العدد 2881
السبت 03 سبتمبر 2016
banner
دبي في قلب العصر
السبت 03 سبتمبر 2016

لم تكن الزيارة التي قام بها الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم حاكم دبيّ لمؤسسات الدولة وحدها مصدر المفاجأة بل الأكثر إدهاشا أنّه وقف على أوجه تقصير في أداء المهام وبالتالي جاءت الإجراءات الحاسمة. من يسبر غور شخصية الشيخ محمد فإنه يلمس حرصه الكبير على تطوير إمارة دبي.
لعل الفلسفة التي استلهمها محمد بن راشد تكمن في رؤيته في إدارة دبيّ وتتلخص في قصة ذات مغزى عميق وبالغ الدلالة تضمنها كتابه الشيق الصادر قبل سنوات (رؤيتي) وملخصها: أنه في كل صباح في أفريقيا يستيقظ الغزال الذي يدرك أنّ عليه أن يتحرك بخطوات أسرع من الأسد وإلاّ سيموت جوعا، وفي كل صباح يستيقظ أسد يدرك أنّ عليه أن يعدو بخطوات أسرع من أبطأ غزال وإلاّ سيموت جوعا، ولا يختلف الأمر أكنت غزالا أم أسدا فإنّه عليك عندما تبزغ الشمس أن تعدو بأقصى سرعة.
من زار دبيّ فإنه يقف على حقيقة قلّ نظيرها في دول تفوقها حجما ومساحة. الإمارة الساحرة تسير وفق نظام بالغ الدقة والانضباط كالساعة السويسرية. ربما السر في أنّ القانون هو الحاكم لا يفر منه صغير أو كبير. ورغم ما تتمتع به دبي من حركة طوال ساعات الليل والنهار فالذي يدهشك تقيّد الجميع وبالأخص السواق بالنظام المروري، علما أنّه من النادر جدا رؤية رجال المرور.
قرأت ذات مرة أنّ الشيخ راشد بن سعيد آل مكتوم – حاكم دبي السابق ووالد الشيخ محمد – جمع المقربين منه ابان اكتشاف النفط في إمارة دبيّ وقال لهم “لقد اكتشف البترول عندنا، ولكن الذي أريده منكم ألا تعتمدوا عليه”، بالطبع العبارة تنم عن ذكاء فطري لدى الرجل. الذّي أراد أن يقوله انّ النفط مادة ناضبة وإلى زوال مهما طال الزمن ولابدّ من العمل لاستثمار هذه الطاقة بأقصى ما يمكن لتحقيق التنمية. وفي اعتقادي انّ الشيخ محمد بن راشد أخذ بنصيحة والده وهذا ما حقق لإمارة دبي هذه المكانة، ومن يرصد حركة التطور في دبيّ فإنه يجد أنّ الجهود تنصب في المقام الأول على الإنسان.
 
 

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية .