والمراقبة والعصابات وإنشاء مدارس المرتزقة وسجله حافل بالاضطهاد والتنكيل والتآمر على الدول العربية وتدبير الانقلابات كما فعلوا معنا.
الغباء الأميركي جعلهم يظنون انهم يلعبون دور الشرطي الحارس للمصالح الايرانية في المنطقة، مستفيدين من تواطؤ جماعة من الخونة والعملاء ولهذا ليس غريبا أن تجد الخارجية الأميركية بشحمها ولحمها تشكل طبقة من المتحدثين والمدافعين عن امثال علي سلمان وغيره وتتجاوز كل الاعراف والاتفاقيات الدولية وتلعب دورا مضللا وتنشر الأكاذيب والأفكار الرجعية، فكلما تمت محاكمة احد من الارهابيين والعملاء لعب الساسة الأميركيون على اختلاف تكويناتهم دور كلب الحراسة وأخذوا بالعواء، وهذه نتيجة منطقية لأنهم بلد التناقضات والدمار ولهم مجابهة شاملة وطويلة مع كل ما يسعد البشرية والمحبة والتآخي، باختصار اميركا زادها ممارسة التحريض على أوسع نطاق، وأنهت التدريب الكامل في التآمر  ونالت الشهادات المختومة من الأبالسة والشياطين. بلد برامجه ومواقفه من القضايا العربية والإسلامية واضحة ومهمته مواجهة “السلام والمحبة” وإعطاء كل الحقوق والامتيازات للمجرمين والإرهابيين والعملاء والدفاع عن انشطتهم الهدامة، ولكن الذي يبقى كمصدر تعجب، إلى متى ونحن نثق في الاميركان؟ ماذا تعرف الخارجية الاميركية عن التهم الموجهة الى علي سلمان؟ قطة صغيرة عبثت بأسلاك النظام الامني في البيت الابيض “قامت الدنيا عندهم” ووضع الجيش بأكمله في حالة تأهب وأي أحد من المارة لا يتوقف في المنطقة عندما يأمره الشرطي يتم إطلاق النار عليه فورا، بينما البحرين تعرضت لمؤامرة دولية كبرى وكادت أن تبلع وفي الأخير يطلبون منا المسح على رؤوس الإرهابيين وتدليعهم وإسقاط التهم عنهم!.
 

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية