العدد 2824
الجمعة 08 يوليو 2016
banner
وحدة الأمة
الجمعة 08 يوليو 2016

عيد الفطر السعيد هو أول الأعياد التي يحتفل بها المسلمون ويأتي بعد صيام شهر رمضان المبارك، وسُمي بالفطر لأن المسلمين يفطرون فيه بعد صيام شهر رمضان، وكان أول عيد للفطر في السنة الثانية للهجرة. وهذا اليوم هو يوم فرح وسرور للمسلمين حيث يلتقون ويتبادلون التهاني ويقومون بزيارة أهاليهم وأقربائهم وأصدقائهم، ويستقبل الناس في بيوتهم الأصدقاء والجيران والأهل، ويحصل الأطفال على العيدية النقدية من الكبار.
واستقبل أهل البحرين عيد الفطر السعيد هذا العام جميعًا في يوم الأربعاء بتاريخ 6 يوليو 2016م، فجميع أهل البحرين بمذاهبهم الإسلامية أنهوا صيامهم واستقبلوا عيد الفطر السعيد ولم يتخلف أحد من أبناء مملكة البحرين وفي جميع محافظاتها (العاصمة، المحرق، الشمالية والجنوبية) عن الاحتفال بعيد الفطر السعيد، ومع وداع أيام شهر رمضان ولياليه الجميلة والأسى على فراقه إلا أن فرحة المسلمين في البحرين فرحتان، الأولى فرحة قدوم عيد الفطر والثانية فرحة وحدة الفطر البحرينية التي أثلجت صدور جميع أهل البحرين بمذاهبهم الإسلامية، وهي فرحة تفوق بدرجات فرحة قدوم العيد لما تحمله وحدة الفطر من معاني الوحدة والتماسك بين أبناء الشعب البحريني الواحد الذيلا يحمل تاريخه المجيد أية فوارق تذكر بين المذاهب الإسلامية التي مصدرها واحد (القرآن الكريم والسنة النبوية). والدين واحد جاء به نبي واحد من رب واحد، وما المذاهب إلا اجتهادات في تطبيق مبادئ الإسلام وتحت هدف واحد هو عبودية الله سبحانه وتعالى.
في مثل هذه الأيام المباركة كما هي أبواب السماء مفتوحة لرفع الدعوات، ولا تزال ملائكة الرحمة حاملة أقلامها لتكتب الحسنات والأعمال الصالحات، في مثل هذه الأيام مملكة البحرين بحاجة إلى مثل هذه الوحدة الإيمانية والوحدة الوطنية، وبالوحدة الإيمانية والوطنية نستطيع أن نحمي بلادنا البحرينية، ونصون مكتسباتها وإنجازاتها، وكما كتب الله تبارك وتعالى على المُسلم صيام شهر رمضان فقد كتب الله سبحانه وتعالى على المسلم أن يحافظ على بلاده، ويستبسل من أجلها، وأن يتعاون في سبيل المصلحة العامة ﴿وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلَا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ﴾ ــ (سورة المائدة 2).
في عيد الفطر 1437هـ ــ 2016م تجاوز أصحاب الفضيلة شيوخ الدين والسادة الفقهاء التباين في يوم العيد، وبفضل هذا التجاوز فقد توحد عيدنا هذا العام، وكما تمنيننا أن لا تمتد الاختلافات الاجتهادية بين المذاهب الإسلامية إلى ما يوحدنا ويعزز من تماسكنا، وتوحد عيدنا بفضل اعتماد هؤلاء المشايخ والفقهاء على الحكمة والعقل داخل بلادنا والذي أثمر عن عيد واحد لشعب واحد. وهذا ما تم اعتماده لتثبيت عيد الفطر السعيد، وهو ما يتبعه جمهور المسلمين في جميع الدول الإسلامية. وأن أي أمر يجتمع عليه المسلمون يجب اعتباره الأولى ويوجب الالتزام به.
لقد عيَّد المسلمون في البحرين في هذا العام في يومٍ واحد، وكذلك نتمنى في السنوات القادمة أن نكون هكذا، بل ودائمًا، ولنجعل من جميع أيامنا أعيادًا. فهذا الاتفاق ليس كوسيلة للعيد فقط بل أيضًا من أجل سد الطريق على أعداء بلادنا وشعبنا من العبث بمقدرات بلادنا، ومنعهم من التشويش على مسيرتنا الوطنية والتفريق بيننا على أساس مذهبي، وأن لا نعطيهم مجالاً لإيجاد الخلاف بيننا كمسلمين ومواطنين، فنحن كمسلمين ومواطنين وعرب علينا أن لا نختلف أو نقع في فخ الضغائن والتدابير الأجنبية. فوحدتنا الوطنية والإيمانية سبيل تحررنا من أية خلافات مذهبية، وهي عنوان رقينا وأساس تقدمنا. وأن لا تكون بلادنا كالبلدان الأخرى التي تحولت فيها الخلافات المذهبية إلى ميادين للاقتتال والتناحر بين مواطنيها، راح ضحية ذلك الآلاف من البشر.
كل عام والجميع بخير للبحرين ولقيادتنا السياسية ولشعبنا البحريني والعربي ولجميع المسلمين، ولندعو الله مخلصين بأن يحفظ لنا البحرين ويُسدد خطى قيادتنا السياسية ويحفظ شعبنا من كل تفرقة وتدخل خارجي مشين. آمين يا رب العالمين. 
 

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية .