في ضربة جديدة لأوكار الإرهابيين، واستمرارًا لسلسلة ممتدة من عمليات القبض على العناصر الإرهابية الخطرة، أعلنت وزارة الداخلية أن الأجهزة الأمنية اليقظة تمكنت من القبض على عدد من الأشخاص الخارجين عن القوانين والأعراف والتقاليد والأخلاق، وضبط كميات من الأدوات التي تدخل في تصنيع العبوات المتفجرة وعدد من الأسلحة النارية التي كانت ستستخدم في تنفيذ تفجيرات وأعمال إرهابية ليس ضد عدو خارجي، أو للقضاء على تهديد يحدق بالبلاد، وإنما لضرب هذا الوطن، وتهديد أبنائه، والنيل من منجزاته ومكتسباته، ندعو من أبدى قلقه وتباكى من الجهات الرسمية أو ما تسمى بالحقوقية في أميركا وبريطانيا من الإجراءات التي اتخذتها مملكة البحرين للحفاظ على أمنها واستقرارها أن يروا حجم التدريب والتسليح لدى الإرهابيين في البحرين، هل تريد أميركا وبريطانيا وغيرهما أن ننتظر حتى يصل الإرهابيون إلى مبتغاهم الإرهابي في القتل والدمار؛ ليعبروا ببيانات مقتضبة عن إدانتهم، ويدعوا للحوار الذي لا يسمن ولا يغني من جوع مع أناس يعيشون جسدًا على أرض الوطن، لكنهم ينتمون قلبًا وقالبًا لدول أخرى تشغل ليلها ونهارها في المكر بوطننا من خلال استغلال هذه العناصر المارقة التي لم يتبق فيها مثقال ذرة من ضمير، وارتضت أن تكون أداة طيعة في يد هذه الدول تتلاعب بها كيفما شاءت، وتحركها كيفما أرادت ضد صالح الوطن؛ ليضيفوا جرائم جديدة إلى سجلهم في الخزي والعار والخيانة.
إن هذه الضربات الأمنية المعتادة ضد الإرهابيين رغم أنها توضح بجلاء ما يبذل من جهد وطني كبير لأجل رفع قدرات العناصر الأمنية، وزيادة كفاءتها بما يجعلها قادرة على القيام بهذه الأعمال الوقائية لحماية الوطن، فهي تكشف أيضًا عن صنف “شرير” من الناس سرح بأوهامه وشطح بأحلامه لدرجة أنه يظن أنه قادر على النيل من هذا الوطن، فدفعته هذه الأحلام والأوهام إلى تجميع الأسلحة وتخزين المعدات والأدوات اللازمة، والتي يعتقد أنها ستقربه من تحقيق حلمه وحلم من يتربص بهذا الوطن، ويبقى سؤال محير: لمحاربة من يتدرب هؤلاء ويخططون؟ وللأسف مهما تهربنا من الواقع، والجواب المرير الذي يعرفه الجميع لابد من مواجهة الحقيقة بأنهم يحاربون الوطن.

 مؤنس المردي