العدد 2793
الثلاثاء 07 يونيو 2016
banner
حواضن الكفاءات الوطنية
الثلاثاء 07 يونيو 2016


تتســـــابــــــق الجـــــامعـــــات والمؤسسات العريقة حول العالم في استقطاب ذوي الكفاءات والقدرات العالية وإغرائهم بكل الطرق وذلك بغية إقناعهم بالانضمام إليها. هذا السباق المحموم يتضمن تقديم العروض الخيالية مثل التكفل بتغطية تكاليف أبحاثهم ومعيشتهم والتأمين الصحي ورسوم الدراسة الخاصة بالأولاد وغير ذلك من أجل ضمان بيئة مريحة محفزة ومنتجة للإبداع الفكري. يعكسُ هذا التوجه الذكي في حقيقة الأمر الإيمان التام بأن إنتاج المعرفة الإيجابية هو علة خلق الإنسان.
تزخر المملكة بالعديد من الكفاءات الشابة التي هي بأمس الحاجة إلى حواضن تتبناها وتعمل على تنمية قدراتها وصياغة إبداعاتها صياغةً تستطيعُ من خلالها أن تبلور أفكارها إلى واقعٍ ملموس وبالتالي تحقيق التنافسية الدولية. ولا أجدُ مشقةً أو صعوبة في الكشفِ أو التعرف على مثل هذة الطاقات، فهي موجودة في كل مكان ويعرفها كل مسؤول يتحلى بالصدقِ وحب الخير لبني جلده، المسؤول لا يشعر بالغيرة عندما يرى من هو أفضل منه وقد نال فرصة يستحقها ويتمكن من خلالها أن يساهم ببناء هذا الوطن الغالي. فالأوطان لا تحتاجُ إلى من يسعى لدفنِ مواهب الآخرين ليتحفظ هو بكل المميزات ولا يترك للآخر فرص الارتقاء. المسؤول الحقيقي هو من يسعى لكي يصل بأعضاء فريقه نحو التميز والعمل على خلق الفرص الحبلى بالنجاحات، لا أن يعمل على تثبيط الهمم وزرع التردد عند العاملين معه.
ما نحتاجه اليوم هو التوجه الحثيث نحو احتضان الكفاءات الوطنية الشابة في مختلف المواقع الريادية وهو توجه بدأت فيه العديد من الدول المجاورة مثل دولة الإمارات العربية المتحدة الحبيبة، فعينت شبابا من ذوي الكفاءات والإمكانات الأكاديمية في مجالس شبابية متوزعة في كل الدولة، من أجل الاستماع إلى ما تحتاجه هذه الفئة الكبيرة من المجتمع. ينبغي علينا الحفاظ على هذا الوقود البشري المتدفق الذي لا ينضب والسعي نحو إعداده جيداً للتحديات القادمة التي من المؤكد أنها ستكون أكثر صعوبة ومتطلبة لمهارات أكثر تعقيداً.
نتمنى جلب هذه القدرات الوطنية الشابة والمخلصة ووضع البرامج التي من شأنها تسريع وتيرة الإبداع لديهم وتسهيل مهامهم المختلفة والتسابق مع الزمن في تعزيز عمليات إنتاج المعرفة المميزة. إن ما نحتاجه حقاً هو أن تكون مثل هذه البرامج حاضرة بقوة في كل الخطط الاستراتيجية في كل الوزارات والهيئات الحكومية، وأن يت الإشراف عليها وعلى تطبيقها بصورة مستمرة وحازمة.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية .