العدد 2812
الأحد 26 يونيو 2016
banner
أمن المواطن من أمن الوطن... وأمن الوطن بسيادة القانون
الأحد 26 يونيو 2016

(لا يمكن السكوت عمن ارتهن بتبعيته السياسية للخارج، نحارب أفعالاً لا أشخاصًا، ونطبق قانونًا لا أحد فوقه) هذا ما أكده صاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة رئيس الوزراء الموقر، إنها أقوال من سرى في دمه عُشق الوطن وحُبه الشعب، نعم.. لا يمكن السكوت عن مَن لا يُريد الخير لنا ولبلادنا، ولا يمكن تجاهل مَن يُحرضون، هؤلاء الذين لا يدينون الولاء لبلادهم، بل ولاؤهم لمَن يُحرضهم على بلادهم، وهم أعداء البلاد، أعداء البلاد الذين يقض مضاجعهم ما حققته البحرين من منجزات ومكاسب، ولا يرضيهم التفاف الشعب حول قيادته السياسية الذي يتناغم مع اعتزاز هذه القيادة بشعبها العربي الأصيل.
هناك عدد من المواطنين الذين تم إغواؤهم للانضمام إلى قوافل المتاجرين بأديانهم وأوطانهم، واتخاذ الدين مطية لتحقيق المكاسب الطائفية. الدولة الإيرانية وقياداتها الدينية والعسكرية والسياسية لم يكونوا يومًا منا، كانوا غزاةً لبلادنا، وأعداءً لهويتنا العربية، دخلوا الإسلام عنوةً واعتبروه اغتصابًا لهويتهم الفارسية، وأضمروا حقدًا على أقطارنا وشعبنا العربي وعلى ديننا الإسلامي. ومرت الأعوام، وبدأوا التقرب إلينا شيئًا فشيئا، ليس حُبًا فينا بل للانتقام لماضيهم الذي لم يعد موجودا والذي قضى عليه الدين الإسلامي، وحاضرهم المهزوز المشوه، ومبادئهم الطائفية التي يخجل منها العقل الإنساني. إنها دولة لا صحة لمبادئها ولا لانتمائها الديني بل لمصالح شخصية. إنهم يعتبرون أرض البحرين وقفًا إلهيًا لهم كما هي فلسطين، أرضًا لميعاد بني صهيون، لكنهما من الأراضي العربية لهما من التاريخ المجيد والجغرافية التي تثبت حقيقة تاريخهما وعروبتهما وعروبة شعبهما.
إن سيادة القانون وتحقيق الأمن من أجل ردع المطامع الإيرانية وضد تفريس ترابنا البحريني العربي، وضد ما تحيكه هذه الدولة من مؤامرات سياسية بغيضة وتدبيرات طائفية مقيتة، ومن أجل إنقاذ شعبنا البحريني وشبابه خصوصا من براثن هذا النظام الذي أساء لنا كثيرًا باسم الدين والمذهب والأخوة الإسلامية. لابد أن يسود القانون ويتحقق الأمن في بلادنا من أجل وحدتنا الوطنية، قانون يزيدنا تماسكًا أكثر، وأمن يحمي عقائدنا الدينية التي تعيش على أرض واحدة وتحت ظل قيادة سياسية واحدة. قانون وأمن يسع تنوعنا الديني والمذهبي والسياسي، سيادة القانون الذي يحمي تكاتفنا تقينا جميعًا من مساوئ الأطماع الخارجية، وأمن يحفظنا من زرع المترصدين لنا بين صفوف مواطنينا ليحرضوهم على التمرد والعنف والإرهاب لزعزعة البلاد واستقرارها والخروج على قانون الدولة.
هذا الأمر وغيره لا يرضي البلاد ولا قيادتها وشعبها ويتنافى مع مبادئ أمنها، وضد استقرارها وحياتها، ولن يكون ردع ما يحصل لنا من دسائس وانتهاكات إلا بسيادة القانون على الجميع دون استثناء أحد، فلن يتحقق أمن المواطن إلا بأمن الوطن، ولن يتحقق أمن الوطن إلا بسيادة القانون. فمن حق الدولة وقيادتها أن تحاسب كل نفسٍ أساءت وتسيء إلى البلاد وتعبث بأمنها ووحدة تماسك شعبها. ومنها من انغمست وشاركت في خلايا آمنت بها وتأثرت بفكرها وعملت على نشر مبادئها، وهي خلايا ادعت معرفتها العِلم الشرعي وهي أبعد ما تكون عنه، وحملت السلاح واستخدمته ضد بلادها وقيادتها وشعبها، لترويع وقتل المواطنين والمقيمين، وما بين يومٍ وآخر تكشف جهود وزارة الداخلية تورط، عدد من زهرة شبابنا في هذه الأعمال، الأعمال التي دمرت حياتهم والتي ضاعت هباءً من دون أن ينعموا بشبابهم وحياتهم. إن مسؤولية سيادة القانون وتحقيق الأمن ليست فقط على الدولة والجهات المعنية، بل انها مسؤولية المجتمع وأفراده، وهي مسؤولية مشتركة، فعلى الجميع التصدي لمن يُسيء لبلادنا وخصوصا أن المتضرر من هذه الإساءة البحرين. لذا، يجب على الجميع التكاتف مع جهود الدولة والجهات المعنية في كشف الضرر عنا وعن بلادنا، وعدم تبرير سوء تصرفاتهم تحت أية ذريعة سياسية أو حجة دينية.
حان الوقت لنقول يكفي ما أصابنا، وما جاءنا من تلك المؤامرات والدسائس ليس قليلا، ونعتقد أن ما أصاب بلادنا جزء لا يتجزأ مما أصاب الكثير من أقطارنا الخليجية والعربية ودول العالم من العنف السياسي المدجج بالتسييس الديني. وهذا يجب أمر محاربته واجتثاثه عن أرضنا، ولن يكون إلا بسيادة القانون وتحقيق الأمن. يجب أن يتحقق الأمن في كل مكان وزاوية في بلادنا، وبالقدر الذي يستطيع فيه المواطن والمُقيم أن يعيش حياة آمنة ومستقرة. وهذا الأمر كما قلنا لن يتحقق فقط بتحمل الجهات الأمنية دورها الأمني بل من التمسك بواجبنا الوطني كمواطنين ومؤسسات مدنية من أجل ترسيخ الأمن والاستقرار في البحرين. وهذا التعاون الوطني سيكون رادعًا لكل من يُسيء للبحرين أو بمجرد التفكير بذلك. وهو واجب وطني وديني. وصدق الله ربُ العالمين في كتابه المجيد (وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ) ــ المائدة (2). حفظ الله مملكة البحرين وقيادتها وشعبها من كل سوء. آمين يا رب العالمين.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية