العدد 2816
الخميس 30 يونيو 2016
banner
إدارة الأداء
الخميس 30 يونيو 2016



تتنافس المؤسسات والهيئات الحكومية في الدول المتقدمة على تأسيس نظام ذي جودة عالية لإدارة الأداء المؤسسي، وذلك من خلال طرق متعددة تمكنها من الربط بين أهداف المؤسسة وأهداف الفرد بغية الوصول إلى الهدف العام والشامل.
 إن القائد الإداري المتمكن هو الذي يعرفُ كيف يجعل أعضاء الفريق مدركين تماماً دورهم المنوط بهم في العمل وبالتالي مواءمة الأدوار مع طبيعة العمل الذي ينبغي عليهم إنجازه بالصورة المتوقعة، والتي تقود بالتالي إلى الأهداف العامة. إن إدارة الأداء كمصطلح ظهر منذ أكثر من ستين عاماً، حيث كان أرباب العمل يحددون مقدار المكافأة الشهرية للموظف بناء على تقييم المدير لمستوى الأداء وجودته. فهو وكما يعبر عنه العلماء في مجال الإدارة، عبارة عن توجيه السلوك الفردي للموظف لما يخدم المؤسسة ويخدم أهدافها كنتيجة لهذا التوجيه. فكما هو معروف جيداً أنه ولكي يتمكن الفرد من أن يؤدي ما عليه لابد أن يكون على دراية وعلم بماهية المهمة وتفاصيلها.
وربما من المعضلات المهمة في مجال إدارة الأداء المؤسسي وعوامل تحسين هذا الأداء، وكذلك من الأسئلة المثارة كثيراً في هذا المجال، على سبيل المثال ما الذي يجعل الأداء عالياً في مؤسسةٍ ما بينما لا يكونَ كذلك في مؤسسةٍ أخرى، وهل العائد المادي هو الذي يحسن أداء الموظف أم أن التدريب الفعال والمحترف هو الذي يقودنا إلى جودة الأداء أو أنهما معاً وبأي مقدار؟ في حقيقة الأمر، لا تتفق جميع الدراسات في هذا المجال حول إجابة واحدة لذلك التساؤل وذلك يرجع إلى ما يسمى الأسباب المخفية التي تتطلب عمقا أكثر في البحث والتحليل.
ولا تخفى علينا جميعاً الفوائد الجمة التي تتحصل عليها المؤسسة كلما أعطت أهمية بالغة لإدارة الأداء. فمن المؤكد أن الاتصال المباشر وغير المباشر ما بين القائد وأعضاء الفريق سيتحسن كثيراً وسيعود بالتالي على جودة الخدمة أو المنتج. وأضيفُ أيضاً أنه أينما تواجد نظام جيد لإدارة الأداء فسيتواجد كنتيجة أفراد يتمتعون بثقافة مؤسسية عالية. ولعل هذا ما نحتاجه بشدة في جميع مؤسساتنا، نحتاجُ إلى نظام يؤسس ويطبق المعايير العالمية في الأداء في كل النواحي وأن يدرك كل من قائد الفريق والأعضاء وكل الأطراف واجباتهم ومسؤولياتهم والسبل التي من خلالها تُنجز الأعمال والمهام.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية .