العدد 2800
الثلاثاء 14 يونيو 2016
banner
الإرهاب يأكل أطراف أميركا مثل الجذام!
الثلاثاء 14 يونيو 2016

الإرهاب يضرب الولايات المتحدة الأميركية من جديد وتحديدا بمدينة أورلاندو وقد أدانت مملكة البحرين الهجوم الإرهابي الذي أسفر عن مقتل وإصابة العشرات من الأشخاص، ولعل هذا الحادث يجعل من الأميركان يغيرون عددا من المفاهيم والقواعد المتعلقة بالإرهاب الذي تتعرض له دولنا والبحرين على وجه الخصوص. عندما يضربنا الإرهاب ويصل الى أراضينا تحصل حالات حذف كبيرة في المقرر على يد الأميركان ويتحفونا بالمفاهيم الخاطئة ولا نرى منهم الا قدرا ضئيلا من الاهتمام او التجاهل وفي أغلب الاحيان دفاعا يجري بمعدل سريع عن الارهابيين ورموز الانقلاب كما فعل مساعد وزير الخارجية الأميركية للديمقراطية وحقوق الانسان والعمل توم مالينوسكي بشأن الاحكام القضائية الصادرة بحق علي سلمان والمساس بسيادة القضاء البحريني وغيره كثيرون.
 دائما تكون النظرة الأميركية لأي عمل ارهابي يقوم به العملاء والخونة في البحرين غير متوازنة ويتحدثون بصفة اساسية عن حقوق الانسان وحرية التعبير وتغطيتهم عن الشهداء من رجال الأمن والضحايا تغطية قاصرة وغير دقيقة وسلبية، وإذا ما واجهت قوات الأمن الإرهابيين اتهمونا بالقسوة والعنف المفرط وهي الأسطوانة المشروخة التي نسمعها منهم باستمرار، ولكن اليوم أميركا اصبحت ضحية جديدة للإرهاب ودون تحيز أو تشويه نعلن أسفنا كخليجيين وعرب ورفضنا التام لكل أشكال العنف والتطرف والإرهاب والعمل بصورة منظمة ومستمرة للقضاء على هذا المرض الخطير الذي بدأ يأكل اطراف عالمنا مثل الجذام.
عندما نحسبها بالتوازن الدقيق ماذا ستكون ردة فعل الاميركان عندما تتدخل جهات خارجية وتدافع عن هؤلاء المجانين الذين ارتكبوا المجزرة في أورلاندو وطالبوا التحاور معهم والدخول في مفاوضات، بل وربما يقفز احدهم ويطالب بالعفو عنهم؟ لا أحد يشمت وليس من طبع العربي والمسلم الشماتة ولكن الإدانة الأميركية لأي إرهابي وعميل يثبت أمر تورطه في أية قضية في البحرين سلوك نادر في حين العالم كله يتعاطف مع أميركا ويساندها في اي اجراء تتخذه في حق تلك الجماعة الارهابية التي فعلت فعلتها وأزهقت الأرواح. لماذا لا تعمل أميركا على اذابة التناقضات التي تتراكم في سياستها وتسمح بمرور العقل والموقف الصريح والواضح. اليوم مرت بظروف مماثلة ولكن هل ستسمح بحرية الترافع والدفاع عن الإرهابيين وتطبيق سياسة الباب المفتوح؟ هذا لا يمكن أبدا ولا يحدث، بل ستطلعنا الاخبار عن اعتقالات واسعة وبراعة في المداهمات بدون حذر أو حتى مذكرات لأن الامن القومي الأميركي هو قضية الحسم وفوق كل اعتبار على مختلف الجبهات ويستنفر الجيش الأميركي بأكمله إذا كان الأمن مهددا أو يقترب من نتائج مضرة.
إذا كانت الولايات المتحدة تملك وسائل التأثير المباشر على المواقف، فالأجدر أن تبدأ بنفسها وتعالج مرضها للتخلص من التناقضات والمؤثرات السالبة والعمل مع المجتمع الدولي بعينيين لا عينا واحدة، والتحرك ناحية الأصالة والقيم الانسانية والدفاع عنها كما تفعل الامة العربية التي عانت ولا تزال تعاني من الإرهاب. ان ارادت أميركا التخلص من الارهاب عليها الوقوف معنا على ارض الواقع والحقيقة.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية