العدد 2816
الخميس 30 يونيو 2016
banner
“فراس بني جمرة وفراس الحد” ونسائم طيبة أهل البحرين
الخميس 30 يونيو 2016

من خواص النفس البحرينية وحالاتها “الطيبة والمحبة” وهذه الينابيع متناثرة في كل مدينة وقرية “وفريج”، فالبحريني معروف كبهجة الألوان وسخاء السحاب وعروق الأرض المثمرة. يوم الثلاثاء الماضي لم يكن يوما عاديا في حياة اهل البحرين بل كان يوما حزينا، والألم كان مرسوما في طرقاته وتحديدا في “الحد” و”بني جمرة” حيث مات الفارسان الصغيران اللذان جمعهما اسم واحد في يوم واحد، فراس بني جمرة وفراس الحد في حادثين مؤلمين جعلا القلوب مثقوبة والطيور لا تغادر الحقول والحزن واللوعة في طيات الثياب. ولكن بالرغم من اليوم الكئيب إلا أن ما شاهدناه عكس طيبة وتلاحم أهل البحرين وروعة متناهية في السؤال والمواساة وتطييب القلوب المكسورة على فراق الأبناء، فأهالي الحد كانت قلوبهم مع أهالي بني جمرة وأهالي بني جمرة كانت قلوبهم مع أهالي الحد، “فراس بني جمرة وفراس الحد” كانا شعاع المحبة والمعدن الأصيل لشعب البحرين وقوة تماسكه في الحزن والأسى وفي أي مصاب، وكم من حادث مماثل كان البحريني فيه بذرة مواساة لأخيه البحريني ومبعده عن أصداء وحشة فقد عزيز أو قريب ورأينا ما حصل في حادثة سقوط طائرة طيران الخليج في البحر قبل عدة سنوات وموت عدد من أبناء البحرين وأبناء الدول الشقيقة.
إن كانت البحرين قد حزنت لفراق عصافير الجنة “فراس بني جمرة وفراس الحد” في الحادثين الأليمين فإن وقفة كل المواطنين وعلى اختلاف مللهم وطوائفهم ومواساتهم لأسرة الصغيرين خففت من لوعة القلب وألم الفراق، فأهل البحرين وكما يقول دائما سيدي صاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة رئيس الوزراء الموقر حفظه الله ورعاه (شعورهم شعور الأسرة الواحدة)، من يحزن في الرفاع سيجد من يواسيه من المحرق، ومن يحزن من سترة سيجد من يواسيه من عسكر، ومن يحزن من  الزلاق سيجد من يواسيه من المالكية، واليوم أهالي بني جمرة يواسون أهل الحد، وأهل الحد يواسون أهالي بني جمرة. وما هذين الحادثين المفجعين إلا نموذج واحد من النماذج المعبرة الكثيرة ومنذ القدم عن الوقفة الواحدة تجاه المحن ضاربين بذلك أروع الأمثال لما يتمتع به مجتمعنا المسالم من روح الأسرة الواحدة والأخوة والمحبة والتكاتف بين جميع المواطنين.
هذه هي بحرين الأصالة والقوة، بلد ذو قواعد راسخة من المحبة والتواد والتلاحم بين الشعب بمختلف طوائفهم وتوجهاتهم. بلد به مخزون لا ينضب من الوقفات المشرفة لأبنائه في كل المناسبات والأحداث ووحدة الصف وسلامة النهج بقيادة سيدي جلالة الملك المفدى حفظه الله ورعاه، ملك درس مع عامة الشعب في مدارس شعبية وهو يفخر بذلك ويسطر لنا بهذه المواقف الخالدة أروع المثل للقائد.
فراس بني جمرة وفراس الحد فراشتان حملتا على جوانحهما عبير ونسائم طيبة اهل البحرين وشمعة التلاحم والتعاضد التي لا تنطفئ.
 

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية .