العدد 2827
الإثنين 11 يوليو 2016
banner
الاتحاد الخليجي... الهدف المنشود للأمن والاستقرار
الإثنين 11 يوليو 2016

مقابل المؤامرة المكشوفة على دول الخليج نتساءل الآن، متى سنعلن الاتحاد الخليجي بصورة حاسمة مع هذا التزايد في الحماقات الإرهابية والعسكرية الخطيرة؟ المؤامرة الأميركية الايرانية على دولنا وبنظرة على السياق التاريخي ستمتد ويستحيل أمر البقاء والاكتفاء بما هو موجود، فالأميركان والإيرانيون يعملون بجهد لكسب العملاء وشراء الذمم والإفساد والتزييف والرسم بدقة متناهية للانقلابات، واستعرض البيت الأبيض العضلات أكثر من مرة بفتح الباب للنظام الإيراني المجرم لابتلاع البحرين ومن ثم دول الخليج تباعا.
الولايات المتحدة الأميركية تقوم بتزييف ضخم في المنطقة وسلاسل التبعية والخيانة تشتد وبالتالي يجب على قادتنا حفظهم الله ومن حيث الأهمية الإسراع في إعلان الاتحاد الخليجي كونه الهدف المنشود للأمن والاستقرار، ورحم الله الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود الذي دعى إلى الانتقال من التعاون إلى الاتحاد لتكون الوحدة الخليجية سدا مانعا في وجه إيران الصفوية الحاقدة على العروبة من الزحف على دولنا، ومعنى هذه الوحدة الخليجية الشاملة في الصف والعمل والهدف والتي ستجعل كل خائن يهذي كالمجنون، إننا نستطيع عن طريق العمل السياسي، وممارسة الضغط الاقتصادي، وتعبئة المعنويات ليس في دول الخليج فحسب، بل مع أصدقائنا في كل مكان لكي نساعد على توحيد السياسات للضغط على مصالح وسياسة واقتصاد العدو الإيراني الذي أوجدته الولايات المتحدة وساعدت في بنائه بشكل سري وغريب!
قد يبدو غريبا عند البعض أن تعمل أميركا على كسب كراهية وعداوة شعوب دول مجلس التعاون، وأن تخاطر بما لها من مصالح ضخمة حيوية في منطقتنا، وأن تغامر بضياع سمعتها واحترامها في الدنيا بأسرها، قد يبدو غريبا ان تفعل أميركا هذا كله، عن طريق احتضانها ودعمها ومساندتها الفعلية والسرية للتآمر على البحرين، ولكن الغرابة تزول عندما نذكر حقيقة العلاقة التي تربط بين الإخوة الثلاثة، أميركا، إيران، إسرائيل! فعندئذ لا يعود مما يثير الدهشة أو العجب أن نرى أميركا تقدم على ارتكاب اكبر الحماقات وأكثرها إجراما، إكراما لخاطر النظام الإيراني.
إننا اليوم كشعوب خليجية ما أحوجنا إلى روح العمل الموحد، حتى بدون أية اتفاقية، وإن كان القصد المعلوم من هذه الاتفاقيات هو تنظيم أسلوب العمل المشترك وترجمة روح الوحدة إلى عمل منظم منسق، وإني أتصور الموقف لو اجتمعت كلمة دولنا الخليجية وكان الاتحاد قبل نحو 35 عاما لاختلف الأمر وكان من الممكن أن نحقق الكثير. ولكن لم تزل الفرصة أمامنا ولم يزل العمل مفتوحا أمامنا على امتداد الجبهات السياسية والاقتصادية، والاستعداد في نفس الوقت للعمل العسكري الذي بات اليوم من أهم الضروريات في ظل وجود التهديدات الإيرانية الغبية في المنطقة، وليكن لنا من دروس التاريخ وحقائقه وسنته الحافز، بكل صراحة، لا ينبغي أن ننكمش على أنفسنا، ونتقوقع في داخلنا، ونكتفي بعبير زهورنا، لأن هذا  أمر غير ممكن  في الوضع الراهن.. وإذا كان العدو يريد التعجيل في وقوع الكارثة فيجب علينا كخليجيين التعجيل في الاتحاد.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية