العدد 2826
الأحد 10 يوليو 2016
banner
كيف نحارب الإرهاب والتطرف في دول الخليج؟
الأحد 10 يوليو 2016

قال خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود حفظه الله ورعاه في كلمته للمواطنين في المملكة العربية السعودية والمسلمين في كل مكان بمناسبة عيد الفطر المبارك: (إن المملكة العربية السعودية عاقدة العزم ـ بإذن الله ـ على الضرب بيد من حديد على كل من يستهدف عقول وأفكار وتوجهات شبابنا الغالي، وعلى المجتمع أن يدرك أنه شريك مع الدولة في جهودها وسياساتها لمحاربة هذا الفكر الضال، ونحن في هذا نستهدي بتعاليم ديننا الإسلامي الذي يعصم الدماء والأموال، مستشعرين موقعنا في قلب العالم الإسلامي، وتشرفنا بخدمة الإسلام والوقوف بجانب المسلمين في أرجاء المعمورة، والدفاع عن قضاياهم المشروعة وفي مقدمتها قضية فلسطين”.
خادم الحرمين الشريفين حفظه الله ركز على “المجتمع” وهذا يعني أن حربنا ضد التطرف والإرهاب ليست مسؤولية الجهات الأمنية فقط، “هذا ما يحصل بكل أسف”، وإنما مسؤولية الجميع، إذ من الصعب السيطرة على هذا المرض اذا لم تكن هناك تعبئة وتوجيه مشترك وعمل جماعي وبذل مجهود أكبر لتجاوز هذه المرحلة المؤلمة التي نعيشها. مكافحة الارهاب لا تتم بالطريقة التقليدية التي نعرفها فالمسألة اصبحت شائكة بوجود مدارس فكرية متطرفة تساهم في تفريخ العصابات التي تحاول عبثا تشويه صورة الاسلام خدمة لأطراف معادية، في المرحلة الراهنة العبء الأكبر يقع على الاعلام الذي بإمكانه قطع الطريق على الحركات الارهابية والقضاء عليها جنبا الى جنب مع الجهات الامنية التي من الواضح انها تتحمل كامل المسؤولية لوحدها وهذا خطأ كبير كون الإرهاب والتطرف مرتبط ارتباطا وثيقا بالأفكار والتوجهات.
قبل فترة وتحديدا العام الماضي دعا وزراء داخلية دول مجلس التعاون الخليجي في اجتماع طارئ عقد بدولة الكويت الشقيقة الشباب المسلم لليقظة وعدم الانسياق وراء الأفكار الهدامة والبعيدة عن الدين الاسلامي وتغليب المصلحة الوطنية، ولكن مع الأسف تجاهلت بعض الاطراف هذا التحذير والعمل بمسؤولية وكانت النتيجة هذا الانتشار السريع للتطرف وضياع الشباب في أتون الإرهاب، فآلة الإعلام الخليجي مازالت تسير ببطء شديد ولا تساعد على مواجهة الإرهاب والفضائيات الخليجية لم تستغل رسالتها الحيوية في المجتمع كما ينبغي بل زادت الطلب على عرض المسلسلات التافهة والبرامج غير المفيدة ومسابقات الغناء والرحلات والرقص وإلخ. وعلى الجانب الآخر مازالت مؤسسات المجتمع المدني مقصرة الى حد كبير على الصعيد التربوي والإعلامي والديني واحتواء الشباب من خطر الارهاب. حتى الأسرة الخليجية بثوابت عاداتها وتقاليدها قصرت كثيرا في مسألة الرقابة والمحاسبة وتركت الأبناء عرضة للاختطاف من قبل قوى الظلام والرجعية التي تبتزهم وتهيمن على افكارهم ومن ثم تهيئهم للخراب والدمار والتفجيرات.
مسؤولية محاربة الإرهاب والتطرف جماعية بكل ما تحمله الكلمة من معنى والأرقام المخيفة تدلنا على وجود هوة سحيقة وحلقة مفقودة هي السبب الدائم لتنامي الإرهاب والتطرف في مجتمعاتنا. منطق خاطئ يجب ان يتبدل حيث ان المسؤولية الجماعية ضرورية وأساسية لمحاربة الارهاب وليس فقط الاعتماد على الجانب الامني، المواجهة الفعلية لدحر الارهاب تعني تكاتف الجهود بعمل منظم.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية